هل هناك، قيم، تعلو فوق قيم الانتماء، سواء للوطن والأسرة والأهل، والكيان الذى تعمل به وحتى للنادى الذى تشجعه..؟!
حسين الشحات، لاعب النادى الأهلى الجديد، أعاد شحن بطاريات الانتماء، وعزز قيم الوفاء والإخلاص، وتحصن أمام نزوات المصالح الشخصية، وأثبت أن المال، وسيلة، وليس غاية..!!
عكس ما دشنه عبدالله السعيد، لاعب الأهلى السابق، من حبمفرط للمال، وبنى له معابد، يردد فيها ترانيم العشق، والولاء والانتماء فقط لكل أنواع العملات، من الجنيه، للريال، والدولار.
وفى بداية صعوده لسلم النجومية، قرر بيع ناديه الإسماعيلى من أجل أموال النادى الأهلى وبطولاته، رافضًا كل مغريات الدراويش للإبقاء عليه، ثم باع النادى الأهلى، من أجل ملايين نادى الزمالك، ثم باع الزمالك والأهلى معًا من أجل ملايين أهلى جدة السعودى، ثم واصل ابداعه فى الوصول إلى «خزائن الأموال»، عندما وافق للعب فى صفوف نادى بيراميدز..!!
عبدالله السعيد، يرفع شعار مصلحتى أولا، ومن بعدى الطوفان، ولا يعنيه شعارات النادى الأهلى المتعلقة بالمبادئ والقيم والأخلاق، وعمق الانتماء وروح الفانلة الحمراء، ولا يعنيه الجماهيرية والشعبية والنجومية، وإنما الذى يعنيه فقط، المال، وهذا حقه، ولكن للجماهير، ثم التاريخ، رأى مغاير.
وعبدالله السعيد، لا يعنيه شعبية نادى الزمالك، ولا جماهيره، وأن موافقته للعب فى ميت عقبة، فقط للحصول على الملايين التى بلغت 40 مليونًا، عدًا ونقدًا، وتردد أنه تسلمها فى «كراتين» فى إحدى فيلات التجمع الخامس، ولا تعنيه شعبية وحداثة نادى بيراميدز، ولكن الذى يعنيه، خزائنه الممتلئة بكل أنواع العملات، من الدولار للريال والجنيه!!
بينما على النقيض، سطر حسين الشحات، أسمى آيات الانتماء والعشق للكيان، وإعلان شآن القيم النبيلة، وكتابة التاريخ، وأعطى ظهره للمال الوفير، الذى يسيل له لعاب الكثيرين، بل وتنازل عن حقوقه، ليتمكن للعب للنادى الأهلى!!
ما سطره حسين الشحات من انتماء وحب وعشق، أذهل مسؤولى وأعضاء مجلس إدارة نادى العين، المحترمين، ولم يجدوا مفرا أمام هذا السيل الجارف من الانتماء، والوفاء، سوى الرضوخ لرغبته، واحترام موقفه، وقرروا الموافقة على انتقاله للقلعة الحمراء، وهو موقف نبيل من رجال، نادى العين، زعيم الكرة الآسيوية والخليجية.
وأصدر رئيس نادى العين بيانا يعرب فيه عن مدى عشق وانتماء حسين الشحات للنادى الأهلى، وكم ضحى بالمال الوفير من أجل الانضمام لصفوف نادى القرن، والأهم، أنه وقع على عقود انتقاله للأهلى، على بياض، وفى سيارة فى الشارع، ولمدة كبيرة، أربع سنوات ونصف..!!
حسين الشحات، أعلى من شآن الحب والعشق، والمبادئ، فوق حب المال الوفير، من الدرهم والدولار، ومن ثم حفر اسمه على جدران قلوب الجماهير الأهلوية العريضة، وسيكتب اسمه على صفحات تاريخ القلعة الحمراء، بأحرف من نور، وهناك فارق شاسع أن تختار، بين أن يُخلد اسمك، بين العظماء، من سعد زغلول وعبود باشا ومختار التتش والفريق مرتجى وصالح سليم والخطيب، لتتذكرك الأجيال، جيل بعد جيل، وبين أن تختار الأموال الغزيرة، وليدة اللحظة، وسريعة الفناء..!!
لذلك، فإن خسارة عبدالله السعيد، باهظة، ومكلفة، وأن ما صنعه طوال 6 سنوات كاملة من نجومية وشعبية كبيرة فى صفوف القلعة الحمراء، فإنه وأمام بريق وسحر المال، فقد صوابه، وكانت مقاومته ضعيفة، وإرادته واهية، فخسر كل ذلك، عقب توقيعه لنادى الزمالك، ثم تنصل من وعوده، للقلعة البيضاء، ووقع لأهلى جدة السعودى، ثم انتقاله لفريق بيراميدز، بحيلة ماكرة، لتفويت الفرصة، وحرمان الأهلى من الحصول على 2 مليون دولار، شرط اللعب لأى نادى داخل مصر..!!
الأخطر، أن عبدالله السعيد، وكما أكدت إدارة نادى الزمالك، حاول إقناع زميله أحمد فتحى بعدم التجديد للأهلى، والانتقال لصفوف الزمالك، وهنا الخطيئة مزدوجة، فلم يكتف هو بالانتقال للزمالك المنافس الأول والأوحد للقلعة الحمراء، وإنما حاول إقناع أحمد فتحى أيضًا بمغادرة الجزيرة والانضمام لصفوف أبناء ميت عقبة.
لذلك يتضح الفارق بين حسين الشحات، وعبدالله السعيد، فالأول عزز قيم الانتماء والمبادئ والحب، بينما أثبت عبدالله السعيد، أن المال هو الدافع الرئيسى لتحولاته من ارتداء التيشرت الأصفر، إلى الأحمر ثم محاولته ارتداء التيشرت الأبيض، ثم تيشيرت أهلى جدة، وأخيرا، وليس بآخر، تيشيرت نادى بيراميدز!!
لذلك الفارق بين حسين الشحات، وعبدالله السعيد، كالفارق بين السماء والأرض، وبين عظمة برشلونة، وبين مركز شباب!