يسعى إخوان سوريا بشتى الطرق لتنفيذ مخططهم نحو الاستحواذ على الحكم من خلال الاستعانة بالأتراك، وهو ما ظهر جليا من خلال مشاركة الجيش السورى الحر الذى يتألف من عدد من الفصائل الإسلامية السورية وعلى رأسهم جماعة الإخوان بسوريا، مع قوات رجب طيب أردوغان فى العملية العسكرية التركية ضد الشمال السورى.
المصلحة بين الإخوان وأردوغان متبادلة، فالأخير يستعين بفصائل الجماعة فى سوريا فى قتال الأكراد، وفى ذات الوقت تعتمد الجماعة على الدبابة السورية للوصول إلى حكم سوريا.
مشاركة الجيش السورى الحر الذى تشارك فيه جماعة الإخوان، فى العملية العسكرية التركية، كشف عنه مساعد الرئيس التركى ومدير الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، فى تصريحات له أول أمس الأربعاء قبيل انطلاق العملية العسكرية، عندما أكد أن الجيش التركي سيعبر مع الجيش السوري الحر الحدود مع سوريا وذلك مع بدء تركيا عملية عسكرية بالمنطقة.
فى الوقت ذاته باركت قنوات الإخوان التى تبث من مدينة إسطنبول التركية، العدوان التركى ضد السوريين، واعتبرت أنها ضرورة ويجب تأييدها تحت مزاعم أن تركيا تدافع عن نفسها، ووصفت الأكراد الذين يحاربهم أردوغان بأنهم إرهابيين، وهو مايؤكد هذا المخطط الإرهابى، حيث مارست قنوات التنظيم سواء الشرق أو مكملين أو وطن الإخوانية حملة دعاية لهذه العملية العسكرية عبر برامجهم ومذيعيهم.
وتعليقا على مساعى الإخوان حكم سوريا من فوق الدبابات التركية، قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذه المساعى الإخوانية هى أصل مشروع الإسلام السياسي في المنطقة مع انطلاق ما عرف بثورات الربيع العربي فقد سعوا لتحقيق ذلك بركوب تلك الانتفاضات الشعبية الغاضبة وحرفوها عن مسارها بتصعيد الحكم الإخواني بالمنطقة العربية بحيث يكون تابعًا ومواليًا لأردوغان ولمصالح تركيا وبالأحرى وكيلا لأردوغان في المنطقة.
وأضاف الباحث الإسلامى، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن هذا المشروع تتغير تكتيكاته ومناوراته مع تغير الظروف ومع التحولات والمستجدات بالمنطقة وصولًا اليوم للجوء الى الغزو العسكري المباشر لإسناد ميليشيات الإخوان المسلحة التابعة لأردوغان والتي كون منها ما يطلق عليه الجيش المحمدي وهم مرتزقة اخوان من كل الدول العربية يجمعهم مع أردوغان هدف مشترك وهو السيطرة على السلطة والحكم والثروة بالمنطقة العربية.
فيما قال الدكتور طارق فهمى استاذ العلوم السياسية ، إن هناك مخططا تركيا يستهدف وصول الإخوان إلى حكم سوريا من خلال تنسيق عملياتي واستراتيجي طويل المدي، مؤكدا أن الأتراك يسعون لفرض مخطط حكم سوريا عبر أدوات مباشرة وغير مباشرة والإخوان دافعهم في ذلك عبر تنسيق مشترك.
وأضاف فهمى ، أن الهدف أن الإخوان يريدون الوصول للحكم في سوريا عبر اَي دعم والفرصة سانحة عبر تركيا ، ومن ثم كان الدعم للجيش السوري الحر وإعداده وتجهيزه للمشاركة في هذا الإطار.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن تركيا تريد التمدد من سوريا إلي العراق والخليج عبر استراتيجية تولي الوكلاء الإخوان وعناصرهم والتفاهمات المقبلة ستتضح في الفترة المقبلة.
واستطرد الدكتور طارق فهمى ، أن الإخوان يتربصون بحكم سوريا ولديهم محفزات تركية ودعم غير مسبوق ، موضحا أن النظام السوري مازال يعمل في مناطق سوريا المفيدة ولن يتراجع ، وأن الإخوان عبر تركيا سيعودون لاستثمار المشهد وإعادة البحث عن دور كامل في التسوية المقبلة في سوريا والعمل علي التواجد كطرف مهم لا يمكن تجاوزه في الفترة المقبلة ، مؤكدا أن حكم سوريا من قبل الاخوان أو من خلال دعم تركي وارد في المواجهة الحالية والتي ستمتد .
وأردف استاذ العلوم السياسية ، أن هناك أهدافا مشتركة ومصالح متبادلة بين الطرفين ستدفع للعمل معا للوصول للهدف المصالح السياسية تستبق المصالح العسكرية.