أكثر ما لفت نظرى فى البيان العالمى الذى أدلت به كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولى يوم الجمعة الماضى، هو الإشادة الكبيرة التى حرصت لاجارد على إعلانها أمام العالم، والتى تعبر عن قوة وصلابة الشعب المصرى، حيث قالت :"أغتنم هذه الفرصة للإشادة بما يبديه الشعب المصرى من صبر والتزام بعملية الإصلاح، مما سيمهد السبيل لتحقيق نمو أعلى وأكثر شمولاً للجميع على المدى الطويل".
هذا ما أعتبره إعلان نتيجة الامتحان الصعب الذى خاضه أبناء الشعب البواسل، الذين وثقوا فى قيادتهم السياسية وانحازوا لضرورة التحمل بعض الشىء لمساعدة بلدهم الحبيب للخروج من عنق الزجاجة، ووضع اقتصادهم على الطريق الصحيح نحو تحقيق مستقبل اكثر رخاءً ورفاهية، وكانت النتيجة النجاح بامتياز مما دفع مدير عام صندوق النقد الدولى لإعلان ذلك أمام العالم أجمع ليشهد الكون على قوة وصلابة وتحمل المصرى فى وقت الشدائد.
دائما ما كان الشعب المصرى داعما وبقوة لقيادته السياسية ، خاصة عندما يكون واثقا تماما فى وطنية ووعى هذه القيادة، فالعصر الحديث يسجل وقوف الشعب بجوار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عندما بدأ مشروع السد العالى الذى شيدته الإرادة المصرية التى رفضت الانصياع لأطماع المستعمرين والدول أصحاب المصالح، كما كرر الشعب وقفته مع قيادته فى حرب الاستنزاف والتى توجت بحرب أكتوبر الملحمة الخالدة لبطولات الشعب المصرى، ولذلك لم يكن غريبا على هذا الشعب الأبى الذى يعشق تراب وطنه أن يساند ويتحمل تبعات إجراءات الإصلاحات الاقتصادية ليقينه أنها تصب فى صالحه ومن أجل مستقبله ومستقبل أولاده وأحفاده، وهو ما بدأت تؤتى ثمارها، وتتضح نتائجها الإيجابية.
فى مجال الاقتصاد الذى يسود العالم، كل كلمه من بيان لاجارد لها قيمتها وثمنها كونها مديرة لصندوق النقد الدولى، الذى يعتبر شهادته على أى اقتصاد هو البوصلة والمؤشر الذى يمشى على خطاه الاستثمار فى العالم ، وبالتالى فالشهادة الإيجابية والإشادة الكبيرة التى تضمنها بيان صندوق النقد للاقتصاد المصري بمثابة علامة الجودة والتميز القياسى لإجراءات الاصلاح الاقتصادى التى بدأتها مصر ، وهو مايعزز من ثقة المؤسسات الدولية وجمهور المستثمرين العالمى فى تقدم مؤشرات الاقتصاد المصرى وفرصه الاستثمارية الكبيرة،كما تعتبر هذه الشهادة دعوة صريحة للكتل الاستثمارية العالمية الكبيرة بالاتجاه إلى الاقتصاد المصرى الواعد لما يمثله ذلك من تربة خصبة للنجاح وسوق واعد للمشروعات الاقتصادية والاستثمارية الطموحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة