كل سنة وأهلنا وأخوتنا الأقباط طيبون بمناسبة عيد الميلاد المجيد، كل سنة وهم طيبون من قلوبنا المملوءة بالمحبة لهم وتمنياتنا لجميع المصريين بسنة سعيدة مليئة بالأمل والعل والنجاح والبركة والتسامح، وكل سنة وأهلنا الأقباط طيبون ألف مرة عندا فى ياسر برهامى الذى يصر على نشر الكراهية والغلظة والفتنة وطائفية بين عموم المصريين المتحابين المتعايشين على اختلاف ديانتهم وأعراقهم ومشاربهم وتوجهاتهم السياسية والثقافية.
أزيدك يا برهامى، لن نكتفى بتهنئة أهالينا الأقباط بعيد الميلاد المجيد بل سنصلى معهم فى الكنائس، وسنحمى نحن المصريين فرحة عيد الميلاد فى عيون إخوتنا الأقباط، وإذا كنت ومن وراءك من الإرهابيين تراهنون على شق صفوفنا وإخافتنا، فإننا نقول لك، لن تنجح فى نشر الفتنة بيننا كما لن تنجح أنت وأتباعك المتطرفين فى إخافتنا أو اتباع منطقكم المريض، فمصيركم معروف، أما الباقى فهو السلام على الأرض وفى الناس المسرة.
سنقف بالآلاف حول الكنائس خلال صلوات إخوتنا الأقباط داخلها، ونحن نحمل الشموع ونردد معهم الابتهالات، وعندما ينتهون من صلواتهم سعداء فرحين، سنهنئهم بالعيد ونتمنى لهم ولنا ولبلدنا مصر سنة سعيدة آمنة.
أنت يا سيد برهامى فى قلبك مرض، وفى عقلك مرض، وفى عينك مرض، وما تفعله ليس سوى سعى خائب لتفتيت المجتمع المصرى إلى مسلمين وأقباط، وإشاعة نمط من التفكير الطائفى العنصرى البغيض، وهو الجانب التنظيرى والفكرى الشاذ الذى يسوغ للجماعات الإرهابية المسلحة أن تعتدى على الكنائس أو أتوبيسات الأقباط المسالمين فى ذهابهم لزيارة الأديرة أو حتى فى محالهم وبيوتهم، ومواجهة هذا الفكر المنحرف ليست مسؤولية الجيش والشرطة فقط، بل هى مسؤوليتنا جميعا فى دعم الأقباط ومودتهم وتدعيم أواصر المحبة القائمة بالفعل بين عنصرى المجتمع، لأن تدعيم التماسك المجتمعى بين المسلمين والأقباط هو خط الدفاع الأول ضد كلاب داعش والمتطرفين المنحرفين، وهو ما يجعل هجماتهم تتحطم تحت أقدام المصريين.
المشكلة يا سيد برهامى أنك وأمثالك تعيشون خارج الزمن والفهم والإبداع والحضارة وتمسخون الأمور فى صورها البدائية البسيطة التى تجاوزها العالم، وأنتم تفعلون ذلك حتى تنشئوا أجيالًا قابلة للهيمنة والسيطرة والتحريك وفق إشارة المسؤول أو الأمير فى هذه الحركة الدينية المزعومة أو تلك، وهذا أمر يجب مواجهته بحسم عبر تحجيم القائمين على هذه الحركة المزعومة، حتى يرتدعوا ويكفوا عن تسميم المجتمع بأفكارهم.
برهامى الذى يحلو له أن يضع قبل اسمه لقب «شيخ» ويتصدى للفتوى على صفحات التواصل الاجتماعى، لا ينشغل إلا بنشر الكراهية والفتنة بين المصريين ولا يفكر فى القضايا الأكثر إلحاحا بالنسبة للمجتمع المصرى، بل يعيش ويتمدد ويتضخم من شيوع الجهل والتفاهة بين الناس، ولذا تجده دائما ما يعادى إخوتنا الأقباط ويجهر بكراهيته لهم وعدم الرغبة فى التعامل معهم، كما تجده مرحبا دائما بالأسئلة التى لا محل لها ولا معنى التى يوجهها مجاهيل المنتسبين إلى الدعوة السلفية ومن لف لفها من الجماعات، لم نره يوما يزجر هؤلاء التافهين المتحامقين، لينشغلوا بما هو أنفع، ولم نجده يقدم قضايا العمل والإبداع والاجتهاد على ما سواها، كما لم نلمحه يدعو إلى الالتفاف حول قضايا الوطن بأن يؤدى كل فرد ما عليه من موقعه الوظيفى أيا كانت طبيعة عمله، على أساس أن الاجتهاد فى العمل أنفع لعموم المصريين.
أقولها صراحة، إن فتاوى برهامى وأشباهه من الغلاظ المتأسلمين أدعياء العلم والحضارة والمدنية، هى أحد الأسباب الرئيسية للكوارث التى نعيشها، ولن تنصلح أحوال البلاد إلا إذا تم الضرب على يديه ومحاكمته بتهمة تكدير السلم والأمن، فالفتوى الشاذة لم تكن الوحيدة لهذا الفظ الغليظ القلب، بل سبقتها فتاوى تعكس تطرفه وغلظته مثل تحريم توصيل سائقى الميكروباص والتاكسى للقساوسة إلى كنائسهم، والأفضل فى كل الأحوال أن نغيظ الأجلاف الصرحاء الذين يحرمون تهنئة شركائنا فى الوطن، وأن نكشف ازدواجية ودهاء من يضعون أقنعة اللياقة والمواطنة للوصول إلى أهدافهم السياسية، وأن نقول من قلوبنا لإخوتنا الأقباط «كل سنة وأنتم طيبين.. أعياد مجيدة».