المثل المصرى الذى يقول « اللى اختشوا ماتوا» ينطبق على حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها السابق الذى يخرج على التليفزيونات ويتحدث باعتباره رجل دولة وسياسيًا بارزًا وخبيرًا فى شؤون المنطقة، بينما الحقيقة أنه مجرد سمسار وتاجر شنطة وذيل استخباراتى حقير.
الميزة الوحيدة التى يمتلكها حمد بن جاسم وتدفعه للهرولة وراء القنوات والصحف لعقد اللقاءات والإدلاء بتصريحات سياسية تثير الجدل، هى الميزة التى تمتلكها الداعرة، أنها ليس عندها ما تخسره، وبالتالى يمكنها أن تقول أى شىء حتى لو كان خارجا وجارحا ويمكن أن تفعل كل شىء بما فى ذلك التعرى على الهواء مباشرة فهو الشىء الذى لا تجيد غيره، أو لا يجيد غيره جمد بن جاسم.
نظرة سريعة على بن جاسم وتنظيم الحمدين الحاكم نجد أنهم مركوبون من الأمريكان والإيرانيين والأتراك والإسرائيليين وجماعات المرتزقة الذين يشكلون قوام الحرس الخاص للأمير وسائر أعضاء تنظيم الحمدين، ولكن الشاذ والغريب أن نجد المركوبين يتفاخرون أنهم مركوبون ويتطاولون على الدول العربية الكبرى ويتدخلون فى شؤونها وينفقون أموالهم- المتحفظ عليها فعليا من العلوج الذين يركبونهم– على نشر الإرهاب والتوترات فى محيطهم العربى.
بما تفخر يا حمد بن جاسم؟ أتفخر أن القواعد الأمريكية على الأراضى القطرية تنتهك سيادتك وعرضك وتنفق على المكشوف من الأموال القطرية؟ أتحداك يا بن جاسم أن تعلن عن المخالفات والجرائم التى يرتكبها الجنود الأمريكان بحق المجتمع القطرى، وأتحداك إن كنت تستطيع رفع وجهك الصفيق فى وجه أصغر جندى أمريكى سكر فاغتصب أو اختطف فى بلدك، وأتحداك أن تعلن عن نفقات القواعد الأمريكية وفواتيرها التى يدفعها تنظيم الحمدين من أموال الشعب القطرى عن يد وهو صاغر، كما أتحداك أن تعلن عما يكلفه التوسع الجديد فى القواعد الأمريكية من تكلفة مالية ولوجيستية على قطر.
أتفخر يا حمد بن جاسم أنك عراب الأسرلة فى المنطقة العربية؟ وأنك لا تستطيع مخالفة ما يشير به عزمى بشارة الإسرائيلى وطواقمه المساعدة وكلها تابعة للاستخبارات وأجهزة الأمن فى تل أبيب؟ أتفخر بأنك تنفذ مجموعات من الأوامر والسياسات والتحركات التى تأتيك من «الكابينيت» الحكومة الإسرائيلية المصغرة لتسيير شؤون الدفاع والأزمات، بهدف إعادة ترتيب أوضاع المنطقة وكل دورك أن ترسل الأموال إلى التنظيمات الإرهابية فى البلاد العربية أو تدفع لحركة حماس مقابل تخريب المصالحة الفلسطينية أو تستقبل مجموعات المرتزقة للتدريب تحت إشراف العناصر الغربية على أراضيك قبل توجيههم للقيام بعمليات عنف على الأراضى العربية؟
أتفخر يا حمد بن جاسم بالدور الذى تلعبه مع الإيرانيين؟ أنك وسيطهم ومورد الأسلحة عنهم للحوثيين فى اليمن والوسيط بينهم أحيانًا وبين الأمريكيين ومسؤول غسيل الأموال الإيرانية فى المنطقة نظير استمرار استخراج الغاز من حقل الشمال المشترك؟ كأنك تفخر بأنك ضد كل ما هو عربى وبأنك تعمل ضد كل ما هو عربى وتدعم أى عدو للعرب بالمال والسلاح لأنك لا تستطيع أن تفعل غير ذلك!
أتفخر يا حمد بن جاسم باتفاق الإذعان مع أردوغان، الذى يبيح له استباحة الأراضى القطرية والتحرك دون إذن هو وجنوده واقتحام أى مكان واعتقال أى شخص وارتكاب أى جريمة دون أن يجرؤ رجل فى قطر أن يقول لهم ماذا تفعلون؟ لو كنت راجل يا حمد بن جاسم لكنت وقفت ضد اتفاقيات الإذعان التى توقعونها مع مختلف القوى من الشرق والغرب بحثًا عن الحماية بأى شكل ورغبة فى الاستمرار بأية طريقة وهروبًا من المساءلة والمحاكمة أطول وقت ممكن، لكن إلى متى يا بن جاسم ستظل الحماية الأمريكية والتركية والإسرائيلية والإيرانية تظلك أنت وأعضاء تنظيم الحمدين؟ هل تستطيع الإجابة عن هذا السؤال؟ وهل تستطيع توقع المفاجآت التى تحملها الأيام المقبلة؟ يا بن جاسم اعرف حجمك فأنت مكشوف تمامًا ومن يركبونك لن يظلوا على الأراضى القطرية إلى الأبد وساعة الحساب آتية لا محالة.