كريم عبد السلام

انتفاضة البصرة ضد حكم آيات الله «1-2»

الأحد، 09 سبتمبر 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى البصرة حاليًا قد يغير خريطة المنطقة كلها، فلأول مرة منذ ثلاثين عامًا تقريبًا ينكسر مؤشر الصعود الإيرانى فى المنطقة العربية، ويشاء الله أن يكون فى نفس المكان الذى بدأ التصاعد منه.
 
مظاهرات عنيفة من أهالى البصرة ضد الوجود الإيرانى، والميليشيات التى تسلحها إيران، وضد سيطرة الإيرانيين على الحكم فى البصرة، وغيرها من المحافظات العراقية، ومطالب بإنهاء هذا الوجود الأجنبى وكل ما يشير إليه 
الغضب العربى العراقى ساطع وحاشد ولا يقبل بالحلول الوسط، وسرعان ما امتد برسائل الإنذار ذات الدلالة إلى الحكام فى طهران، وفى العواصم الغربية التى تدعمها فى الخفاء! ويسأل أحدكم: وهل تدعم عواصم غربية إيران، وهى التى تتعرض للحصار الاقتصادى الشامل المفروض بأوامر ترامب؟! إذا استغربتم هذا الطرح، عليكم أن ترجعوا إلى تاريخ العلاقات الإيرانية الأمريكية خلال العقود الماضية، ومواقف واشنطن المتلونة ما بين السر والعلن، ألم تكن إدارة جورج بوش الأب تدعم العراق رسميًا فى حربه الموجهة ضد الثورة الإيرانية؟ ألم تتخذ واشنطن موقفًا متشددًا من الخمينى بعد حصار السفارة الأمريكية فى طهران؟ طيب.. ماذا عن فضيحة «إيران - كونترا» التى أطاحت بفرص جورج بوش الأب فى ولاية رئاسية ثانية، والتى كشفت عن بيع أمريكا أسلحة لإيران فى السر، وتوجيه عائدها لدعم الثوار فى نيكاراجوا.
 
نعود إلى العواصم الداعمة لطهران فى الخفاء، ونسأل: من سلّم العراق لقمة سائغة إلى آيات الله فى طهران؟.. عودوا إلى الذاكرة لتعرفوا أن الخمينى وهو يوقع على اقتراح الأمم المتحدة بالهدنة فى حرب الثمانى سنوات أو حرب الخليج الأولى عام 1988، شبه موافقة بلاده بتجرع كأس السم، لأن الهدنة أبقت على الأمور الميدانية كما هى، ولم تثبت بدء صدام حسين بالعدوان، ولم تفرض عليه تعويضات لصالح طهران، والأهم أنها أبقت على فرص العراق فى النمو والتنمية والتماسك بلدًا كاملًا واحدًا متوحدًا، يمتلك مقومات الدولة الإقليمية الكبرى، وقادرًا على مناطحة أحلام آيات الله بتصدير الثورة والهيمنة على المنطقة مع إسرائيل وتركيا.
 
طيب.. متى انهار العراق فعليًا؟ متى تسلم آيات الله مفاتيح بلاد الرافدين؟ ومتى بدأ فعليًا مسلسل تفتيت العراق إلى دويلات وإثنيات وأعراق متشاحنة متقاتلة؟ ومتى سيطرت الميليشيات الشيعية المسلحة على معظم مناطق الدولة؟ ومتى أصبح حزب الدعوة الشيعى امتدادًا لآيات الله والحاكم بأمره فى بغداد؟ ومتى تم تدمير العقيدة الوطنية القومية واستبدال الموالاة الشيعية بها؟.. العراق ظل متماسكًا وموحدًا حتى فى أحلك اللحظات عندما تعرض للحصار الشامل بعد خطوة صدام الحمقاء أو جريمته الأساسية بغزو الكويت عام 1991، ظل متماسكًا عندما تنازل صدام عما استرجعه بحرب الثمانى سنوات، وأعاد لإيران السيادة على المناطق الشرقية فى شط العرب، وظل متماسكًا موحدًا فى السنوات التى تلت ذلك عندما انقلبت الإدارة الأمريكية عليه، وبدأت لجان التفتيش الدولية جولاتها المكوكية على مدن ومؤسسات العراق بزعم البحث عن أسلحة الدمار.. العراق ظل متماسكًا موحدًا صامدًا حتى عام 2003 عندما قرر جورج بوش الابن غزو بلاد الرافدين، والقضاء على حكم صدام حسين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة