محمد الدسوقى رشدى

مصر تنتصر فى معركة غاز المتوسط

الأربعاء، 16 يناير 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تقول القاعدة الثابتة، إن هجوم عدوك واجتهاده فى الصراخ للتشكيك فى خطوة تتخذها أنت لمصلحة وطنك، مؤشر ودليل قوى على صحة تلك الخطوة، ومكاسبها لصالحك، يصاب العدو بهستيريا التشكيك والهجوم إذا كان مسارك ثابتا وصحيحا، ونتائجه قوية.
 
تخبرنا دفاتر أمثالنا الشعبية بعبارة مدهشة: «عينى فيه وأقول إخى»، وتلك العبارة الشعبية هى خارطة الطريق التى تمكنك من تفهم وإدراك كل هذا الهجوم القطرى والتركى على مصر عبر وسائط إخوانية أو فيسبوكية أو نشطاء الخصومة مع الدولة، فيما يخص القضية الأخيرة المتعلقة بالغاز وإسرائيل ومصر.
 
قل ولا تقل:
قل مصر أصبحت مركزًا إقليميًا ودوليًا مهمًا للطاقة، ولا تقل كما يقول أغبياء فضائيات الإخوان، مصر تشارك إسرائيل فى غاز المتوسط، قل مصر تهزم المؤامرات التركية، وتنجح فى أن تصبح قبلة الطاقة فى المنطقة بتأسيس «منتدى غاز شرق المتوسط» الذى يهدف إلى تحقيق تعاون أكبر يعود بالنفع عليها، خصوصًا مع وجود احتياطات كبيرة من الغاز فى هذا الإقليم، التى تقدر بنحو 122 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعى، ولا تسقط فى فخ شائعات الإخوان حول كل خطوة مصرية عظيمة على طريق الإنجازات.
 
هل يمكننا أن نسير بهدوء معًا فوق خريطة معلوماتية تشرح لنا طبيعة ماحدث..
 
أولًا: منتدى غاز المتوسط خطوة كبرى فى مجال الطاقة بالمنطقة، واختيار مصر كمركز له انتصار كبير للإدارة المصرية التى تستعيد رونقها ومفاتيح الحركة والحل فى المنطقة كلها، وتكليل لجهود المؤسسات المصرية فى مجال الطاقة واكتشافات الغاز والبترول فى الفترة الأخيرة، وطبقًا لكل المعلومات والإحصائيات الواردة فى الدوريات العلمية ومراكز الأبحاث مصر على موعد مع تحقيق الاكتفاء الذاتى من الغاز وآن الأوان أن ننطلق كقوة إقليمية ودولية فى هذا المجال. 
ثانيًا: إعلان وزراء الطاقة فى 7 دول، من بينها مصر،، إنشاء المنتدى، على أن يكون مقره العاصمة المصرية، القاهرة.والدول المشاركة هى: إيطاليا، واليونان، وقبرص، والأردن، وإسرائيل، وفلسطين، على أن تكون العضوية مفتوحة لمن يرغب بذلك.، أى كل ما يروجه الإخوان من تركيز على وجود إسرائيل فقط أمر كاذب هدفه الوحيد إحباط المصريين، لأن تركيا التى يدافع عنها الإخوان بعد هزيمتها أمام مصر فى هذا الملف هى أكثر دول المنطقة تعاونًا وشراكة مع إسرائيل، وهى أيضًا عضو نشط فى تجمعات دولية تتواجد بها إسرائيل.
 
ثالثًا: مصر كانت من الدول السباقة بالمنطقة فى إنشاء وتأسيس بنية تحتية لتسييل الغاز، ولذلك يتعامل سوق الطاقة العالمى مع مصر على أنها مركز لتداول وتسويق وتوزيع الغاز الطبيعى المسال فى منقطة البحر الأبيض المتوسط، وفى هذا التخصص يوجد فى مصر محطتين فى منطقة الدلتا وتحديدًا فى إدكو ودمياط، تملك الدولة المصرية فيهما حصصًا بالمشاركة مع شركاء أجانب، بالتفصيل فى مصنع إدكو تساهم الهيئة المصرية العامة للبترول بنحو %12، والشركة المصرية القابضة «إيجاس» بنسبة %12، وشركة «شل» بـ%35.5، وشركة بتروناس الماليزية بـ%35.5، ومعها شركة « إنجى» الفرنسية بحوالى %5، وفى دمياط تملك شركة إسبانية حق الإدارة، مع شراكة من شركة «إينى» الإيطالية، بينما تملك الشركة المصرية «إيجاس» أسهم تقدر بـ%10، والهيئة المصرية العامة للبترول «%10».
 
رابعًا: باختصار مصر لا تحتاج إلى إسرائيل، مصر أصبحت هى المركز الذى يحتاج إليه الجميع فى المنطقة فيما يخص مجال الطاقة واكتشافات الغاز تحديدًا، وهى القبلة التى يحتاجها الجميع لإعادة تصدير الغاز فى صورة غاز مسال إلى أوروبا وآسيا، وهو مايعنى نشاطا اقتصاديا جديدا فى مجال الطاقة يجعل مصر دولة محورية فى هذا المجال.
 
خامسًا: الهجوم القطرى والتركى بالألسنة الإخوانية لا علاقة له بإسرائيل أو غيره، بل سببه الرئيسى هو خسارة قطر وتركيا لهذه الجولة أمام مصر، تركيا تحديدًا كانت تطمع أن تكون هى مركز الطاقة فى منطقة الشرق الأوسط أو البحر الأبيض المتوسط تحديدًا، وفشلها فى ذلك وفوز مصر فى هذه المعركة يعنى خسائر اقتصادية وسياسية للأتراك وانتقاص من حصصهم فى سوق الغاز ومجالات الطاقة عمومًا، وربما الهستيريا التى أصابت أردوغان منذ ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان ثم اكتشاف حقل ظهر تفسر لك أطماع أردوغان التى ضاعت الآن، وينتقم لضياعها باستخدام الإخوان فى الهجوم على مصر وتشويه صورتها والتشكيك فى الدولة وقدرتها بسبب فوزها فى معركة كان يحارب هو من أجل الاستحواذ عليها.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة