طرح التفجير الإرهابى فى مدينة منبج السورية عددًا من التساؤلات حول الجهة التى تقف وراء الهجوم، والمستفيد الأول من سقوط ضحايا مدنيين وجنود أمريكيين فى التوقيت الحالى، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الانسحاب العسكرى من الشمال السورى، وهو ما أربك حسابات النظام التركى الذى يسعى لزعزعة استقرار المناطق التى تسيطر عليها القوات الكردية.
وبعد أقل من 24 ساعة على تفجير منبج فى سوريا، أعلن مجلس منبج العسكرى فى سوريا، الخميس، القبض على خلية إرهابية مؤلفة من 7 أشخاص، تابعة لفصائل درع الفرات المدعومة من النظام التركى.
وقال مجلس منبج فى بيان صحفى، الخميس، إنه خلال عملية نوعية نفذتها وحداته لمكافحة الإرهاب التابعة لمجلس منبج العسكرى، تم القبض على خلية مؤلفة من 7 أشخاص، تابعة لفصائل درع الفرات المدعومة تركيا، والمتواطئة مع الاستخبارات التركية.
وحسب بيان صادر عن المجلس، كشفت التحقيقات أن الخلية كان تخطط لعدة تفجيرات وأعمال إرهابية، بتوجيه مباشر من فصائل درع الفرات والاستخبارات التركية.
وأضاف البيان أنه تم "الكشف عن عدد من الأسلحة الفردية وذخيرة متنوعة، قاموا بإخفائها داخل البيوت وملحقاتها، وتم العثور عليها جميعا".
ويأتى بيان مجلس منبج العسكرى فى إلقاء القبض على هذه الخلية، بعد يوم واحد، من انفجار ضخم وقع فى منبج شمال شرقى سوريا، قرب دورية تابعة للتحالف الدولى بقيادة واشنطن، أسفر عن 19 قتيلا ومصابا بينهم مقتل 5 جنود أمريكيين من المشاركين فى التحالف الدولى ضد داعش.
وطرح مراقبون عدد من التساؤلات حول المستفيد من الحادث الإرهابى فى ظل تحركات أمريكية لحسب قواتها العسكرية من سوريا، وتحاول تركيا الدفع بقواتها العسكرية إلى داخل الشمال السورى بذريعة محاربة داعش والتنظيمات الكردية التى تصنفها تركيا إرهابية.
فيما أكد مراقبون استفادة تركيا من الهجوم الإرهابى الذى استهدف القوات الامريكية للترويج لمخطط النظام التركى الذى يسعى لاجتياح مدن الشمال السورى بذريعة محاربة التنظيمات المتطرفة، وهو ما ترفضه الادارة الأمريكية التى حذرت الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من القيام بأى عملية عسكرية فى الشمال السورى.
وجاء الهجوم الإرهابى فى ظل جدل واسع بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا بشأن كيفية انسحاب القوات العسكرية الأمريكية من شمال سوريا والتحذيرات الأمريكية لحكومة أنقرة من أى خطوات تصعيدية أو عسكرية ضد القوات الكردية شمال البلاد.
ومما يزيد الجدل، هو العلاقة التي تجمع أنقرة مع تنظيم داعش، والتي وردت في العديد من التقارير الاستخباراتية الغربية والتي اتهمت الحكومة التركية بدعم التنظيم واستخدامه في كثير من الأحيان في قتال الجماعات الكردية في الشمال السوري.
بدوره أكد المتحدث الرسمى باسم قوات سوريا الديمقراطية نورى محمود إن "تركيا وداعش هما المستفيدان فقط من هكذا هجوم"، مشيرا إلى أن تركيا تريد أن تقول أن هذه المنطقة غير آمنة لشرعنة عمليتها العسكرية في المنطقة.
وتخطط تركيا لإقامة منطقة آمنة شمالى سوريا والدفع بقوات تفصل بين قوات الجيش التركى والقوات الكردية وهو المقترح الذى رفضته الأخيرة، متهمة الحكومة التركية بمحاولة فرض نفوذها العسكرى داخل الأراضى السورية، واقترح قيادى فى قوات سوريا الديمقراطية نشر قوات من الأمم المتحدة على طول الشريط الحدودى بين سوريا وتركيا.
وصعدت واشنطن من العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابى خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك فى إطار سعيها للقضاء على آخر جيوب التنظيم المتطرف قبل أن تسحب قواتها من الشمال السورى.
وباتت مدن الشمال السورى محط أنظار الدول الإقليمية والدولية وخاصة بعد إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سحب القوات العسكرية الأمريكية من شمال سوريا، وهو ما دفع تركيا للتلويح بالتجهيز لعملية شاملة ضد القوات الكردية شمال البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة