كتاب "خطابات ضد الحرب" صادر عن المركز القومى للترجمة وقامت بترجمته الدكتورة أمانى فوزى حبشى، وراجعه الدكتور حسين محمود، يحكى قصة الخطابات التى بدأ تيتزيانو تيرتسانى فى نشرها ابتداء من 14 سبتمبر 2001، وكانت بمثابة رد على التحريض ضد المسلمين بعد الحادث الإرهابى الذى شهدته الولايات المتحدة الأمريكية فى 11 سبتمبر من العام نفسه.
وعن كتاباته لتلك الخطابات قال تيرتسانى، إنه يريد أن ينقل جزءا من الحقيقة، فهناك الآلاف يمكثون فى رعب فى أفغانستان خوفا من قذف القنابل عليهم، ومنهم من يجرى مقيدا بالسلاسل ويعتقل خارج بلده ليحقق معه، لذا أريد أن يستمع الناس لصوتهم.
وقد بدأ الكاتب الرحلة فى باكستان وكابول وأفغانستان، ومن هناك قام بعمل لقاءات وكتب هذه الخطابات، ليؤسس لثقافة السلام، محاولا فهم لماذا يفعل أسامة بن لادن والمجاهدون ذلك؟، ملقيا الضوء على السياسية الخارجية لأمريكا، مؤكدا أن حماية الغرب من الإرهاب لا يكون بالحرب بل بالسلام.
ويقول تيتزيانو تيرتسانى فى الكتاب، متحدثا عن الحرب التى شنتها أمريكا ضد أفغانستان:"نحن على وشك الدخول فى واحدة من الحروب ينبغى أن نذكر أنه لا يوجد فى الحرب شىء أخطر من أن يستهين المرء بقوة عدوه، ويتجاهل منطقه، ولمحاولة إنكار من أنه يمتلك أى عقل وأن يصفه بالمجنون، إلا أن جماعة الجهاد الإسلامية تلك الشبكة السرية والدولية التى كان يرأسها أسامة بن لادن، والتى كانت بالتأكيد وراء هجوم التحدى الصادم على الولايات المتحدة، والتى هى بالتأكيد بعيدة تمام البعد عن ظواهر "الجنون" ، وإذا أردنا بالفعل أن نجد طريقاً للخروج من نفق مُفزع وجدنا أنفسنا وقد ألقينا فيه، لا بد أن نفهم حسابنا مع من، ولماذا؟"
الحكمة التى يراها المؤلف الباحث عن السلام للعالم تكمن فى أن "أسباب الحروب ليست فى الخارج، بل بداخل كل منا، إنها فى المشاعر مثل الرغبة والخوف، عدم الأمان والشراهة، الغرور والتكبر، لابد أن نحاول التحرر منها ببطء.. لابد من أن نغير سلوكنا، لنبدأ فى اتخاذ القرارات التى تخصنا وتخص الآخرين على أساس أخلاقيات أكثر ومصالح أقل، نفعل أكثر ما نراه صالحا بدلا من الذى نراه مناسبا، لنُربى أبناءنا على الصدق وليس الخبث".
والمعروف أن عمل تيتزيانو تيرتسانى مراسلا فى جريدة "كورييرى ديللا سيرا" اليومية وجريدة "دير شبيجل" الأسبوعية الألمانية؛ جعله يغطى أهم الصراعات فى النصف الثانى من القرن العشرين من فيتنام إلى أفغانستان إلى العراق، حتى توفى فى الثامن والعشرين من يوليو 2004.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة