متغربيناش فى بلاد بتموت واحنا الخالدين
يا أول زرعة وأول قوت ويا أول دين
العمر بدونك ليل بيفوت مهزوم وحزين
بكلمات الشاعر جمال بخيت وغناء المطرب على الحجار أبدأ مقال اليوم فبها من المعانى ما يعبر تعبيرا دقيقا عن رسالتى لشباب مصر رمز شموخها وقوتها وكرامتها، حيث كثرت محاولات وتعالت أصوات قطاعات كبيرة من الشباب منادية بالبحث عن فرص عمل بالخارج، أو بمعنى أدق بحثا عن الهجرة بأى طريقة ومقابل أى ثمن. ولم تبحث عزيزى الشاب عن أرضٍ غريبة حديثة لم تكن هناك يوماً ليس ببعيد؟
فجميعنا يعلم الإجابة الموحدة التى يتخذها قطاع الراغبين بالهجرة مبررا ويقنعون أنفسهم بأن لديهم من الأسباب المنطقية ما يدفعهم مضطرين إلى السعى وراء هذا الرحيل، وهى:
عدم توافر فرص العمل كما يحلم كل شاب ويتمنى.. ولكن دون إجهاد النفس بالبحث الجيد والعمل على إعداد هذه النفس وتأهيلها لتناسب ما تطمح وتصبو له.
فهناك الكثيرون ممن سمعنا عن مشروعاتهم الصغيرة بقروضٍ ميسرة من الدولة لتشجيع الشباب على العمل الحر والإنتاج الحقيقى الذى يعد فرصة ذهبية للجادين فقط .
قطاع المحبطين الذين ضاقت صدورهم ووجدوا أن الحل الأمثل فى ترك الجمل بما حمل والفرار السريع دون النظر مرة أخرى إلى الخلف.
وما الذى ستجده عزيزى الفار من المعركة فى بلاد الغير؟ هل تتصور أنها ستفتح أبوابها على مصرعيها لترحب بك ومن معك وتفضلك على مواطنيها وتمنحك فرصة على حساب مواطن يحمل بطاقة رقمها القومى، حتى وإن كان أقل منك كفاءة؟
وياليت الأمر قد يقتصر على تهميشك وإقصائك، بل عادة ما يتخطى ذلك بمراحل ليصل إلى حد الازدراء وإهانة الكرامة كما روى لنا آلاف العائدين أو بمعنى أصح المقالين عنوة من أعمالهم ببلاد عربية قد قضوا بها عشرات السنوات استنفذت فيها ربيع العمر، ليفاجأ هذا الذى أضاع زهرة شبابه بأرضٍ غريبة أنه مُستبعد دون كلمة شكر أو حتى تكريم لنهاية الخدمة، عائداً لبلاده التى لا تغلق أبوابها أبداً بوجهه منكسراً مهزوماً صفر اليدين.
وبغض النظر عن الدول العربية الشقيقة، فلم نسمع كذلك عن مصرى قضى عمره ببلاد الغرب إلا ونالت منه مادياً ومعنوياً عشرات أضعاف ما تسمح له بأن يناله من خيراتها وعادة ما يعود بنهاية المطاف بعد أن يقتله الحنين لبلاده غريباً مستغرباً بالكاد يقو على تحمل نفقات المعيشة!.
بنى وطنى.. شباب مصر وقوتها ومستقبلها ليس هناك أغلى من كرامة الإنسان، فلا حياة دونها ولن تعوضها أو تحل محلها كنوز الأرض بمختلف أموالها .
فلم لا نتحمل ضائقتنا ونخرج منها بكدنا وعملنا ومشقتنا التى مهما ازدادت فلا ذلة فيها ولا مهانة ولا استغلال من الغرباء وجهد فى غير محله!.
فرزق قليل اليوم بالعمل والإصرار سيضاعفه الله بالغد لكل مجتهد، بل وإن هذا الرزق مستثمر فى أرضنا وخيراتنا وبيتنا العامر الكبير الذى إن تعثر وضاق به العيش يوما فهو سترنا وغطاؤنا ونحن ستره وغطاؤه، وما نقدمه له اليوم بمقابل بسيط سيرده لنا بالمستقبل أضعافاً مضاعفة مع الشكر والامتنان .
نهاية.. مهلا عزيزى الشاب الباحث عن الهجرة لبلاد الأغراب حتى وإن كان الثمن حياتك البلد دى أحسن من غيرها.
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
مصري عاشق التراب مصري
رؤؤعه جدا. أحسنت فعلا حقيقى