أكرم القصاص

فى ميلاد المسيح.. سلام لروح الشهيد مصطفى عبيد وزملائه فى الجيش والشرطة

الإثنين، 07 يناير 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تستحق أجهزة الشرطة التحية على جهودها الكبيرة فى تأمين احتفالات رأس السنة والأعياد، خلال أسابيع عديدة نجحت قوات الأمن فى تأمين مئات الكنائس على مستوى مصر، وفى نفس الوقت تراجعت قدرة التنظيمات الإرهابية بشكل كبير نتيجة لنجاحات خلال القوات المسلحة والشرطة الشهور الأخيرة، وتحقيق انتصارات متعددة على جبهة مواجهة الإرهاب، وبالطبع فإن اكتشاف المحاولة الفاشلة لتعكير عيد الميلاد فى كنيسة مدينة نصر أنهى أى آمال للتنظيمات الإرهابية فى تحقيق أى شو إعلامى، وكان سقوط الشهيد الرائد مصطفى عبيد من قوات مكافحة المفرقعات شاهدا على هذه الجهود الجبارة التى يبذلها رجال الشرطة طوال شهور، وكان وعى شيخ المسجد والتحرك السريع من قوات مكافحة المتفجرات حاسما فى إفشال العملية البائسة، وانعكس هذا على شكل وحجم الجنازة الشعبية للشهيد البطل مصطفى عبيد، الذى ساهم فى أن يحتفل المصريون بميلاد المسيح عليه السلام.
 
الشهيد وزميله الجريح افتدوا المئات بالمواجهة، كاشفين عن هذه الجهود الجبارة فى مواجهة إرهاب هدفه تحقيق لقطة، ويعرف المتابعون لتحركات الإرهاب أن هناك احتمالات، ولو واحد فى الألف، لنجاح عملية وحتى فى الدول التى لا تواجه إرهابا معولما وممولا مثل الذى نواجهه طوال سنوات، وتلك التى تفرض إجراءات ضخمة تتعرض لعمليات مختلفة فرنسا بريطانيا ألمانيا، بينما مصر تواجه أنواعا من إرهاب متعدد، بعضه يسكن وسط المجتمع، ويعيش بين مواطنينا.
 
بالطبع فإننا كنا نتمنى ألا يسقط الشهيد الراحل، ونحس بمشاعر أسرته وأولاده، ونعرف أن ضباط المفرقعات يعملون فى ظروف شديدة الدقة والصعوبة، ومع التدريبات التى يتلقونها، فإنهم فى أحيان كثيرة يضطرون للتعامل مع عبوات بدائية، يصعب على الروبوت أو الأجهزة الحديثة التعامل معها، ويضطر الضابط الشهيد وزملاؤه للتعامل معها بصدر مفتوح، وينوبون عنا فى مواجهة الخطر، وهو جزء من علامات التعامل مع الإرهاب، وهدفه الأهم هو إثارة الخوف فى المجتمع وهو أمر لم ينجح فيه الإرهاب أبدا، حيث يتجمع الناس حول الأجسام بشكل يتجاوز كل خوف، مع الأخذ فى الاعتبار أن قوات مكافحة المفرقعات أصبحت تستخدم أجهزة حديثة وروبوتات، تقوم بالتعامل مع المتفجرات عن بعد. ونأمل أن تكتمل منظومة الكاميرات والمراقبة التقنية، لتضاعف من قدرات أجهزة الأمن على العمل، وتساهم أكثر فى صيانة أرواح إخوتنا وأبنائنا الذين يعملون فى مواجهة إرهاب تمارسه فلول وجرذان التنظيمات الإرهابية.
 
ومع هذا تبقى رسائل ما جرى فى كنيسة مدينة نصر شاهدة على الوعى لدى المجتمع بفئاته، تجاه التطرف والإرهاب، فقد كان بلاغ وتحرك شيخ المسجد لإبلاغ أجهزة الأمن، والتحرك السريع من ضباط المفرقعات، عاملا مهما فى إفشال خطط الإرهاب، وتأكيدا لمدى الوعى المجتعى بخطر الإرهاب، سواء على المجتمع أو على الاقتصاد فى السياحة والتنمية وغيرها.
 
والإرهاب فى مصر ليس محليا فقط بل هو جزء من خارطة إقليمية معقدة، ذات امتدادات خارجية، وجزء من شبكة متصلة على جبهات متعددة، ويكفى النظر إلى حجم وشكل وتوزيع التنظيمات الإرهابية فى سوريا والعراق وليبيا، لندرك حجم الجهد المبذول فى مصر لمواجهة هذه التنظيمات. فى عيد ميلاد المسيح، عليه السلام، سلام إلى روح الشهيد مصطفى عبيد وكل زملائه الأبرار فى الجيش والشرطة الذين افتدوا بأرواحهم شعبهم ومواطنيهم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة