أكرم القصاص

مستقبل أوراق اللعب فى سوريا.. أمريكا وروسيا وتركيا والأكراد وداعش

الإثنين، 14 يناير 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالرغم من وجود الكثير من العلامات على إمكانية الحل السياسى فى سوريا، تظل هناك الكثير من التشابكات والتقاطعات، لمصالح الأطراف المختلفة، مع غياب تحرك عربى يمكن أن يضاعف من إمكانيات تقريب وجهات النظر.
 
بالطبع فإن إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، يترك فراغا ويوقظ تناقضات على مستويات مختلفة، فالوجود الأمريكى كان يمثل دعما ما للتدخل التركى فى سوريا، وقد أبدت تركيا بشكل واضح اعتراضا على الانسحاب الأمريكى، خاصة مع إعلان أمريكا دعمها لقوات سوريا الديمقراطية الكردية، وتدعم واشنطن تحركات الأكراد فى مواجهة داعش، وفى نفس الوقت أبدت قوات سوريا الديمقراطية موافقة على التفاوض مع دمشق، وهو ما يضاعف من مخاوف تركيا، بعد انسحاب أمريكا.
 
انسحاب أمريكا يترك فراغا تشغل روسيا الجزء الأكبر منه، حيث تدعم موسكو دمشق وترعى أى مفاوضات قادمة، ومعها إيران، بينما تجد المعارضة السورية نفسها مضطرة للانخراط فى الحل السياسى بعد انسحاب أمريكا، وفقدان الكثير من الأوراق بالانسحاب الأمريكى خاصة فى ظل انشغال الدول الأوروبية الكبرى بقضايا الداخل، بريطانيا بمشكلات البريكست والخروج من الاتحاد الأوروبى، وفرنسا تواجه الاحتجاجات وهى قضايا تشد اهتمام الاتحاد الأوروبى وهو طرف فاعل فى مفاوضات جنيف.
 
هذه التقاطعات تجعل الحل السياسى، بحاجة إلى دفعات ومبادرات عربية، قد لا تكون متوفرة، حيث تعانى الجامعة العربية تناقضات أعضاءها، وبالرغم من أن مصر تدفع طوال الوقت نحو الحل السياسى تبقى هذه الخطوات مرهونة، بجمع أصوات عربية تؤيدها، وإن كان اتجاه الإمارات والسعودية لافتتاح سفارات لها فى دمشق ربما يكون ورقة فى انتزاع التوتر، فضلا عن أنها تكشف بشكل أكثر وضوحا عن الأطراف التى ترتبط بعلاقات مع تنظيمات إرهابية مثل داعش وباقى التنظيمات المسلحة، هى تنظيمات حصلت طوال السنوات الماضية على دعم مالى ضخم مكنها من تحقيق بعض الانتصارات قبل أن تنجح سوريا بدعم روسى وإيرانى فى إزاحة وهزيمة هذه التنظيمات.
 
وبالرغم من الهزائم التى تلقاها تنظيم داعش، تبقى فلول التنظيمات، أوراقا يمكن أن تحاول أطراف مثل تركيا اللعب بها فى ظل مواجهة الأكراد، حيث تضع أنقرة مواجهة الأكراد هدفا أكثر أهمية من مواجهة داعش.
 
وقد سبق وتم الكشف عن علاقات وتنسيق بين الجيش التركى وداعش، فى وقت صعود قوة الإرهاب فى سوريا والعراق، وظهرت تقارير وصور عن تعاون بين بلال أردوغان بن الرئيس التركى وداعش فى سحب البترول من مناطق نفوذ داعش بالعراق وسوريا، تركيا فى ظل سعيها لضرب الأكراد يمكن أن توظيف ورقة داعش أو فلول التنظيمات المسلحة الأخرى، خاصة مع وجود تقارير أمريكية عن وجود أعداد من فلول داعش فروا إلى تركيا، وأموال للتنظيم فى بنوك وشركات تركية، وكانت المستشفيات التركية تفتح أبوابها لعلاج جرحى داعش والنصرة، هذه العلاقات تبرر الغضب التركى من الانسحاب الأمريكى، خاصة أن أردوغان فقد رهانه على انتزاع مناطق آمنة من سوريا خلال تصعيد داعش والقاعدة لعملياتها.
 
أما بالنسبة لروسيا فإن الانسحاب الأمريكى بقدر ما يمنحها ميزة إضافية، إلا أنها تجد نفسها فى مواجهة تنظيمات ولاءها لأمريكا وأوروبا وتشعر بالشك تجاه موسكو، ثم إن الاتنسحاب الأمريكى من الأرض لا يعنى الانسحاب من المفاوضات السياسية، وهو ما يجعل مستقبل الحل السياسى فى سوريا مرهونا بأطراف متعددة، بينما تظل الأوراق العربية غير جاهزة للعب دور يمكن أن يكون حاسما فى مستقبل سوريا. 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة