كشف ضابط تركى رفيع سابق عن الوجه الحقيقى للنظام التركى ورئيسه رجب طيب أردوغان، وبعث من خلال الصحافة الأمريكية رسالة تحذيرية للولايات المتحدة والغرب بشكل عام من ذلك المستبد، الذى يتعاون ويعتمد على الإرهابيين فى تحقيق أغراضه فى المنطقة.
وحذر أحمد يالا، رئيس شرطة مكافحة الإرهاب السابق فى تركيا والأستاذ المساعد بجامعة "ديسيلز" الأمريكية، فى مقال بمجلة فورين بوليسى، الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا يمكنها الاعتماد على تركيا فى هزيمة داعش فى سوريا، مؤكدا أن ما يريده الرئيس التركى هو سحق الأكراد وليس الإرهابيين.
وأوضح يالا فى مقال مشترك مع كولين كلارك، الخبير لدى مركز سوفيان ومؤسسة راند للأبحاث، أن خطط الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لسحب القوات الأمريكية من سوريا يعنى أن الولايات المتحدة تعتمد على تركيا فى حمل عبء مواجهة باقيا تنظيم داعش، وهى الخطوة التى ستوفر للإرهابيين فرصة للعودة مجددا فى مرحلة حساسة من المعركة.
وعلق على تصريحات ترامب بأن الرئيس التركى أكد له أنه سيقضى على ما تبقى من داعش فى سوريا، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المآخذ على مثل هذا الأمر، فأنقرة طالما أحجمت عن مواجهة داعش، مفضلة بدلا من ذلك تركيز طاقتها ومواردها على مواجهة الأكراد ومعارضى أردوغان. كمت أنه طيلة سنوات كانت تركيا تلعب لعبة مزدوجة، فهدف أردوغان الرئيسى هو منع الأكراد السوريين من تعزيز تواجدهم داخل المزيد من الأراضى وإنشاء ممر مواز للحدود التركية الجنوبية.
وتنظر تركيا إلى وحدات حماية الشعب الكردية بإعتبارهم متمردين اخطرين يدعون لانفصال أكراد تركيا وتشكيل دولتهم المستقلة. بينما تعتبرهم الولايات المتحدة شركاء قيّمين فى المساعدة على طرد داعش من سوريا - الهدف الأصلى للانتشار العسكرى الأمريكى قبل أربع سنوات.
وعمليا فيما يتعلق بقتال داعش، يقول الضباط التركى أن تركيا تفتخر بوجود جيش هائل لديها على الورق، فمؤسسات الأمن والدفاع التركية تعانى عدم استقرار وتصدعات لدى قيادات الجيش والأستقرار منذ حملة التطهير التى ساقها نظام أردوغان فى البلاد، أعقاب محاولة الجيش الاطاحه به من الحكم فى يوليو 2016.
ويوضح أنه نتيجه لحملة القمع التى شملت الشرطة والجيش والقضاء وغيره من الأجهزة، تركت الدولة فى يد موظفى مكافحة الإرهاب والاستخبارات غير المدربين وعديمى الخبرة، وغالباً ما يعانون من عيوب تشغيلية خطيرة وعرضة لانتهاكات حقوق الإنسان.
ظاهريا، من المفترض أن يكون لتركيا مصلحة ثابتة فى اقتلاع جماعة إرهابية من أراضيها. لكن فى الشرق الأوسط، لا يزال ينظر إلى عدو العدو على أنه صديق، لذلك ينظر إلى داعش على أنها مصدر "عمق استراتيجى" ضد الأكراد، على غرار الطريقة التي تستخدم بها المخابرات الباكستانية والجيش حركة طالبان.
إذا سمح لمقاتلي تنظيم داعش بإعادة بناء شبكاتهم فى تركيا، فإن العواقب وخيمة. إذ سكون التنظيم الإرهابى قادراً على استخدام تركيا للدعم اللوجستى، مما يغذى تمرده عبر الحدود فى سوريا. كما يمكن أن تقوم عناصر مارقة بشن هجمات داخل تركيا، بينما قد تسعى خلايا أخرى إلى التخطيط لشن هجمات فى أوروبا.
ويقول "يالا" إن بلاده لم تكن مخلصة تمامًا فى القتال ضد داعش، وغالبًا ما كانت ترسل رسائل متضاربة إلى الأصدقاء والأعداء على حد سواء. انتقل ما بين 8000 و 10000 تركى إلى سوريا والعراق كمقاتلين إرهابيين أجانب منذ بداية النزاع. ووفقًا لاستطلاع الاتجاهات الاجتماعية الذى أجرته تركيا والذى طبق على 1500 شخص فى جميع أنحاء تركيا عام 2015، قال حوالى 9% من الأتراك إنهم يعتقدون أن تنظيم داعش ليس منظمة إرهابية، وقال أكثر من 5% إنهم يؤيدون تصرفاتها.
وفى حين يعتمد أردوغان على عناصر الجيش السورى الحر FSA، إنه ما هو أكثر إثارة للقلق هو التعاون المحتمل بين داعش والجيش السورى الحر. من المعروف أن بعض مقاتلى داعش العائدون انضموا إلى الجيش السورى الحر وصعدوا إلى مناصب قيادية. على سبيل المثال، سيف أبو بكير، قائد قسم حمزة فى الجيش السورى الحر، هو عضو سابق فى داعش من مدينة باب، كما أن العديد من مقاتلى داعش يخدمون الآن فى الميليشيا المدعومة من تركيا.