كلما رأيت بهاء طاهر أو حتى طالعتنى صورته عرفت كيف يكتب هذا الرجل رواياته، إنه لا يبذل فيها مجهودًا يذكر، إنه فقط يخاطب شخصياتها وتخاطبه.
فى عيد ميلاده الرابع والثمانين نقول لبهاء طاهر كل سنة وأنت طيب وبصحة جيدة ومبدع أيضًا.
عرفت بهاء طاهر بعدما شاهدت مسلسل خالتى صفية والدير فى تسعينيات القرن الماضى، ويومها توقعت أن يكون بهاء طاهر بملامح صعيدية حادة وأن تكون حركته انفعالية مثلما كانت شخصية «حربى» فى بداية المسلسل، لكنه لم يكن.
كنت أظنه صعيديا قحا، كما يقولون، وعندما عرفت أنه من مواليد محافظة الجيزة، استغربت، فملامحه صعيدية لكنها ملامح طيبى الصعيد، سمرته جميلة وحركت هادئة رتيبة كأنه فى طريقه ليشهد حلقة ذكر أو أنه عائد منها منذ قليل.
رغم أننى لم أعجب بها تمامًا لكن روايته «نقطة النور» ربما هى المعبرة عن طريقة تفكيره فى الأشياء، بينما «حب فى المنفى» هى بمثابة كتابة «الضرورة» أى أنها الرواية التى كان يجب أن يكتبها أحد.
لا ينشغل بهاء طاهر، الذى تحول إلى أيقونة التف حولها المثقفون فى الاعتصام الشهير الذى كان شرارة الإطاحة بحكم جماعة الإخوان فى عام 2014، كثيرًا بما يخوض فيه الناس، لكنه ينتظر أن يستقر الأمر وحينها يقول رأيه.
عندما قرأت رواية واحة الغروب وقبل تحويلها إلى عمل درامى، أعجبنى تفهمه التام لشخصية الضابط محمود عبدالظاهر، وإيمانه بأن الإنسان الذى يفقد نفسه لن يستطيع أى شىء مادى أن يعيدها إليه.
فى الرواية هناك جزء «خاص» بحياة الإسكندر الأكبر، أحسست أنه جزء زائد فى الرواية، وقلت إنه لا يتفق مع شخصية بهاء طاهر.
من الأمور العجيبة فى روايات بهاء طاهر أن أصدقاءك لا يجتمعون على رواية واحدة ولا ينكرون فضل الجميع، بمعنى أن كل واحد يعجب بواحدة مختلفة على الآخرين، بينما أرى أنا أن «وقالت ضحى الأجمل» يذهب آخر إلى أن «حب فى المنفى» هى الأجمل، ويذهب ثالث إلى «واحة الغروب» وهذا احتلاف جميل لصالح الكتابة كلها.
يعيش بهاء طاهر جميلا كما عهدناه ومبدعا كما عودنا وحلقة مهمة فى تاريخ الكتابة المصرية والعربية بتاريخه المهم كروائى ومترجم ومخرج مسرحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة