بداية و قبل أن أسترسل بموضوع مقال اليوم، أود أن أرسل بتحية خاصة مغلفة بكامل الإحترام و التقدير لكل امرأة مصرية
مليون سلام و تحية
أما بعد : فنحن بصدد مناقشة مشكلة حقيقية و أزمة مصيرية تواجه الست المصرية و خاصة بالطبقات الأكثر احتياج و هي أن الزوجة و الأم تتحمل ما يفوق طاقاتها بمراحل من أعباء إعالة الأسرة بأكملها بما فيها هذا الزوج الذي يكون عاطلاً عن العمل في أغلب الأحوال !
فقد صادفت بالواقع و سمعت من آخرين و قرأت آخر الإحصاءات التي تحمل مؤشرات مخيفة عن نسبة المرأة المعيلة بالمجتمع و التي تخطت ال٣٨٪ و ما خفي و تواري عن الإحصاء نظراً للحرج و عزة النفس كان أكبر و أعظم !
فبجانب الأعباء و المسؤوليات المنزلية التي تقوم بها الزوجة و الأم ، من الداخل للخارج ، بات يتحتم عليها أيضاً أن تتضرع إلي الله ليمنحها طاقة فوق طاقتها التي استُنفذت لتعمل بوظيفة ما من أجل الإنفاق علي أسرتها إما بالكامل في حالة عدم وجود الزوج لأي سبب أو للمشاركة الحتمية بجانب هذا الزوج الذي لا يقو علي إعالة الأسرة بمفرده ، خاصة في ظل الظروف الإقتصادية الغير محتملة لدي كل طبقات المجتمع اللهم إلا قليلا .
_ و لكن :
ما جد علي تركيبة المجتمع و كاد أن ينضم لتلك الظاهرة التي تجتاح الطبقات الغير قادرة مادياً هو انضمام طبقة جديدة من الأزواج المتعلمين ميسوري الحال إلي فئة المتواكلين الذين ظنوا أنه من ضمن واجبات الزوجة القيام بكافة مهام المنزل و تربية الأولاد تعليمياً و خلقياً و رياضياً بجانب مسؤوليات و أعباء هذا الزوج الشخصية التي يلقي بها واحدة تلو الأخري علي عاتق زوجته فيتحرر نهائياً من كافة أنواع المسؤولية ليلقي بها جميعاً علي تلك التي ظن أنها ضمن ممتلكاته الخاصة و يكتفي بالذهاب للعمل إن كان هناك عمل و إن لم يكن، يكتفي بالشكوي الغير منقطعة نظراً لعدم توافر أو استتباب هذا العمل ،
مكرساً كافة مجهوداته لتأنيب و توبيخ هذه المطحونة بالداخل و الخارج لإرضاء بعض عقدة النفسية و غيرته الغير منطقية من نجاحها الذي لا يرضيه رغم اتكائه عليها في كل شئ !
فهذا الزوج المتآمر قد ادخر جميع طاقاته لهدم شريكة حياته و تكسير عظامها لإحكام و دوام السيطرة ، متجاهلاً كل ما تقدمه له و لأسرته من خدمات كثيرة طوعاً و حباً ،
نهاية ، عزيزي الزوج :
عليك أن تقف أمام مرآة صادقة لتواجه نفسك بأمراضها و تحاول أن تصوب أخطائها و تعامل شريكة حياتك بما يليق بها و بما أمر الله به من مودة و رحمة و رفقا .
فقد أوصاكم الله و رسوله بالنساء خيرا :
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ غُلَامٌ لَهُ أَسْوَدُ يُقَالُ لَهُ أَنْجَشَةُ يَحْدُو فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
" وَيْحَكَ يَا أَنْجَشَةُ رُوَيْدَكَ بِالْقَوَارِيرِ " ( رواه البخاري ومسلم )
فقد شبه النبي صلي الله عليه وسلم الأنثي بالقارورة التي لا تتحمل العنف والقسوة .. .. وإن حدث ذلك فهي معرضة لـ (التحطم) .. ..
فيا معشر الرجال : (رفقاً بالقوارير ) .ش
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة