ريمون ميشيل يكتب: كنوز أخلاقية من حياة المسيح "الجزء الرابع"‎

السبت، 26 يناير 2019 12:00 م
ريمون ميشيل يكتب: كنوز أخلاقية من حياة المسيح "الجزء الرابع"‎ المسيح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قد يظن البعض إنه ليس لديه أى شيء فى حياته يستحق الشكر على الإطلاق وذلك لأنه ينظر باستمرار إلى ما لا تملُكه نفسه، ولكن عندما أصابتنى أزمة صحية شديدة وشعرت بمن يرقدون فى فراشهم ينتظرون ويتمنون الموت من كثرة ألامهم وتذكرت حينها أيضاً شخص كان يتلقى العلاج فى مستشفى للأمراض العقليه وهو يتألم بشده تيقنت بأنه يوجد فى حياتنا الكثير يستحق الشكر حتى وإن كنا لا نُدرِك ذلك فى كثير من الأحيان.

 

ولذلك قد أوصى الرسول بولس فى رسالته إلى أهل أفسس وخاطبهم قائلاً: يجب عليكم أن تشكروا فى كل حين على كل شيء، كما أوصى بذات الرسالة أهل تسالونيكى وقال لهم: اشكروا فى كل وقت، فما الهدف من تكرار الوصيه؟

 

قد أثبتت الأبحاث الحديثه عدة فوائد تعود على الإنسان بالنفع بعد استخدام لغة الشكر والشعور بالامتنان ونذكر منها زيادة مناعة الجسم وتحسين صحة الإنسان الجسديه والنفسية ورفع كفاءته للعمل وقوته لتقديم المزيد فى حياته.

 

وقد كان السيد المسيح يمارس فضيلة الشكر فى معظم أعماله اليومية، فهناك وفى قرية صغيره عاش رجلاً تقياً يدعى لعازر، وحدث عند وفاته أن السيد المسيح ذهب إلى قبره لكى يصنع معجزة هناك، وبجوار القبر وجد اخته مريم تبكى هى ومن كانوا معها من اليهود الذى كانوا يحبونه، فشعر السيد المسيح بآلامهم وبكى ثم رفع عينيه إلى السماء أولاً وقدم رسالة شكر قائلاً: أشكرك يا الله لأنك تستمع لى، وبعد تلك الكلمات أمر لعازر أن يخرج من قبره فخرج صحيحاً، وهنا قد فعل السيد المسيح ذلك لكى يُعَلِمَنا فضيلة الشكر وفضيلة الإحساس بآلام المتعبين.

وذهاباً إلى منطقة الجليل بجوار البحر حيث صعد السيد المسيح إلى الجبل مع تلاميذه، وصعد الكثيرين إلى هذا الجبل والذى بلغ عددهم نحو أربعة ألاف رجل لكى يروا السيد المسيح ويستمتعوا بالجلوس معه وهو يتحنن عليهم، ومرت ثلاثة أيام وهم يمكثون فى الجبل بفرح لكى يتعلموا منه المزيد إلى أن فرغ طعامهم وعند الاستعداد لرحلة العوده لمنازلهم، قال السيد المسيح لتلاميذه لا يجب أن نصرفهم بلا طعام حتى لا يعيوا ويمرضوا فى الطريق، فكان هناك سبعة أرغفة وقليل من السمك، فيخبرنا القديس متى الرسول عن السيد المسيح إنه أحضر الأرغفة والسمك ولم يفعل شيء إلا إنه رفع عينيه إلى السماء وشَكَر الله على عطاياه وبعدها مباشرة وبفضل تلك الفضيلة قد تمت المعجزه وأطعم الجميع حتى الشبع والذى كان عددهم أربعة ألاف كما ذكرنا، وهنا قد دمَج السيد المسيح أيضاً بين فضيلتى الشكر والإحساس بالآخرين وبمتاعبهم.

 

إلى أن نلتقى سوياً فى جزءٍ آخر وفضيلة جديدة، تذكر دائماً قوة عمل الشكر فى التأثير على مناعة جسدك وزيادة سعادتك وطاقتك الإيجابية، وتذكر دائماً أن احد أهم قوانين وأسرار الكون العظيمه إنه من استطاع أن يعيش بالرضا والشكر ازدادت نعم الله على حياته.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة