طوال 7 سنوات حقق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعض المكاسب من الفوضى فى سوريا، من خلال التحالف مع تنظيمات مثل داعش والنصرة، وهناك وثائق على ان بلال اردوغان كان همزة الوصل والتنسيق مع داعش لشراء النفط السورى والعراقى المسروق. كما ظهرت صور وفيديوهات للقوات التركية بجانب قوات داعش قبل ان يتلقى الهزيمة خلال العامين الأخيرين. كما كانت تركيا هى محطة دخول وخروج المقاتلين القادمين من كل انحاء العالم. كما تلقى الدواعش العلاج فى مستشفيات اسطنبول. وبالرغم من ان اردوغان يعلن انه يدخل سوريا لمواجهة الأكراد، فإن تركيا لم تواجه اى عمل عدائى من قوات سوريا الديمقراطية « قسد». وتصبح حجة مواجهة العدوان غير مقنعة.
اما التبرير الذى يقدمه اعلام تنظيم الإخوان بان الحملة هدفها مكافحة الإرهاب فقد بدت مضحكة، لأن الظاهر حتى الآن ان الحملة هدفها اطلاق سراح مقاتلى داعش، فى سجون « قسد» ، وتشير التقارير الصادرة حتى الآن أن القصف والعدوان التركى اتجه نحو عدد من السجون والمناطق التى يحتجز فيها الدواعش، وأعلنت الخارجية الالمانية فى بيانا لإدانة العدوان التركى مباشرة عن أن داعش هى المستفيد من هجمات الاتراك على سوريا. وذكرت نيوزويك أن إحدى القضايا الرئيسية في الاتصال الهاتفي بين ترامب وأردوغان، كانت تتعلق بحوالي 2000 من مقاتلي «داعش» تحتجزهم «قوات سوريا الديموقراطية» شمال شرقي سوريا، ورجح المسئول في مجلس الأمن القومي الأمريكى لـ»نيوزويك» بأنه سيتم إطلاق سراح بعض سجناء داعش في نهاية المطاف بسبب الفوضى، وسيظلون في المنطقة أو سيذهبون إلى مكان آخر للانضمام إلى القتال.
وتدعم هذه المعلومات، تقارير بأن القوات التركية ترافقها اعداد من المرتزقة تحت مسمى الجيش الوطنى السورى، فى تكرار لتجربة ما سمى الجيش السورى الحر، فيما حذرت تقارير عراقية من محاولة اعادة تنظيم داعش للحياة، من خلال توظيف الخلايا النائمة، وضم من يتم تهريبهم من سجون «قسد” الى الخلايا الهاربة، لتبدأ مرحلة جديدة. خاصة وان محللون روس منهم ايفا نوف تروسكى اشاروا الى أن اردوغان ربما يدين لداعش بالكثير ، وانه ربما تلقى تهديدات من قيادات التنظيم بالانتقام، ولهذا سبق ونفذت المخابرات التركية عمليات لتهريب مقاتلى داعش عبر صفققة اطلقت عليها بى بى سى “ الصفقة القذرة»، والتى تضمنت نقل مئات من الدواعش وإخراجهم فى اعقاب الهزائم التى تلقاها التنظيم قبل عامين. وانه عددا منهم اتجه الى تركيا. كما تم تنفيذ عمليات اغتيال للتخلص من بعض الدواعش، خوفا من كشف العلاقة مع اردوغان.
وفى الوقت نفسه كشفت مصادر تركية معارضة، عن ان المخابرات التركية منحت هويات جديدة لأعداد من داعش تم استقدامهم، خاصة الاثرياء ومن نجحوا فى نقل ثرواتهم، وساعدوا اردوغان فى نهب النفط والذهب من العراق وسوريا.
لكن رهان اردوغان على الاستمرار فى غزو سولاريا يصطدم بتحولات جرت خلال السنوات الأخيرة، سواء بهزيمة داعش، أو بتقارب ربما تفرضه الظروف الدولية وانسحاب القوات الأمريكية، بين قوات سوريا الديموقراطية ودمشق. حيث دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الأسبوع الماضى الأكراد ودمشق إلى الشروع في حوار لحل المشاكل بمنطقة شمال سوريا وضرورة حل المشاكل في سوريا عبر الحوار بين السلطة المركزية في دمشق وممثلين عن الأكراد، الذين هم سكان تقليديون لهذه الأرض».وأضاف إن روسيا تبذل «قصارى جهدها لإطلاق مثل هذه المحادثات الموضوعية»، مضيفا: «نأمل أن يدعمها كل اللاعبين الخارجين”.
ورحبت «الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا» للقوى الكردية ، بدعوة روسيا لحوار بين الأكراد ودمشق لحل التوتر شمال البلاد، طالبة من موسكو تولي دور ضامن في هذه العملية. وقالت الإدارة الكردية، إنها «أعلنت على الدوام أن الحل الأمثل من أجل نهاية الصراع والأزمة في سوريا يكمن في الحوار وحل الأمور ضمن الإطار السوري- السوري».موضحة: «نتطلع إلى أن يكون لروسيا دور في هذا الجانب داعم وضامن وأن تكون هناك نتائج عملية حقيقة كون هذا الإجراء هو من أجل خدمة ومصلحة عموم السوريين».
وربما يكون تخلى امريكا عن الاكراد مقدمة للانخراط فى حل سياسى، او على الاقل يمكن أن بقوى الاكراد فى مواجهة اردوغان. خاصة مع صعوبة رهان الرئيس التركى على داعش كحليف متوقع، فى ظل انتباه العالم لتحالف اردزوغان مع تنظيمات الإر هاب.