كان لى شرف لقائه والنقاش معه حول الأوضاع الحالية فى سيناء وما يراه من تطورات، وكذا توقعاته بشأن مستقبل أرض الفيروز، إنه الشيخ المجاهد عبدالله جهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء، الذى زار مقر «اليوم السابع» مؤخرا وأجرى معه الزميل عبدالحليم سالم حوارا شاملا نشرته «اليوم السابع».
أول ما يلفت النظر فى حديث الشيخ عبدالله جهامة صاحب التاريخ النضالى الطويل، هو الوعى العميق بما يراد لمصر من خلال إشعال منطقة شمال سيناء بالإرهاب وزرع ميليشيات التطرف وعصابات المسلحين على أرضها أملا أو وهما فى تمرير المشروع الصهيوأمريكى بوأد القضية الفلسطينية من خلال إنشاء مشروع وطن بديل فى غزة- العريش، وهو ما يعقب عليه بالقول: «مصر التى حاربت وانتصرت، ثم استعادت طابا بانتصار فى مجال التحكيم الدولى لن تفرط فى حبة رمل من سيناء، فمصر أبدا لن تكون مثل ليبيا أو اليمن أو سوريا، ولولا وعى الرئيس عبدالفتاح السيسى والقوات المسلحة ما نجونا من تلك المؤامرة».
نعم، تعرضت بلادنا لأكبر هجمة منظمة فى محاولة لسلخ الشريط الحدودى من رفح إلى العريش بدعم من القوى الكبرى وتل أبيب ومباركة من جماعة الإخوان الإرهابية للخلاص من القضية الفلسطينية بإلقائها بين البحر وغزة مع إضافة منطقة شمال سيناء إلى الدويلة البديلة، وأصبح شائعا وموثقا الآن تلك الاعترافات التى أدلى بها محمد مرسى لأبومازن حول دعمه للمشروع الصهيوأمريكى وكيف حول باراك أوباما نحو ثمانية مليارات دولار ثمن الصفقة لحسابات الإخوان بالخارج، ومن ثم عملت الجماعة على توطين مجموعة كبيرة من الفلسطينيين فى العريش ورفح المصرية من خلال إصدار بطاقات مصرية مزورة لهم وإطلاق أيديهم فى شراء الأراضى بتلك المنطقة على أنهم مصريون.
وعندما وجهت ثورة 30 يونيو ضربة إلى المشروع الصهيوأمريكى فى سيناء، اشتعلت نيران الإرهاب تحاول تثبيت واقع أن شمال سيناء مرتع للفوضى والقتال بين مسلحين والجيش والشرطة المصريين، وبالطبع حاولت قناة الجزيرة القطرية بلغتيها العربية والإنجليزية تصوير الأمور وفق المنظور الإسرائيلى، وكيف أن تلك البقعة غير المستقرة خاضعة لحكم المتطرفين، وهنا يقول الشيخ عبدالله جهامة، إن دويلة قطر تقود المؤامرات ضد بلدنا، وإنها تمول جميع العمليات الإرهابية التى تنطلق من أنفاق الشر فى غزة باتجاه الأراضى المصرية.
من ناحية ثانية، يؤكد الشيخ عبدالله جهامة، أن ما تحقق فى سيناء من تنمية شاملة ومن تعمير وإقامة بنية تحتية ومرافق ومستشفيات ومصانع وتجمعات للبدو وأبناء القبائل وتوفير فرص عمل، لم يتحقق منذ أربعين عاما، وكم كان تعبيره دقيقا عندما قال إن ما تحقق على أرضنا فى سيناء هو أمر غير مسبوق، ففى السابق لم تكن للدولة إرادة سياسية لتنمية تلك البقعة العزيزة من أرض مصر، أما اليوم فالرئيس السيسى والقوات المسلحة ومختلف أجهزة الدولة يعزفون سيمفونية رائعة من الأعمال الجبارة بدءا من مواجهة الإرهاب ودحره إلى مواجهة الفقر والبطالة بالتنمية الشاملة وصولا إلى إقامة مشروع متكامل لتعمير العمق الاستراتيجى لمنطقة القناة فى وسط سيناء.
الشيخ عبدالله جهامة يرى أن من حق أهالينا فى غزة الحصول على احتياجاتهم من السلع والأطعمة وكافة المستلزمات ولكن فى النور وبمعرفة أجهزة الدولة المصرية وليس من خلال التهريب فى أنفاق الشر التى تجلب لنا التطرف والإرهاب، وحاليا تم القضاء على معظم الأنفاق بعد ترحيل 3 كيلو من الحدود مع غزة، ودفع التعويضات لأصحاب المنازل الملاصقة للشريط الحدودى، لكن الأمور يجب أن تبدأ باقتناع الإخوة فى غزة أن التهريب ليس حلا ولن يتم السكوت عليه، وأن من يهرب الغذاء اليوم يمكن أن يهرب المخدرات والبشر والسلاح والإرهابيين غدا، كما أن مصلحة الفلسطينيين ليست أبدا فى استمرار حالة الانقسام والعداء بين غزة ورام الله، فالمصالحة الفلسطينية واجبة وتوحيد صفوف الفلسطينيين أمر حتمى، حتى لا تنشأ تنظيمات صغيرة متطرفة تبيع نفسها للشيطان مقابل المال وسلطة وهمية وهيمنة على مساحات تافهة من الأراضى وفى النهاية تكتشف أنها تخدم تل أبيب عبر الوسيط القطرى.
كل التحية للشيخ المناضل عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء، والراجال المرابطين فى أرض الفيروز ساهرين على حماية حدودنا الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة