أكثر ما يترك أثره فى تلميذ هو كتاب قرأه فى الصغر، أو رحلة ثقافية قام بها مع أقرانه وزملائه فى الفصل إلى مهرجان أو محفل، وذلك لأنه سيظل يتذكره طوال عمره، وربما يكون ركيزة أساسية تغير طريقة حياته وتنحو به منحى جديدا يغير الكثير فى مستقبله.
وتفصلنا ساعات قليلة عن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ50 الذهبية وهو الحدث الثقافى الأكثر إفادة على المستوى التنموى للمجتمع، ومن هذا المنطلق سوف تكون وزارة التربية والتعليم ملزمة بالاستفادة من هذا الحدث الثقافى المهم، وألا تفوت فرصة ذهبية مثل هذه.
سيكون عالما جديدا يفتح التلاميذ فيه عيونهم، خاصة أن المعرض انتقل إلى مكانه الجديد فى التجمع الخامس، وقد أشاد الذين ذهبوا إلى هناك، مؤكدين أن المكان سيكون أكثر تنظيما وفعالية وقدرة على تقديم الإفادة للقراء والزوار.
الأمر ليس شاقا ولا صعبا، فنحن لدينا ثلاث محافظات تحيط بالمعرض هى القاهرة والجيزة والقليوبية، وعدد من المحافظات الأخرى القريبة مثل الفيوم والشرقية والمنوفية، هذه المحافظات يمكن أن تنظم مدارسها العامة والخاصة عددا من الأتوبيسات المدرسية على مدى الأسبوع للتواجد فى أرض المعارض، مما يعمل على تنشيط أذهان التلاميذ، خاصة أن المعرض ليس مقصورا على شراء الكتب فقط، لكن به قدر لا بأس به من الفعاليات المناسبة للجميع، مما سيحول اليوم إلى رحلة ممتعة ومفيدة.
وبالطبع أرجو من القائمين على هذه المدارس أن يختاروا المدرسين المرافقين للرحلة من محبى القراءة والمؤمنين بقيمة الكتاب والمعرفة، وليس أولئك الذين لا يرون فى الأمر سوى مشقته، فيتمنون أن يمر اليوم وينتهى ويعودون إلى قراهم ومدنهم، وليس مهما ما رآه التلاميذ أو استفادوه من هذه الرحلة العلمية المهمة.
شىء آخر أتمناه من وزارتى الثقافة والتربية والتعليم أن يفعلا بروتوكول التعاون الذى يقتضى تزويد مكتبات المدارس بالكتب، وأعتقد أن معرض القاهرة للكتاب فرصة عظيمة لاختيار الكتب التى تحتاجها المكتبات المدرسية، وذلك لأن حجم المعروض فى أرض المعارض لن يكون موجودا فى أى مكان آخر.
هذه فرصة مهمة أتمنى أن يستفيد منها الجميع، وأن تقدم دور النشر والهيئات خصما خاصا للطلبة والتلاميذ الذين يزورون أرض المعارض، بما يجعلهم يشعرون بأهمية يومهم وحتميته فى حياتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة