كان العام يوشك على الانتهاء فى العاصمة الأفريقية الكبيرة التى تضج بالناس وبالباعة وبالمشترين وبالسيارات وبكل شىء على مدار الساعة تقريبا، بينما جهود متواصلة تجرى من جوانب عدة لجذب عارضين مصريين للقدوم إلى تلك البلد الصديقة، ببعض من منتجاتهم المصرية والمشاركة فى معرض تجارى للتعريف بالمنتج المصرى فى سوق تلك البلد وتقديمه إلى أهلها بشكل طيب ومناسب.
وقد قبلت بعض الشركات والمصانع المصرية المشاركة، وراحت منتجاتها تتدفق إلى أرض المعارض فى العاصمة الأفريقية الطيبة كأننا فى موكب سعيد ممتد الحياة متنوع الألوان والأذواق والمشارب. فشملت المنتجات بين ما شملت منتجات الأثاث المصرى الجيد الصنعة والشكل والإخراج والثمن، ومنتجات السجاد المصرى الرائع الذى يشد العيون والقلوب معا إليه بدقة إخراجه واختلاف تصميماته وثبات ألوانه وقرب أثمانه.
وضمت المنتجات الستائر والمفروشات المنزلية الحريرية والقطنية الآسرة للناس بقرب تصميماتها، ومنتجات الأشغال الفرعونية التى أصبحت تقدم نفسها فى صور تطبيقية قابلة للاستخدام اليومى والمساعدة فى الحياة المعتادة للناس، إلى جانب شكلها المميز الفريد المحبب إلى المشترين، فضلا عن أسعارها المناسبة فى الغالب. وانضمت إلى الوافدين منتجات الأحذية الجلدية المصرية الممتازة التى تنافس فى جودتها صناعات كثيرة معروفة فى هذا المجال وتقدم إلى مشتريها خدمة مستمرة ومعمرة لسنوات طويلة دون كلل أو ملل وتجعل مما انفق عليها من مال استثمارا ناجحا. وزانت المنتجات القادمة الملابس الحريمى والرجالى ذات الجودة العالية والأسعار المقبولة والتى يحبها ويقبل عليها كثيرون، سعيا وراء الذوق العالى والاقتصاد المنشود. كما أضافت منتجات المطبخ إضافة قيمة من الأدوات المنزلية التى تتطلع إليها الناس لكونها نقلة نوعية فى عالم المطبخ وإسهاما تكنولوجيا حميدا حرص على أن يطال موقع إعداد طعام الإنسان ومهد سعادة الكثيرين من الناس المحبين للمطبخ ولما يمكن أن يجعل العمل فيه والتواجد حوله أكثر متعة وسهولة ويتيح لهم التجربة والإبداع فى عمل مأكولات معروفة والتوصل أيضا إلى ماكولات وأصناف حديثة وطريفة.
تتابعت الجهود والأيام والاستعدادات تكتمل ساعة بعد ساعة، حتى أخذت المعروضات التى تدفقت غير مرئية فى تغليفها وصناديقها إلى أرض المعارض زينتها وتراصت بهية زاهية على أرفف وفرش واستاندات وفى أحضان دواليب خاصة وفى أركان محال أنيقة محفوفة بالأضواء والألوان وعلى حاملات أنيقة صممت خصيصا لغرض العرض المنشود ولمتعة الحشود المأمولة القدوم والاطلاع على هذا الجمال من العمل والوقت والجهد البشرى الكثيف والمتواصل. وبينما كانت الأيدى مشغولة بصياغة اللمحات الأخيرة فى وجه المعرض الجميل، كانت دعوات كثيرة تجد طريقها إلى مسؤولين والى شخصيات كثيرة لتشارك فى افتتاح المعرض أو العرض الذى قد يقارب عرضا فنيا من بهائه وحسنه.
كما أديرت حملة دعائية بسيطة وسريعة لدعوة عامة الناس إلى المعرض والى المعروضات الأثيرة التى تنتظر معجبيها ومقتنيها ومحبيها من الناس.
أقبل الكثيرون على افتتاح المعرض التجارى المصرى فى العاصمة الأفريقية الصاخبة – رغم بساطة الدعاية العامة التى لم ينفق عليها الكثير من المال – وكان الافتتاح طيبا مرحا ممتزجا بفرحة العارضين وفضول الأخوة الأفارقة وتطلعهم إلى رؤية المعرض المصرى نادر الحدوث فى بلدهم، رغم وجود شركات الطيران الكثيرة الوطنى منها والأجنبى. وتدفق الناس عائلات وفرادى على المعرض المترامى من صباح الافتتاح الميمون إلى ساعاته الأخيرة وسط دهشة العارضين مما يلقونه من ترحيب ويشهدونه من اقبال من الناس على بضاعتهم المتنوعة الثرية القيمة والمظهر حتى اشرفت أيام المعرض العشرة على الانتهاء، كأنها تسرع إلى نهاية سعيدة أو هكذا كانت تأمل.
انتهت أيام المعرض المصرى فى العاصمة الأفريقية الضخمة الممتلئة بالمال والناس والضجيج والسفر والعودة والقبائل والاثنيات العرقية والآمال الكبيرة فى مستقبل أعظم، وقد خلى المعرض على عروشه مما كان يزينه من المعروضات الجميلة التى اشتراها الناس جملة وقطعا حتى لم يبقوا على شىء منها تقريبا، بينما راح العارضون يحصدون مكاسبهم ويقيمونها وهم لا يكادون يصدقون أن بضاعتهم لاقت كل هذا النجاح، فى الوقت الذى كان القلق يعتصروهم وهم يضبون حاجتهم إلى ذلك البلد ويتوجسون خيفة من الخسارة.
ولم ينته الأمر عند شراء كافة المنتجات المعروضة من العارضين المصريين، بل رغب الكثيرون من التجار من أهل ذلك البلد فى التعاقد مع العارضين على شحنات كبيرة من هذا المنتج أو ذاك، أو الحصول على وكالة من بعض العارضين والاستئثار ببيع منتجاتهم فى تلك السوق الأفريقية المتعطشة إلى المنتج المصرى الجيد.
ربما كانت المفاجأة الأكبر فى كل ما تقدم، أن العارضين المصريين الذين بيعت بضاعتهم عن آخرها وأقبل الناس عليهم يطلبون التعاقد معهم عبروا عن مخاوفهم من القدوم مرة اخرى إلى البلد الأفريقى ببضاعة جديدة تلبية لحاجة السوق والناس. وقالوا إنهم قد يفضلون أن يسدد الراغبون فى الشراء من التجار الأفارقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة