هل سمعت من قبل حكاية أقدم مصبغة فى مصر؟ المصبغة موجودة فى محيط متحف الحضارة، وقد تعرضت مؤخرا لسقوط أمطار ما دفع البعض لزعم أنها تأثرت، وهذا ما نفاه المهندس محروس سعيد المشرف على المتحف القومى، مؤكدًا أنه تم شفط جميع المياه وأن المصبغة بحالة جيدة، ونستعرض فى التقرير التالى كل ما تريد معرفته عن تلك المصبغة.
ترجع أهمية هذه المصبغة فى أنها تعد المثال الوحيد القائم حتى الآن فى مصر لطراز المصابغ، بالإضافة إلى قدمها واكتمال أجزاء كبيرة منها، ما يدل على ما وصلت إليه هذه الصناعة من تقدم وازدهار فى هذه الفترة القديمة من تاريخ مصر الإسلامية.
اقدم مصبغة فى مصر
وأوضح عبد الرحمن عثمان، أمين متحف الحضارة أن المصبغة اكتشفت عام 1944م، كما ذكر فى كراسات لجنة حفظ الآثار العربية، وأنهم ظنوا فى بادئ الأمر أنها معصرة فيما هو نصه "عثرت دار الآثار العربية سنة 1944م بجهة عين الصيرة على مصنع قديم ظل الإعتقاد سائد على أنه معصره، إلي أن وجد أحد الحراس غرب هذا المكان بعض الاحواض المشابهة لأحواض ذلك المصنع، ووجد فى بعضها بعض الرواسب التى ظهر من تحليلها بالمعمل الكيميائى بالمصلحة أنها من لحاء شجر السنط أو الطلح الغنى بحامض التنيك، الذى يستعمل فى صباغة الملابس باللون البنى، مما يرجح أنه كان مستعملاً مصبغة، ويرجع الفضل فى هذا الاكتشاف إلى سليمان أحمد سليمان رئيس قطاع الآثار الإسلامية الأسبق .
ولفت أمين متحف الحضارة، إلى أن بعض المراجع ذكرت أن هذه المصبغة قد تم اكتشافها عام 1932م ، وبالنظر إلى كراسات لجنة حفظ الآثار العربية فى هذا التاريخ، وجد أن الذى تم الكشف عنه هو الحمام الفاطمى والبيت الطولونية، أضاف الدكتور محمد مصطفي أن البيت الطولونى عثرت عليه دار الآثار العربية في صيف 1932م"، وفى موضع آخر عثرت دار الآثار العربية فى صيف 1932م بالتلال المجاورة لأبى السعود على حمام قديم ثبت من دراسة الرسوم الموجودة على حوائطه أنه يرجع للعصر الفاطمى، أما المصبغة فقد تم اكتشافها عام 1944م كما ذكر آنفاً.
اقدم مصبغة فى مصر
وتابع أمين متحف الحضارة، للأسف الشديد على الرغم من أنها تعد مثال فريد فى العمارة الإسلامية قلما تجد له مثيل إلا أنها ظلت مهملة علميا وميدانياً، فلا تقام عليها دراسات علمية ممنهجة، ما أدى إلى قلة ما ذكر عنها فى المراجع والدراسات الحديثة، وظلت كما هى تنازع الأتربة ويحيط بها كميات من المخلفات والقمامة حتى نهضت مرة أخرى ونفضت عنها تراكمات السنين عام 2004م، حينما قررت وزارة الثقافة المصرية مع المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" على إقامة المتحف القومى للحضارة المصرية في موقع محجر استخدم عبر مختلف المراحل التاريخية وتوقف العمل فيه قبل نصف قرن، وكان هذا الموقع بالتحديد يدخل من ضمنه المصبغة الأثرية مما أدى إلى إعادة اكتشافها مرة أخرى لتزيح الستار عن منشأة من أقدم المنشات الصناعية بفسطاط مصر، تخبر عن تقدم الصناعات بمصر الإسلامية.
اقدم مصبغة فى مصر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة