فى مدينة العاشر من رمضان وعلى بعد عشرات الكيلومترات من قلب القاهرة، وبالتحديد فى المنطقة الصناعية الثالثة، كانت انطلاقة الثلاث أصدقاء لتصنيع وتجميع اللوحات المعدنية الكهربائية بدعم من جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة وصل لـ700 ألف جنيه، وفى طريقهم للتوسع الأفقى، والذى بدأ من مجرد فكرة وحلم لديهم ووصل إلى التصدير لخارج مصر، خاصة للكويت والسودان.
الأصدقاء الثلاثة خالد واكد، وسيد عبد الله، وأحمد صلاح، جمعهم الطموح والعمل لسنوات سويا فى تجارة وبيع المستلزمات الكهربائية واللوحات المعدنية الكهربائية، ولاحظوا خلال فترة عملهم هذا الكم من الأموال التى تنفقها الدولة فى استيراد اللوحات الكهربائية نظرا لدقتها واستخداماتها المتعددة فى كثير من المشروعات ذات الضغط المنخفض.
متابعتهم للسوق دفعت بالفكرة إلى أذهانهم، وقرروا أن ينتجوها فى مصر مع مراعاة الدقة والجودة العالية فى تصنيعها، لتكون صناعة محلية وإضافة للاقتصاد المصرى، وحينها بدأوا هم الثلاثة ومعهم 3 آخرين عام 2012 ثم تقدموا للصندوق الاجتماعي وقتها قبل تغيير اسمه لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، وحصلوا على قرض كبداية.
وبعد نجاحهم فى سداد القرض الأول بالتوازى مع كثير من الجهود لدارسة السوق وفتح تعاملات مع مختلف القطاعات، نجحوا أن ينالوا ثقة العديد من كبرى الشركات الدولية والمحلية التى انبهرت بمنتجاتهم، وبدأت مرحلة جديدة فى التعامل مع جهاز تنمية المشروعات ليطوروا من مشروعهم وسافروا وبحثوا عن أحدث المعدات التى تخدم مشروعهم، وهنا كانت المفاجأة حين اكتشفوا أن الماكينات الخاصة بليزر الحديد غالية الثمن فلجأوا للجهاز لتوفير تمويل وصل إلى 700 ألف جنيه واشتروا الماكينات واستعانوا بعمال وصل عددهم إلى 120 عاملا.
حين تدخل مقر المصنع تجد روحا مختلفة تسيطر على العاملين بالمكان، خاصة خلال تعاملهم مع المهندس خالد فتجد من يقترب منه ويهمس فى أذنه وآخر يداعبه بكلمة، فتجد يونس محمد وعبد القادر ومحمد يسرى ومصباح السيد ووليد عبد العاطى وعبد الله عبد المنعم وأحمد يعرفون بعضهم ويتبادلون التفاصيل التى تجمعهم فى العمل بمنتهى الحب، فهذه الروح كانت السبب الرئيسى فى النجاح، حيث يقول المهندس خالد إن العمال هم أساس أى مشروع، وتوفير سبل الراحة لهم والتواصل الإنسانى معهم يجعلهم يشعرون أنهم شركاء فى المشروع، وبالتالى تلتقى الإدارة مع العمال وينجح الكيان.
لم يتوقف مشروع الثلاثية، التى ضمت الأحرف الأولى من أصحابها، عند حد هذا المصنع الذى لم تتجاوز مساحته الـ 1250 مترا وإنما قرروا ضمن خطتهم الجديدة للتوسع بالحصول على مساحة 8 آلاف متر بالمنطقة الصناعية الخامسة وتجهيزها تمهيدا للتوسع الأفقى للمشروع، بعد أن ضاقت المساحة الأولى بحجم الإنتاج، ولم تتسع مساحة المصنع الأول رغم التوسع الرأسى فيها لحجم العمالة والإنتاج، ليكبر الحلم وهم فى طريقهم اليوم لتعاقد جديد مع جهاز تنمية المشروعات لتمويل الخطة الجديدة للتوسع ومتابعة دائمة من القائمين على الجهاز بالعاشر من رمضان رضا حجى ونبيل برهامى، اللذين دعموهما بشكل شجعهم على التوسع والإنتاج.
داخل المصنعين الجديد والقديم تجد الشركاء الثلاثة الكل يعمل فى تخصصه ولكن بالشورى مع الجميع ومعهم ناصر حسين المدير الإداري، فمنهم من يتعامل مع الجهات الحكومية والرقابية ومنهم من يهتم بالإنتاج والجودة، ومنهم من يهتم بالتسويق والتعاقدات، بالإضافة للاستعانة بـ11 مهندسا فنيا، حيث إن إنتاج وتصنيع اللوحات الكهربائية يمر بمراحل عديدة، منها التصميمات والحفر على الليزر وتشكيل الصاج والثنيات واللحام بالبنطة والتقفيل والدوائر الكهربائية والتشغيل والجودة.
خلية عمل متناغمة أدركت أن النجاح يحتاج من الجهد والتعب والمثابرة ما يجعل الأحلام حقيقة فى ظل دولة تعرف وتعى أهمية دعم أصحاب المشروعات الجادة ليواصلوا نجاحاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة