العناد والتحدى سلوك متوقع من معظم الأبناء فى الصغر، فالعند صفة طبيعية جداً فى الأطفال، خصوصا أن الطفل منذ صغر سنه يكتشف أنه شخصية مستقلة وله القدرة على التفكير واتخاذ القرارات لنفسه، وكذلك القدرة على الاعتراض على أى شىء لا يعجبه، ونحن كآباء وأمهات نقابل هذه التصرفات بالرفض، ومن هنا يصر الطفل على موقفه ويتحدانا لفعل ما يريد، وأشارت العديد من الدراسات إلى أن الطفل العنيد والمتمرد غالباً ما يكون لأسر تتسم بالخصائص التالية: «وجود مشاعر من الاستبداد والتسلط بين أفراد الأسرة.. عدم القدرة على احتواء الطفل.. عدم فتح مجالات للتواصل مع الطفل.. عدم القدرة على معرفة احتياجات الطفل وإشباع رغباته».
فعلا هذه الصفات تجعل الطفل يلجأ للسلوكيات العنيفة من أجل إثبات ذاته وتحقيق نفسه، لذا يجب على الأسرة أن يكون لديها وعى لتربية الطفل، فلا ينبغى للوالدين أن يقابلا سلوك العند من الطفل بتمرد وعند مماثل، لأن هذا سيؤدى إلى نتيجة عكسية ويصعد الموقف، كما أنه على الوالدين أن يستوعبوا لحظات الغضب الانفعالية فى البداية ثم البدء بلغة الحوار للتعرف على أفكاره وتلبية رغباته، وإذا كان لا مفر من العقاب فحرمان الطفل من شىء يحبه مثل مشاهدة التليفزيون أو الذهاب إلى النادى هى أفضل وسيلة للعقاب، لكن العنف والضرب سيأتى بنتيجة عكسية، وتأثير سلبى على الطفل.
إذا أردنا بناء أجيال جديدة صالحة لقيادة سفينة الوطن فى السنوات المقبلة، يجب على كل أب وأم تعلم كيفية الحفاظ على سلوك أبنائهم لحمايتهم من التعرض لأية عوامل خارجية قد تغتصب أفكارهم وتجعلهم صيدًا سهلاً للمتطرفين فى مجتمعنا أو العديد من المجتمعات الغربية التى تستهدف تدمير مجتمعاتنا العربية عبر الوسائل التكنولوجيا الحديثة وغيرها من هذا القبيل، وهذا ما نراه كثيرا تلك الأيام بظهور أجيال لا تحترم الكبير ولا الصغير».. الخلاصة تقول: «الحفاظ على بلادنا وأبنائنا يبدأ من الأسرة أولا وأخيراً».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة