تتحرك القوى السياسية العراقية لنزع فتيل الأزمة فى البلاد وخاصة الأزمات التى تعصف بمدينة البصرة فى جنوب البلاد، وهدد زعيم التيار الصدرى مقتدى الصدر، اليوم الخميس، باتخاذ موقف حازم لا يخطر على بال أحد "سيزلزل عروش الفاسدين"، ما لم يتم حل مشكلة البصرة، مقترحا عددا من الحلول لمعالجة الأزمة.
مقتدى الصدر
وقال الصدر في تصريحات صحفية حول أحداث البصرة: "لم أعد قادرا على الوقوف صامتا لما يجرى فى البصرة"، نفد صبرى إزاء ما يحدث فى البصرة من مظالم وتعد على المتظاهرين بل وقتلهم بغير حق، وسوء خدمات فلا ماء ولا كهرباء ولا كرامة، خلال سنوات طوال وأثناء توالى حكومات عديدة ومتتالية سواء فى زمن الطاغية الهدام أو ما بعد سقوطه".
وأشار زعيم التيار الصدرى إلى تجاهل بعض السياسيين لما يحدث فى تلك المحافظة المنكوبة، حيث أنهم منشغلون بتكوين الكتلة الأكبر التى لن تكون إلا كسابقاتها من الحكومات العراقية والتحالفات التى اتصفت بالطائفية والفساد والظلم.
وطرح الصدر عددا من النقاط كمرحلة أولى بخصوص مشاكل البصرة فى مقدمتها "دعوة مجلس النواب العراقى الجديد للانعقاد فورا وبجلسة علنية استثنائية تبث علنا عبر القنوات الرسمية ليطلع الشعب على مجريات الأمور، وبمدة أقصاها يوم الأحد المقبل".
وشدد زعيم التيار الصدرى على ضرورة، أن يحضر فى الجلسة رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية، ووزيرة الصحة، ووزير الموارد المائية، ووزيرة الاسكان والاعمار والبلديات، ووزير الكهرباء، ومحافظ البصرة ونائبيه، ورئيس مجلس محافظة البصرة، لوضع حلول جذرية وفورية آنية ومستقبلية، مضيفا "وإلأ فعلى جميع من تقدم ذكرهم ترك مناصبهم فورا وإن كانت ولايتهم منتهية".
ودعا مقتدى الصدر إلى التعاون مع دول الجوار من خلال وفود رسمية من أجل التفاهم على بعض الملفات المهمة الخدمية وزيادة الحصص المائية وغيرها سواء في البصرة أو باقي المحافظات العراقية، مؤكدا أهمية حماية المؤسسات الحكومية في البصرة وخصوصا الموانئ والمطارات من التدخلات الخارجية وغير الرسمية.
وشدد مقتدى الصدر على ضرورة العمل على انهاء التدخلات غير الرسمية في محافظة البصرة ولاسيما تدخلات الأحزاب والميليشيات بل والحشد الشعبي للحفاظ على سمعته.
وهدد مقتدى الصدر باتخاذ موقف حازم لا يخطر ببال أحد حال لم يتم عقد جلسة للبرلمان الأحد المقبل لحل المشكلات التى تعصف بمدينة البصرة، مضيفًا "سيكون لنا موقف حازم قد لا يخطر على أذهانكم وسيزلزل عروش الفاسدين وذوى المحاصصات الطائفية والذين لا يحترمون دماء الشعب ولا لقمة عيشهم وكرامتهم والذين أوصلوا البلد الى الهاوية وسوف لن نتهاون ابدا. فترقبوا".
ودعا زعيم التيار الصدرى إلى تنظيم حملة تبرعات من جميع المحافظات العراقية لإغاثة البصرة المنكوبة، مشددا على ضرورة تنظيم وقفة احتجاجية تضامنا مع أهالى محافظة البصرة ومتظاهريها وشهدائها وجرحاها، على حد قوله.
بدوره أعلن تحالف القرار العراقى، اليوم الخميس، تأييده الكامل لدعوة زعيم التيار الصدرى بشأن عقد جلسة برلمانية استثنائية لمناقشة أزمة محافظة البصرة، معتبرا ان "المأساة" التى تعانى البصرة يجب أن تكون "حافزا كبيرا" لجميع العراقيين فى تقديم المساعدة.
أسامة النجيفى
وقال التحالف في بيان صحفى أنه "تعقيبا على كلمة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هذا اليوم، حول دعوة مجلس النواب العراقى لعقد جلسة استثنائية في تاريخ أقصاه يوم الاحد المقبل، يعلن تحالف القرار العراقي تأييده الكامل للدعوة، وضرورة عقد جلسة مجلس النواب للوصول إلى حلول جذرية يساهم فيها ممثلو الشعب".
وأكد على أن الدم العراقي أثمن من أى اختلاف، ومعاناة أي إنسان عراقي أهم كثيرا من أي تدافع سياسي أو مصلحة حزبية أو طائفية أو قومية.
وشدد رئيس التحالف أسامة النجيفي، على أعضاء مجلس النواب العراقى على العمل بروح الفريق الواحد للوقوف مع أهلنا في البصرة، وتقديم صورة ناصعة فى التآزر والتكاتف في خدمة الأهداف النبيلة.
بدوره أكد رئيس مجلس الوزراء العراقى الدكتور حيدر العبادى أهمية سرعة انعقاد جلسات مجلس النواب العراقى وعدم تعطيله والالتزام بالتوقيتات الدستورية لانجاز المهام الملقاة على عاتقه.
حيدر العبادى
وأبدى العبادى فى بيان لمكتبه الاعلامى – حصل اليوم السابع على نسخة منه - استعداده للحضور الى جلسة مجلس النواب العراقى مع الوزراء والمسؤولين المعنيين لمناقشة أوضاع وحاجات محافظة البصرة والإجراءات المتخذة لرفع المعاناة عن أهلها وتقديم أفضل الخدمات لهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة