عندما تجنح إلى الحق، وإعلاء شأن الحقيقة، توقع تلقيك طعنات السكاكين من الكارهين لها، للإجهاز عليك، وتشويه صورتك، واغتيال سمعتك، سواء كانت الحقيقة تعرى جماعة الإخوان والنشطاء والثورجية، أو حتى الحكومة.
فى كل الأحوال ستتعرض للهجوم، لكن تعرضك للهجوم التتارى، سيكون أكثر فجاجة وسفالة وانحطاطا عندما تقترب من تعرى مخططات ومواقف جماعة الإخوان، واتخاد ملاك ثورة يناير، ورفقاء دربهم من الحركات الفوضوية.
وفى إطار نهج الحق، وإعلاء شأن الحقيقة، تعالوا نناقش للمرة الألف، حالة مصر بعد 25 يناير 2011، وماذا جلب الضعف الشديد فى قدرات الذين تصدروا المشهد، فكريا ومهنيا وسياسيا، يوازيها، طموح شرس لاقتناص السلطة بعد إزاحة مبارك، تحت لواء الشعارات الزائفة، والشائعات والأكاذيب الفجة، ووعود وهمية تتماس بقوة مع السراب عن المستقبل الباهر لمصر الثورة، والجنة الموعودة للمصريين، تعالوا نعترف أولا، ونشخص حالة الوضع السيئ الذى وصلت له مصر، تشخيصا طبيا علميا، دون مشاعر، أو إخفاء حقيقة واحدة.
أولًا، مع صدق نوايا من خرج فى 25 يناير فى البحث عن حياة أفضل، وأملا فى التغيير، إلا أن المشتاقين للسلطة، من نخب فاسدة وجماعات متطرفة وحركات فوضوية، اختطفوا آمال الأنقياء الحالمين بمستقبل رائع لبلادهم، وكونوا اتحاد ملاك الثورة، دمروا البلاد، ونكَّلوا بالعباد أيما تنكيل، تأسيسا على ما سبق، لعبت ثورة يناير الدور الأبرز فى دفع مصر فى مستنقع الكوارث الاقتصادية والسياسية، والأمنية، قاد الثورجية سلسلة من المظاهرات والاعتصامات التى أوقفت حَال البلد، ودمرت قطاع السياحة المحورى، الثورجية، دشنوا للفوضى والمولوتوف فى محمد محمود ومجلس الوزراء والعباسية وتأثيراتها الخطيرة على وضع مصر، بما لا تتحمله أمريكا نفسها؛ الثورجية قرروا اختيار عصام شرف رئيسا للحكومة، ونصبوه رئيسا للوزراء من ميدان التحرير فى مشهد أقرب إلى الكوميديا السوداء، وكانت بداية انهيار الدولة، فالرجل كان يستجيب لأى مطالب فئوية لإرضاء الناس وهو يعلم أن الخزائن خاوية، وفى حالة انهيار؛ الثورجية، روجوا لعقيدة أن جماعة الإخوان جماعة نورانية ربانية، ويجب على الشعب اختيارهم فى مجلسى الشعب والشورى، ورأينا لأول مرة، برلمان مصر، من أبطال مشاهد « قندهار»، وخريجى سجن العقرب، وأول تدشين لهم، رفع المرتبات لما يقرب من 8 ملايين موظف، فارتفعت ميزانية المرتبات من 90 مليارا قبل الثورة، إلى 170 مليار فى عام 2013، دون أى زيادة فى الموارد، الثورجية ساندوا الاضرابات والاعتصامات الفئوية، وترك العمل والإنتاج، وإغلاق المصانع.
الثورجية ساهموا وساعدوا بكل قوة فى اختيار محمد مرسى العياط، ليقود البلاد، تحت شعارات عقيمة، مثل اعصر ليمونة واختار مرسى، وبمجرد توليه الحكم، وجدنا سد النهضة، والخراب من انهيار الاحتياطى النقدى، ومصيبة انقطاع الكهرباء، واختفاء البنزين والسولار، واختفاء أنابيب البوتاجاز، وتفاقم أزمة رغيف العيش، وانهيار أمنى غير مسبوق، وزرع البلاد بالإرهاب، الثورجية دعموا اعتصام رابعة وحرق المنشآت العامة ودور العبادة، وسلب الممتلكات الخاصة، وقدرت خسائر الاعتصام بأكثر من 300 مليون فى 40 يوما فقط.
أما السيسى، فالرجل جاء لمواجهة كل هذه المصائب، وغيرها من التى لا تعد ولا تحصى، ويصلح ما أفسده غيره طوال أكثر من أربعين عاما بشكل عام، والسنوات السبع الأخيرة بشكل خاص، واستطاع تحقيق المعجزات فى 4 أعوام فقط، وبجرأة وجسارة يحسد عليها، فتح كل الملفات الصعبة، واستطاع تسديد فواتير كل الذين ارتكبوا خطايا فى حق مصر، للنهوض ببلده.
السيسى، لو جلس على مقعد حكم مصر 8 سنوات، دون أى إنجازات سوى القضاء على فيروس «سى» والعشوائيات وإخراج الغارمات والغارمين من السجون فسنرفع له القبعات تقديرا واحتراما على الإنجازات الإنسانية الثلاثة.
نعم، فيروس «سى» كان حتى وقت قريب، وحشا ينهش فى أكباد المصريين، ومصر كانت تحتل المراكز المتقدمة فى انتشار الوباء بين مواطنيها، ما يعد كارثة إنسانية كبرى، وكانت تتجلى المأساة عند الذهاب لمستشفيات الأورام ومراكز الكبد وحتى العيادات الخاصة، فالمشاهد كانت مفجعة من هول تكدس الطوابير من المرضى، وتصاعد صرخات آلامهم، كان القرار الصائب والرائع، من الرئيس عبدالفتاح السيسى بالإعلان عن مواجهة هذا الوباء، والقضاء عليه، وبالفعل تمكنت مصر فى مدة قصيرة من تحقيق نجاحات مبهرة.
ولم يكتف الرئيس السيسى بمواجهة فيروس الكبد الوبائى فحسب، وإنما قرر اقتحام مشاكل قطاع الصحة بأكمله، نظرا لأهميته البالغة، الذى يعد أهم قطاع خدمى وإنسانى مرتبط بالأمن القومى المصرى، فأصدر تعليماته بتدشين قانون التأمين الصحى، والقضاء على قوائم انتظار المرضى فى المستشفيات.
والملف الثانى ذو الأهمية الإنسانية والاجتماعية فيتمثل فى اقتحام الرجل لمشاكل العشوائيات، الذى يعد ورما مؤلمًا للعيون أن تبصره، وجرحا يستغله كل أعداء بلادنا لتشويهنا، فوضع خطة القضاء عليها، وإقامة مساكن آدمية، صحية.
أما الملف الإنسانى الثالث المؤلم، كان الغارمات والغارمين المحبوسين نتيجة عدم القدرة على تسديد بضع جنيهات، فقرر أن يتم سداد المبالغ بديلا عنهم، وإخراجهم من السجون.
الملفات الإنسانية الثلاث، من أهم إنجازات السيسى فى تقديرى، رغم المشروعات والإنجازات الشبيهة بالمعجزات، فى البنية التحتية، وإعادة فرمطة مصر، ما يدلل على أن الرجل وهو يحقق طفراته الاقتصادية لم ينسَ المشروعات الإنسانية والاجتماعية، بل أعطى لها أولوية قصوى.