ونحن نتحدث عن الاتجاه لتطوير منظومة الصحة والعلاج، وأعلنت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد عن بناء قاعدة معلومات للمستشفيات والوحدات الصحية، وبالطبع فإن وجود مستشفيات وأسرة جديدة يضيف المزيد من الإمكانيات إلى منظومة الصحة والعلاج، فما بالنا بمستشفى تم بناؤه وتكلف ملايين ولا يزال مغلقا وخارج نطاق الخدمة.
هناك قصة مستمرة من سنوات فى بسيون بمحافظة الغربية، هى قصة مستشفى الصدر ببسيون، الذى تم بناؤه من سنوات، لكنه ظل مغلقا ومعطلا، وقد أثرت موضوع المستشفى مع أكثر من وزير صحة، ولم أكن وحدى الذى تناولت هذا الأمر، هناك نواب وزملاء صحفيون أثاروا الأمر وناقشته بعض البرامج، وبالرغم من كل هذا، ظل المستشفى معطلا ينتظر نظرة أو تحركا من قبل الحكومة.
من ثلاثة أعوام التقيت وزير الصحة السابق فى مناسبة عامة، وطرحت عليه قصة مستشفى بسيون للصدر، ووعد بأنه سيتم تجهيزه وتشغيله فى بداية العام، ومر العام ووراءه عاما آخر وثالث، وظل المستشفى شاهدًا على إهدار ملايين فى الأرض والمبانى، وفى بلد بحاجة إلى مستشفى يضاف إلى المؤسسات الصحية.
وكانت هناك اقتراحات مختلفة لاستغلال المستشفى، وظلت الحجج فى استمراره معطلا غير مقنعة، بالطبع يحتاج إلى ميزانية للأدوات والتجهيزات والأطباء والتمريض، لكن تشغيل هذا المستشفى سوف يوفر الكثير للمرضى، وربما يضيف المزيد من الأسرة فى مركز ليس به سوى مستشقى مركزى يحاول تقديم الخدمات بالرغم من نقص الإمكانيات.
ومستشفى الصدر ببسيون ليس حالة خاصة، لكن هناك الكثير من المستشفيات تحتاج إلى تجهيزات، ويمكن حال توفير أطباء ومستلزمات أن توفر علاجا للآلاف، ومن الصعب معرفة سبب حقيقى ومقنع لتعطيل مثل هذه المستشفيات.
سبق وتوجهت بالكتابة إلى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، ولا يزال المبنى قائما، تسكنه القوارض والزواحف، ولا أحد يعرف لماذا يبقى معطلا، ونحن نتحدث عن الاتجاه لتطوير مستشفيات ومؤسسات أخرى، تمهيدًا لتطبيق التأمين الصحى الشامل، وهذا مبنى جاهز يحتاج لأجهزة يمكن توفيرها بأكثر من طريقة.
ونكرر الطلب للوزيرة وللسادة القائمين على التخطيط والمستشفيات، لنذكرهم بأن هذا المبنى لمستشفى الصدر الذى تكلف ملايين يحتاج إلى نظرة وتحرك سريع قبل أن يتهدم ويفقد وجوده، والمرضى فى بسيون بحاجة إلى أن يدخل المستشفى الخدمة، لأن استمراره مغلقا يمثل نوعا من إهدار المال العام، خاصة فى ظل تحرك الحكومة للتوسع فى إعادة بناء المنظومة الصحية، مع الأخذ فى الاعتبار أن أعداد السكان تتضاعف، بينما تظل أعداد الأسرة ثابتة.
وأطالب رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولى بالتدخل لإنقاذ مستشفى الصدر ببسيون من الخراب، وبحث إمكانية تشغيله بأسرع وقت، لخدمة المواطنين من المرضى، وأن يسعى لبحث أوضاع المبانى التى قامت وراحت فى طى النسيان، وسوف يكتشف أن حالة مسشفى الصدر ببسيون ليست حالة فردية، وإنما عامة وتحتاج إلى تدخل سريع.