خلال ساعات معدودة يكون الملايين بالعالم على موعد مع أول خسوف كلى للقمر بـ2019، والذى يحدث فجرا، ويشاهد كل مراحله على مستوى الكرة الأرضية فى أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وشرق المحيط الهادى وغرب المحيط الأطلسى وأقصى غرب أوروبا وأقصى غرب أفريقيا ويستمر فى شكله الكلى لمدة ساعة ودقيقتين (62 دقيقة)، ويشاهد جزئيًا من وسط وشرق أفريقيا وآسيا .
وهذا الخسوف سيشاهد جزئيًا بالمنطقة العربية فى الكويت والعراق والأردن ووسط وشرق سوريا وشرق ووسط السودان، ولن يشاهد الخسوف الجزئى فى دولة الإمارات وسلطنة عمان ومملكة البحرين والصومال وجيبوتى وجزر القمر واليمن.
كما يشاهد الخسوف كليًا فى المغرب وموريتانيا وتونس والجزائر وليبيا ومصر وأقصى غرب السودان وغرب سوريا ولبنان وفلسطين، ويتميز أنه يتزامن مع وقوع القمر فى أقرب مسافة إلى الأرض (الحضيض) أو ما يسمى "البدر العملاق" حيث سيكون حجم قطره الظاهرى وإضاءته أكبر من معظم أقمار البدر الأخرى.
ومن مميزات هذا الخسوف الأخرى أن الراصدين فى وسط وشرق ليبيا ومصر وغرب سوريا وفلسطين ولبنان سيتمكنون من رؤية منظر نادر جدًا حيث ترصد الشمس أثناء شروقها والقمر المخسوف كليا فى وقت واحد فوق الأفق وهى ظاهرة وبحسب الهندسة السماوية لا يمكن أن تحدث.
القمر البدر العملاق
ويرصد الآن القمر البدر العملاق الأول هذه السنة 2019 فى سماء الوطن العربى، حيث كشفت الجمعية الفلكية فى تقرير لها ، أنه يتزامن مع البدر العملاق ظهور طوق من الضوء يتشكل حول القمر يسمى "الإكليل " وهو من الظواهر الجوية ومشاهد بالعين المجردة عندما تكون الظروف الجوية مناسبة.
وقال التقرير إن القمر الآن مضاء بنسبة 99.5%، والإكليل ظهر كقرص بدون ألوان مرئية وينتج عندما تعبر الغيوم الرقيقة العالية أمام القمر وهى ظاهرة تحدث فى كل مكان حول العالم وبشكل متكرر.
وتابع التقرير أن الإكليل يكون صغير الحجم جدا حيث يبلغ قطرة بضع درجات ويكون قريب إلى القمر، ويمكن فى بعض الأحيان أن يظهر له عدة ألوان.
وأشار التقرير إلى أن أفضل وقت لرصد الإكليل عندما يكون القمر فى طور البدر المكتمل مقارنة مع باقى أطوار القمر، وذلك لأن كمية الضوء كبيرة ولكن يمكن أن تتشكل الظاهرة فى باقى الأطوار وفى مناسبات نادرة يمكن يظهر الإكليل و الهالة ذات الحجم الأكبر سويا فى نفس الوقت.
تليسكوبات ولجنة علمية تتابع الظاهرة
ومن جانبه، استعد معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، لرصد الخسوف الكلى للقمر، قبل ساعات من حدوثه، والذى يتزامن توقيته مع اكتمال بدر شهر جمادى الأولى من عام 1440 هجريا، حيث استعد علماء وأساتذة المعمل لرصده، بمعهد الفلك بحلوان من خلال مجموعة من التجهيزات شملت مناظير فلكية وكاميرات وأجهزة لقياس جودة ولمعان السماء وأجهزة لقياس العوامل الجوية المصاحبة.
وأعلن معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن فتح أبوابه للمواطنين بمعهد الفلك لمتابعة الظاهرة ومتابعة عملية رصد الخسوف بالمبنى الجديد بالمعهد، مناشدا الراغبين فى متابعة الظاهرة بالاستعداد الجيد بالملابس الثقيلة المقاومة للبرد الشديد في الصحراء وخاصة أن فترة الخسوف كلها ستكون في عمق ليل الشتاء القارس وفي واحدة من أطول لياليه.
وفى نفس السياق كشف الدكتور محمد غريب أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن العالم سيشهد فجرا خسوفًا كليًا للقمر يستمر فى صورته الكلية لمدة ساعة واحدة وثلاث دقائق.
وأوضح أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الخسوف يمكن رؤيته فى المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها (منطقة الشرق الأوسط – أوروبا – أفريقيا – الأمريكيتين– معظم شرق روسيا– معظم أوقيانوسيا– المحيط الباسفيكى)، لافتًا إلى أن هذا الخسوف سير بسماء القاهرة .
وأشار إلى أن مراحل الخسوف الكلى منذ بدايته وحتى نهايته هي (شبه ظلى – جزئى – كلى – جزئى - شبه ظلى)، ويستغرق هذا الخسوف منذ دخول القمر منطقة ظل الأرض ثم خروجه منها مرة ثانية مدة قدرها ثلاث ساعات وسبع عشرة دقيقة تقريبًا، وهذه هى الفترة الزمنية المهمة بالنسبة للمشاهد التى يستطيع خلالها مشاهدة مراحل الخسوف بالعين المجردة، حيث إنه لن يستطيع مشاهدة أحداث شبه الظل بالعين المجردة، وتستغرق مراحل الخسوف كلها منذ أن يقترن القمر بشبه ظل الأرض ثم دخوله منطقة ظل الأرض ثم منطقة شبه الظل مرة أخرى وبمغادرتها ينتهى الخسوف تمامًا مدة قدرها خمس ساعات وخمس عشرة دقيقة تقريبًا.
توقيت الظاهرة فى القاهرة
وكشف تقرير لمعمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أنه فى القاهرة يرى الخسوف من بداية مرحلة شبه الظل فى الساعة الرابعة وخمس وثلاثين دقيقة تقريبًا بتوقيت القاهرة المحلى إلى أن تشرق الشمس فى هذا اليوم على مدينة القاهرة فى تمام الساعة السادسة وإحدى وخمسين دقيقة بتوقيت القاهرة المحلى، أى أن هذا الخسوف يرى فى مدينة القاهرة لمدة ساعتين وستة عشرة دقيقة تقريباً منها ساعة وسبع دقائق تقريبًا فى مرحلة الخسوف الجزئى الأولى، وعشرة دقائق تقريبًا فى مرحلة الخسوف الكلى، وتسع وخمسين دقيقة فى مرحلة شبه الظل الأولى وهذه الفترة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة.
وتابع التقرير أما بالنسبة للبلدان التى سترى الخسوف منذ بدايته كخسوف شبه ظلى حتى نهايته، فإن القمر سيبدأ دخوله لمنطقة شبه ظل الأرض فى تمام الساعة الرابعة وخمس وثلاثين دقيقة تقريبًا بتوقيت القاهرة المحلى وهذه المرحلة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، وبدخول القمر لمنطقة شبه ظل الأرض، سيبهت ضوء القمر قليلاً، يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئي بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الساعة الخامسة وأربع وثلاثين دقيقة تقريباً بتوقيت القاهرة المحلى حيث يلاحظ المشاهد اختلاف إضاءة القمر.
القمر قبيل خسوفة
تحول لون القمر للوردى أو الأحمر النحاسى
ويبدأ ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر ويستمر الخسوف جزئيًا وبمرور الوقت يفترض نظريًا أن يكتمل اعتام قرص القمر تمامًا عند الساعة السادسة وإحدى وأربعين دقيقة تقريبًا بتوقيت القاهرة المحلى لاحتجاب نور الشمس عنه حيث يبدأ الخسوف الكلى للقمر، ويكون القمر واقعًا بكامله فى ظل الأرض، لكنه بدل ذلك يغير لونه من الرمادى إلى الوردى إلى اللون الأحمر ويكتسى القمر باللون الأحمر النحاسى.
وأوضح التقرير أن السبب العلمى لذلك هو انعكاس أشعة الشمس فى الغلاف الجوى للأرض بسبب انكسارها، حيث تتبعثر وتتشتت جميع ألوان الطيف المرئية باستثناء اللونين الأحمر والبرتقالى، فينفذ من حواف الغلاف الجوى ويصل إلى الأرض، ويعطى هذا اللون الأحمر الذى يراه الناظرون، ويصل الخسوف الكلى للقمر ذروته والتى يوافق توقيتها مع توقيت بدر شهر جمـــادى الأولى 1440هـ ( 15 من شهر جمـــادى الأولي 1440هـ) عند الساعة السابعة واثنتى عشرة دقيقة تقريباً بتوقيت القاهرة المحلى حيث يغطي ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة 120% تقريباً مما يعنى أن القمر يكون في عمق مركز ظل الأرض ثم تبدأ الحافة الشرقية للقمر بالخروج من حافة الظل التام للأرض عند الساعة السابعة وأربع وأربعين دقيقة تقريبًا بتوقيت القاهرة المحلي لتنتهي بذلك مرحلة الخسوف الكلى للقمر.
وبخروج القمر من منطقة الظل التام للأرض إلى منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة الثامنة وإحدى وخمسين دقيقة تكون تلك اللحظة هى لحظة نهاية الخسوف الجزئى للقمر، وأخيرًا يخرج القمر من منطقة شبه ظل الأرض فى الساعة التاسعة وخمسين دقيقة تقريباً بتوقيت القاهرة المحلى لينتهى الخسوف تمامًا.
وأكدت التقارير أنه لا يترتب عن النظر إلى الخسوف أى خطر على العين، بخلاف الكسوف الذى ينبغى النظر إليه بواسطة نظارات خاصة فقط، مؤكده أنه لا علاقة للظواهر الكونية بمصير أو قدر أى إنسان ولا تظهر أو تختفى لموت أحد أو ميلاده ولا هى نذير شؤم لإنسان أو فأل خير لإنسان آخر ويكفى أن نذكر قول نبينا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم عندما صادف وفاة ابنه إبراهيم كسوف الشمس فقال: "إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله فإذا رأيتموها فصلوا" – رواه البخارى.