من أجل التعاون المشترك، وخصوصا فى مجال الصحة والتعليم، حرص مؤتمر الصحة الإفريقى الأول المنعقد حاليا بالقاهرة على استضافة عدد من الوزراء، وبعض سفراء الدول الإفريقية، وممثلين عن الكنسية المصرية، وبعض أعضاء البرلمان المصرى، وعدد من رؤساء الجامعات المصرية لاستعراض أوجه التعاون بين مصر وإفريقيا فى المجال الطبى والتعليمى.
الاهتمام بصحة المواطن الإفريقى
عقد المؤتمر برئاسة الدكتور مجدى عبد الرؤوف سبع رئيس جامعة طنطا، والتى تبنت تنظيم مثل هذا المؤتمر العالمى الذى يعتبر باكورة التعاون بين مصر والقارة السمراء، والذى أكد أن هدف إقامة المؤتمر هو تطوير التعاون الإفريقى فى المجالات الطبية، والدوائية ،وتبادل الخبرات، ونشر الأبحاث العلمية، بهدف توقيع بروتوكولات تعاون مع الجانب الإفريقى، ومد يد العون للتعاون المشترك مع كافة الأشقاء ومن كافة المستويات التى تشمل الاهتمام بصحة المواطن الإفريقى، ومن قلب القارة الإفريقية ووسط الدلتا، أطلقت جامعة طنطا مبادرة للتعاون مع القارة الإفريقية من خلال مؤتمر الصحة الإفريقى الأول ليكون عام 2019 عام الريادة المصرية الإفريقية، للتعليم الطبى المستمر بإفريقيا، وتفعيل منظومة صحية علمية تعاونية فى المجالات الطبية، والدوائية، والعلمية، وفى مجالات نشر الأبحاث العلمية.
من جانبه قال الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إن المؤتمر يتزامن مع إعلان عام 2019 باعتباره عام قيادة إفريقيا، وإعلان رئيس الجمهورية بأنه عام التعليم، ورعاية الرئيس لهذا المؤتمر يعنى اهتمام الدولة بصحة المواطن ليس فى مصر فقط، لكن فى إفريقيا أيضا ،لآن خريطة إفريقيا متشابهة، ونحن جزء فعال فى أفريقيا ويمكن أن تكون داعمة لإخواننا فى القارة الإفريقية".
وتابع وزير التعليم العالى: تعتبر قارة إفريقيا غنية بمواردها وشبابها، ومن القارات المعروفة بأنها قارة شابة، ولكن لا يصل هذا القدر من التميز للمواطنين، وانعكاس آثار ذلك على صحة المواطن الأفريقى"، موضحا أن هناك تعاون مع وزارة التعليم العالى وجامعات كثيرة لها دور فى إفريقيا من كافة التخصصات، معلقًا: "كل هذا جزء من الدعم وإفريقيا لديها مشكلة فى بعض الأمراض المتوطنة، ولكن الخريطة ليست واضحة فلابد أن تكون هناك خريطة واضحة للأمراض فى إفريقيا لتحديد الأولويات والخروج بتوصيات لتقديم التعاون المثمر فى القطاعات ذات الأوليات الخاصة.
وزيرة الصحة والسكان
اوزير الصحة: لدواء المصرى حاليا فى إفريقيا ونهدف للقضاء على الفيروسات الكبدية
وأشارت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان، إلى أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى تزيد من طموح مصر للتعاون الأفريقى، ويمتد أثر هذا الطموح للصحة، والتعليم، والتى تحتاجهما هذه الشعوب.
وأكدت هالة زايد، على أن الفترة الماضية شهدت قوافل طبية كبيرة فى إفريقيا، والكادر الطبى والزمالة المصرية التى حصل عليها كثير من الأطباء الأفارقة، بالإضافة إلى وجود الدواء المصرى فى أفريقيا، موضحة أنه تم توقيع اتفاقية مع دول "الكوميسا"، تتيح تسجيل أى دواء فى مصر فى الدول التابعة فى دول الكوميسا بعد أن يسجل فى مصر.
وأضافت وزيرة الصحة، أن أفريقيا تعانى من كثير من الأمراض المتوطنة، ومصر رائدة فى أفريقيا فى مجال الطب الوقائى، ومستعدين لنقل خبراتنا فى علاج الملاريا، وقمنا مؤخرا بتسجيل دواء مهم فى علاج الملاريا، وكان اختراع من الدكتور محمود عبد القادر رئيس مجلس أمناء الجامعة الأوروبية، بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهذا النوع يمكن أن يدخل إلى أفريقيا، وأيضا مبادرة علاج فيروس سى والأمراض المزمنة، وخصوصا فى دول حوض النيل.
تدريب الأطباء الأفارقة
وأضافت وزيرة الصحة، أن الأطباء المصريين يقومون بتدريب الأطباء الأفارقة فى مصر، وكثير من الخبرات المصرية يمكن تقديمها، مع توحيد الخطة التعليمية الطبية لكى نقود الصحة فى الفترة القادمة.
اكتشاف دواء مصرى لعلاج الملاريا ..لمساعدة الأفارقة للقضاء عليها
من جانبه، قال الدكتور محمود هاشم عبد القادر، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأوروبية بالعاصمة الإدارية، أنه سيتم التعاون مع إفريقيا فى القضاء على الملاريا، موضحا أن الاختراع المصرى يقضى على يرقات الملاريا، وتم تسجيله فى 140 دولة، و يتكون من مواد صديقة للبيئة غير سامة وليس لها أضرار بيئية.
وأشار عبد القادر، إلى أنه سيتم التعاون مع الجانب الإفريقى فى مجال القضاء على الملاريا من خلال هذا الاختراع.
مصر جزء من القارة السمراء
من جانبه قال الدكتور لواء أركان حرب ممدوح عطية المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: "نهتم فى أكاديمية ناصر بالشئون الإفريقية، لأننا جزء من هذه القارة السمراء، والرئيس عبد الفتاح السيسى قلبه على أفريقيا وعلى مصر.
وأكد الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، أن العلاقات الإفريقية تشهد تعاونا كبيرا، وسيشهد هذا العام استضافة كأس الأمم الأفريقية 2019 فى مصر، والتأكيد على هوية مصر الإفريقية، وتحقيق التنمية المستدامة، وقامت وزارة الشباب بتفعيل بروتوكولات الشباب والرياضة لتعزيز العلاقات بين الشعوب.
وأوضح أن نشر ثقافة الرياضة ضروري، لأن الرياضة تقى من العديد من الأمراض، حيث أكدت الدراسات أن ممارسة الرياضة تطيل العمر وتمنع الشيخوخة، وتوصى منظمة الصحة العالمية بأن يمارس الشباب الرياضة 60 دقيقة 3 مرات أسبوعيا، باعتبار أنها تقى من العديد من الأمراض مثل أمراض القلب، والسكر، والسرطان، وتشجع وزارة الشباب والرياضة على ممارسة الرياضات المختلفة، وتطوير منظومة الطب الرياضى، من خلال المنظمات الإفريقية، ولا يقتصر الأمر على النشاط الرياضى فقط، ولكن يمتد للتعاون فى مجال العديد من البرامج للتنمية المستدامة، حيث أن الرياضة هى الطريق الآمن لتحسين الصحة.
18 مليار و200 مليون جنيه تكلفة تطبيق التأمين الصحى الشامل
وكشفت الدكتورة إيناس عبد الحليم وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، أنه إجمالي التكلفة التقديرية لحزمة المشروع القومى للتأمين الصحى 18 مليارا و200 مليون جنيه، حيث بلغت تكلفة تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل في محافظة بورسعيد 1.8 مليار جنيه، و5.6 مليار جنيه لمنظومة القضاء على فيروس سي، و1.2 مليار لتأمين الاحتياطى الاستراتيجي للألبان، و2.5 مليار جنيه، لتأمين الاحتياطي الاستراتيجي من الأمصال واللقاحات، و6.1 مليار للمشروع القومى للمستشفيات النموذجية ومليار جنيه لمشروع القضاء على قوائم الانتظار.
وأشارت إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلق حزمة من الإجراءات التى تضمن النهوض بالقطاع الصحي، خاصة الخدمات المقدمة لغير القادرين، كما أن خطة الإصلاح ارتكزت على عدة محاور تشمل تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديدة، والقضاء على قوائم الانتظار للعمليات الجراحية العاجلة، إلى جانب المشروع القومي لتطوير المستشفيات النموذجية، وغيرها من المحاور الأخرى.
وأكدت وزارة الصحة اهتمام القيادة السياسية بضرورة تحقيق أفضل خدمة صحية بجودة عالمية للمواطن المصري، مشيرة إلى أن الرؤية التي أعلنتها البداية من التأمين الصحي الشامل إلى القضاء على قوائم الانتظار خلال 6 أشهر، بالإضافة لتوفير الأدوية والأمصال وألبان الأطفال، وغيرها من الإجراءات التى تضمن نجاح المنظومة الجديدة.
وضمن خطة الدولة لإصلاح المنظومة الصحية في مصر، القضاء على قوائم انتظار المرضى بالمستشفيات خلال 6 أشهر، خاصة مرضى الجراحات الحرجة، والتدخلات المتقدمة.
التعاون فى مجال التعليم
وأوضحت، أن الوزارة أضافت 18 مستشفى جامعي بمختلف المحافظات إلى مشروع تطوير المستشفيات النموذجية، وأنه سيتم تقديم خدمة متميزة جدا بداخلها، مؤكدة أن ذلك لن يكلف المواطن مزيدا من الأعباء.
وأكدت أن النظم الصحية في أفريقيا تواجه تحديات كبيرة لابد أن نتعاون معهم لمواجهتها.
أمراض الكبد الأكثر انتشارا فى إفريقيا
من جانبه أوضح الدكتور جمال شيحة رئيس المؤسسة الأفريقية لمرضى الكبد، أنه يوجد فى افريقيا أكثر من 70 مليون شخص يعانون من الفيروسات الكبدية، وأكثر من مليون و400 ألف يتوفون سنويا بسبب أمراض الكبد.
و أوضح أن أكثر أمراض الكبد فى العالم تنتشر فى إفريقيا ،حيث يوجد حوالى 20 مليون أفريقى يعانون من فيروس سي، والحقيقة المؤلمة أنه باستثناء مصر يعتبر لا أحد من هؤلاء يتلقى العلاج، وبالتالي لدينا مشكلة حقيقية ،مشيرا إلى أنه فى مؤتمر التحالف الإفريقي عام 2016 اتفقنا على إنشاء المؤسسة الأفريقية لمرضى الكبد لكى تتحدث أفريقيا مع العالم بصوت واحد دفاعا عن المواطن الأفريقي.
وأضاف جمال شيحة، أن هذه المؤسسة تم إطلاقها بتعاون أكثر من 20 دولة لتوصيل رسالتنا بهدف الوصول إلى أفريقيا خالية من فيروسات الكبد، ومصر استطاعت أن تقود العالم بأن تكون خالية من فيروس سي ، ونهدف أن تكون إفريقيا خالية من فيروسات الكبد بدعم مصرى وبقيادة مصرية، حيث تقود مصر إفريقيا برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونهدف بأن تكون إفريقيا خالية من فيروسات الكبد، ونتمنى أن تتوحد كل الجهود وفى مصر جهات كثيرة تعمل فى المجال الإفريقي، مثل وزارة الصحة ،والخارجية ،ووزارة التجارة والصناعة، ونتمنى أن تتناغم هذه الجهود بإستراتيجية واضحة.