وصف تقرير لموقع "ديد سبين" الأمريكى استضافة قطر تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بأنه "آلة موت رهيبة"، نظرا للجرائم التى ترتكبها الدوحة بحق العمالة الأجنبية الموجودة على أراضيها، وأنها تواصل حصد مزيد من أرواح العمال الوافدين الذين يحملون على عاتقهم المسؤولية الأكبر فى تجهيز مشروعات البطولة المقرر إقامتها بعد أقل من أربع سنوات من الآن.
قطريليكس
وأشار تقرير الموقع إلى أنه على الرغم من أن دراسة أُجريت عام 2014 حذرت من أن عدد الوفيات بين العمال المهاجرين المشاركين فى مثل هذه المشروعات الإنشائية قد يصل إلى ما يزيد عن أربعة آلاف عامل بحلول 2022 فإن ذلك لم يجعل الأمور تتحسن بأى وجه من الوجوه.
ومع أن تلك التقديرات كانت قد اعتبرت مفرطةً فى التشاؤم من قبل البعض خلال السنوات الماضية، فإن تقارير حديثة عززت من مصداقيتها، من خلال ما تطرقت إليه بشأن استمرار الأوضاع المزرية التى تسود أماكن عمل الوافدين إلى قطر وتشيع كذلك فى المعسكرات التى يجبرون على الإقامة فيها.
وفي هذا الصدد، سلط الموقع الضوء على نحو خاص على تقرير صدر قبل شهور، من جانب مجموعة استشارات أمريكية أشارت إلى أن ساعات عمل عمال الإنشاءات فى قطر تزيد بواقع 90 ساعة في كل شهر على الحد القانوني الذي يفترض أن يلتزم به أرباب العمال القطريون، مشيراً كذلك إلى أن هناك الكثير من العمال الأجانب الموجودين في قطر، يجبرون على العمل لمدد تصل إلى 148 يوماً من دون الحصول على راحة ولو ليوم واحد.
وأشار الموقع إلى عدم وجود حصيلة رسمية للوفيات التي حدثت وتحدث بين العمال المشاركين في تأهيل قطر لتنظيم الحدث الكروى الأبرز فى العالم، ولكن هذا لا يعنى ألا نضع فى الحسبان ما ورد بوضوح فى تقارير دولية، صدر أحدها عام 2015 وأشار إلى أن أكثر من 1200 عامل مهاجر لقوا حتفهم، منذ أن بدأ النظام القطرى التحضير لاستضافة البطولة الكروية الكبرى.
وقال إنه على الرغم من أن هؤلاء الضحايا لم يكونوا جميعاً يعملون في مشروعات مرتبطة بشكل مباشر بملف الاستضافة، فإن ذلك العدد الهائل من الوفيات يرسم صورة لظروف العمل فى قطر.
لكن هذا القرار الكارثى لم يمر مرور الكرام بالنسبة لـ الفيفا، حسبما أكد الموقع الأمريكي الذى أشار إلى أن الاتحاد الدولى لكرة القدم لا يزال يدفع ثمناً باهظاً لهذه الخطوة المثيرة للجدل رغم مرور أكثر من ثمانى سنوات على الإقدام عليها، قائلاً إن ما حدث فى هذا الشأن لا يزال يلقى بظلاله على كل قرار يتخذه الفيفا، وكل بيان يصدره، وكل مناسبة يشارك فيها وتحقق نجاحاً على صعيد العلاقات العامة.
كما ندد الموقع فى تقريره بتقاعس الفيفا عن التحرك بشكلٍ حاسمٍ لإنهاء محنة مئات الآلاف من العمال الأجانب في الأراضي القطرية، قائلاً إن الاتحاد الدولي لا يسعى للأسف الشديد لاستصدار قرار إنساني وسريع لمواجهة الفظاعات والأهوال التي ترتكب في قطر ليس فقط تحت أنف الفيفا، وإنما بدعمه الكامل والشديد كذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة