إسلام الغزولى

الإعلام الأمنى

الجمعة، 04 يناير 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ضربت وزارة الداخلية نموذجاً مثالياً فى التعامل الإعلامى مع حادث تفجير الأتوبيس السياحى بشارع المريوطية، الذى كان يقل عدداً من السياح الفيتناميين، فى أقل من ساعة كانت وزارة الداخلية قد أعلنت بياناً تفصيلياً عن الحادث، وبذلك تصدر بيان وزارة الداخلية، باعتباره مصدر المعلومات عن الحادث، وليست الأخبار المتضاربة أو المدسوسة من بعض المواقع المشبوهة أو حتى مواقع التواصل الاجتماعى والتى من شأنها إثارة البلبلة ونشر المعلومات المغلوطة.
البيان جاء ليحد من أى محاولة تهويل أو مبالغة فى عدد الضحايا أو درجة الإصابة، وبالتالى قطع الطريق على الشائعات داخليا، وقطع الطرق على إعلام الجماعة الإرهابية فى الخارج أن يستغل غياب المعلومات ليهول من الأمر، ويضيف تفاصيل لم تحدث على أرض الواقع.
 
لا يعنى ذلك أن الحادث بسيط أو ليس مأساوياً، ومن هنا يجدر الإشارة إلى أن التناول الإعلامى للحادث وأداء الأجهزة الأمنية تفوق على كل الأدوات الإعلامية، وفرض ببياناته السريعة والدقيقة، والزاوية التى يتناول منها الإعلام الحادث والتداعيات المصاحبة له.
 
الأداء الإعلامى لوزارة الداخلية لم يكن فقط متفوقاً عند حدود دقة المعلومات وسرعة الإعلان عنها وكشفها، لكن أيضاً فى التعامل مع المراسلين المعنيين بتغطية الحادث فى موقع حدوثه، فكان هناك كردون أمنى، وترك مراسلى الفضائيات للتصوير من حوله دون التعدى على مسرح الجريمة، بكل ما يحمل من أدلة، وكانت المعلومات تنتقل بسهولة ويسر وسلاسة عبر مراسلى الصحف والمواقع المعنيين بتغطية مثل هذه الأحداث، كما لم تكن هناك أى تعليمات بالتعتيم أو عدم التصريح بالمعلومات، بالعكس كانت كافة المواقع المحلية تنقل التفاصيل أولاً بأول وبدقة ومن مصادرها، وتحولت وسائل الإعلام المحلية إلى مصدر لوسائل الإعلام العالمية نتيجة دقة المعلومات وسرعتها.
 
كان الأداء الإعلامى لوزارة الداخلية متفوقاً فى جانب آخر، وهى المعلومات التى وصلت رئيس الوزراء وأدلى بها للصحفيين داخل مستشفى الهرم أثناء زيارته للمصابين، وهى معلومات أعلنها رئيس الوزراء خلال مدة لم تتجاوز الساعتين من وقع الحادث.
 
أظن أن إدارة هذه المنظومة الإعلامية التى رأيناها فى هذا الحادث كانت سبباً رئيسياً فى توضيح صورة كيف أن الدولة المصرية مستهدفة، وأن ضرب السياحة التى شهدت مجهودات جبارة لاستعادة وضعها على الخريطة الدولية مرة أخرى، ونجحت الدولة المصرية فى ذلك على عدة محاور مختلفة، وكيف أن الأمن المصرى يبذل أقصى ما يمكن للحفاظ على الأمن، وأن خطط التأمين جعلت من الصعب استهداف أى هدف ثابت أو متحرك، الأمر الذى أصبح يستدعى تدبير مكائد وخطط لاستهداف أى عنصر بعمل إرهابى.
وفى المقابل كان هناك حالة من الإخفاق التام لمنظومة الإعلام لدى وزارتى الصحة والسياحة، فرغم كل التألق الذى ظهرت به الداخلية المصرية و احترافيتها العالية، لم تعلن وزارة الصحة أى بيان رسمى عن طبيعة إصابات ضحايا أو حالتهم الصحية، ولم تعلن وزارة السياحة أى بيان عن الوفد أو عن طبيعة السياحة الفيتنامية، وهل هى سوق جديد للسياحة المصرية أم لا، ومن الشركة المنظمة وموقفها وما إذا كان هناك تنسيق مع سفارة الضحايا أم لا.
 
فحتى هذه اللحظة تجاهلت وزارة الصحة الأمر بالكامل، ووزارة السياحة لم تصدر إلا بيان واحد فقط عن استقبال أهالى الضحايا.
 
على أمل أن يتم تجاوز هذا الحادث وآثاره السبية سريعاً، وأن يتم اتخاذه درساً نستفيد منه جميعاً فى كيفية التعامل مع الأزمات وإدارتها.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة