من أجمل تهانى عيد الميلاد «نفسى أهديلك شجرة تظلّل عليك بوفرة، وتحميك من كلّ خطرة، وتعطيك أحلى ثمرة، كل عام وأنت بألف خير».
رب أجعل هذا البلد آمناً، بيان وزارة الداخلية المهم قبيل أعياد الميلاد ذو مغزى ودلالة يستنفر كل اليقظة والحذر من عناصر الشرطة والناس، ليست مهمة أمنية فحسب بل يقظة شعبية، عيون الأمن الساهرة، فالعدو غدار، والمتربصون كثر، وأعياد الميلاد دوماً على أجندتهم الإرهابية، لذا وجب الحذر.
وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة، وعلى أرض مصر السلام وبناسها الطيبين المسرة والفرحة والغبطة، «يا رب، لا عمر كاس الفراق المر يسقينا، ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا، وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا» هذا دعاء المحبين، «الله محبة، الخير محبة، النور محبة».
وصلتنى دعوات طيبات لحضور احتفالات إخوتى «على اختلاف طوائفهم» بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، فى المحروسة كنائسنا المحبوبة شتى تفتح أبوابها فى سلام لتستقبل المحبين، وكم تمنيت أن ألبيها جميعاً، فلا يصح التأخر عن عيد ميلاد من تحدث فى المهد صبيا: «قَالَ إِنِّى عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِى نَبِيًّا «30» وَجَعَلَنِى مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِى بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا «31» وَبَرًّا بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّارًا شَقِيًّا «32» وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا «33» ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ». صدق الله العظيم.
وأنصح كل من توجه له دعوة قداس عيد الميلاد أن يلبيها محباً، ومن يسكن جوار كنيسة عليه أن يغبّر قدميه فى سلام ليعيّد على إخوته ويتمنى لهم السلام والمسرة، ويشاركهم فرحة عيد الميلاد، ويستمع إلى دقات أجراس عيد الميلاد، أجراس عيد الميلاد ليست طقساً قبطياً بل طقس وطنى، أجراسك يا وطن.
أقول قولى هذا متشوقاً للاحتفال الكبير بعيد الميلاد المجيد ليلة الأحد فى كاتدرائية «ميلاد المسيح» بالعاصمة الجديدة، سيكون قداساً رائعاً، ستكون ليلة بألف ليلة، مصر كلها ستكون حاضرة ساهرة أمام قداس ولا أروع، قداس يغسل أحزان عام مضى، ويسعد قلوبا تتشوق إلى فرحة، ويغبط نفوسا عطشى إلى المحبة، ويمد إخوتنا بمدد من محبة المصريين، وعلى قول الفنانة الراقية أصالة نصرى: «لو تعرفوا بنحبكم ونعزكم كده أد إيه».
دعاء الصالحين أن يكون ميلاداً باهراً ينير أرض مصر، مبارك شعبى مصر، هذا دعاء السماء، إخوتنا يصلون لمصر وشعب مصر وأرض مصر، إخوتنا يحملون المحبة، فردوا التحية بأحسن منها، عيد الميلاد فرصة تسنح سنوياً لرد التحية، للتهنئة، للمودة، لتطييب الخواطر، تهنئة من محب لأخيه المسيحى بالدنيا وما فيها، لا تتخيلوا سعادة المسيحى بتهنئة أخيه المسلم، غبطة وفرحة ونور يتسلل إلى القلوب فيملؤها ضياء.
تهنئتك من محبتك، وبنوك المحبة أرصدتها لا تنفد، المحبة لا تباع ولا تشترى، ونحن شعب يحب الحب فى أهله ويكره الكره من أهل الكراهية، والكارهون يهزمهم الطيبون، وحصار الكراهية من موجبات المحبة، فإذا أحببت قل إنك تحب، وحب لأخيك، أراك جميلاً محباً، عبروا عن محبتهم فإن الكراهية تحاصرهم، جبل الكراهية عالٍ ولكن نهر المحبة يخترقه إلى القلوب.
مضت عقود وهم ينسجون فى ثياب الكراهية ويلبسونها ويصرخون بها ويكفّرون إخوتنا، ودونوا كراهيتهم فى كتب صفراء، ترتلها أفواه البغضاء، تنفسها صدور حاقدة، تبخ سُماً فى ماء النهر الجارى، النهر يغسل نفسه، يتطهر من آثامهم، اغسلوا قلوبكم فى نهر المحبة، وتطهروا فى مائه العذب، وتخارجوا من حالة الركون وانفروا إلى الكنائس فرحين، احضنوا فرحة إخوتكم، وكما قال طيب الذكر يوسف شاهين على لسان بطله صلاح الدين: هل هنأتم أخاكم عيسى العوام بعيد الميلاد المجيد؟