كان متوقعًا مع سقوط أول رئيس حى فى قبضة الرقابة الإدارية أن يرتدع البقية ويلتزموا بمزيد من النزاهة والشفافية ونظافة اليد، التى يُفترض توافرها فى كل مسؤول أو موظف حكومى، هذا لم يحدث، ويتساقط كل شهرين واحد جديد، ما السر هنا وما الذى يجعل هؤلاء واثقين من أن فسادهم لن يفتضح فى النهاية؟ نحن أمام ظاهرة إدارية وقانونية تحتاج لأكثر من جهود الأجهزة الرقابية، هناك رأى يميل لوجود ترهلات قانونية ولوائحية فى علاقة المسؤول بالجمهور، بحيث يصبح مطلوبًا من المواطن أن يكون خبيرًا فى دهاليز القانون أو لديه واسطة كبيرة أو يلجأ للرشوة فى النهاية، رأى آخر يذهب لتوقع معركة طويلة جدًا مع الرشوة، بعدما صارت ثقافة ترسخت منذ عقود فى الجهاز الحكومى للدولة المصرية بفعل غياب الحوكمة، وتضارب المصالح وتغول السلطات المختلفة، تلك التصورات يجب ألا تغيب عن العقول التى تقود عملية الإصلاح الإدارى، يجب أن يسألوا أنفسهم: إلى متى سيتساقط تنفيذيون كبار فى قضايا فساد لا نعلم ماذا أفسدوا قبلها؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة