اتسم الموقف الإيرانى من العدوان التركى على شمال سوريا، بالميوعة والمرونة النسبية، بعكس مواقف طهران الأخرى الصارمة، تجاه أي عدوان كان يشكل أى خطر على حليفها بشار الأسد فى أى مرحلة من مراحل الأزمة السورية على مدار الـ 8 سنوات الماضية.
التصريحات الرسمية جاءت مرنة على نحو ما قال الرئيس حسن روحانى: "قلق تركيا على أمن حدودها الجنوبية مشروع، لكن إزالة هذا القلق ينبغى أن يتم بطرق صحيحة" الكلمة نفسها كررها وزير الخارجية جواد ظريف الذى قال "أمن تركيا لن يتحقق بغزو سوريا".
إيران وتركيا مخاوف أمنية واحدة واختلاف فى طريقة المعالجة
لعل تنامى الطموح الكردى بين أكراد كلا من سوريا والعراق وإيران لإقامة كيان كردى فى المنطقة الحدودية فى شمال سوريا والعراق وجنوب تركيا، قد يغزى النزعة الانفصالية بين أكراد طهران وأنقرة، هو قلق أمنى مشترك بين الدولة الإيرانية والتركية، يفسر تصريحات المسئولين الإيرانيين حيال إداركهم للمخاوف الأمنية التى تتخذ منها أنقرة ذريعة لشرعنة العدوان على هذه المنطقة التى تنشط فيها الجماعات الكردية.
ففى إيران يشكل الأكراد نحو 10% من السكان بحسب احصائيات غير رسمية يعيش معظمهم في إقليم كردستان والأقاليم الشمالية الغربية الأخرى على الحدود مع العراق فى محافظات كردستان وكرمانشاه وآذربيجان الغربية وايلام، وتراودهم طموح الانفصال قبل الثورة الإسلامية 1979، وفى تركيا يشكلون حوالى 15 إلى 20% من السكان، عاشوا صراعًا تاريخيا مع الدولة التركية نتيجة المعاملة القاسية وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
إذاً المخاوف الأمنية واحدة، لكن يختلف البلدين فى طرق المعالجة، الأمر الذى ظهر فى تصريحات المسئولين الإيرانيين، وبخلاف استراتيجية تركيا فى التطهير العرقى للأكراد، رأى وزير الخارجية جواد ظريف، أن "أمن تركيا لن يتحقق بغزو سوريا ودعا إلى القيام بوساطة بين الحكومتين السورية والتركية".
وترى طهران أن تأمين هذه المنطقة يكمن فى تقوية الجيش العربى السورى، ونشره فيها ومصالحة بين الأكراد السوريين وتعاونهم معهم، على نحو ما قال روحانى "ضمان أمن الحدود الشمالية السورية والجنوبية التركية، يتم عبر انتشار قوات الجيش السوري، داعيا الأكراد السوريين إلى المشاركة والتواجد إلى جانب الجيش والحكومة السورية، مشددا على ضرورة انسحاب الجيش الأمريكي من هناك.
"ولا يمكن فصل العدوان التركي على سوريا عن تفاهما أستانة التى تعد مساراً للحل السياس للأزمة، وتعتبر تركيا إحدى الدول الثلاثة (روسيا وايران وتركيا)، الضامنة لمخرجاته.
من جهته، دعا المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، تركيا إلى ضبط النفس ، ودعت تركيا إلى إيقاف عملياتها العسكرية في سوريا بشكل عاجل وخروج القوات التركية من الأراضي السورية.
وقالت إنه "مع إدراكنا للمخاوف الأمنية التركية، ندعو تركيا إلى إيقاف عملياتها العسكرية في سوريا بشكل عاجل، وسحب جميع قواتها العسكرية من الأراضي السورية"
.وشددت الخارجية الإيرانية على أن العملية العسكرية التركية لن تسهم في إزالة المخاوف الأمنية التركية، بل ستؤدي إلى أضرار مادية وإنسانية واسعة النطاق، مؤكدة معارضتها العملية العسكرية التركية داخل الأراضي السورية.
Eskenas
وعلى العكس ، جاءت ردود الفعل الإعلامية صريحة ومباشرة برفض العدوان وقتل الشعب السورى، حيث شجبت الاعلام الإيراني، ووصفت صحيفة إيران الحكومية، ما حدث بالإعتداء على الاراضى السورية، وقالت ان أردوغان شن حربا تحت مسمي "السلام"، صحيفة اسكناس كتبت على صفحتها الأولى في عددها اليوم السبت "نبع الدماء.. إبادة الأبرياء في الاعتداء التركى شمال سوريا".
وكتبت صحيفة افتاب يزد "إحياء الإرهاب من نبع السلام"، وقالت أن أردوغان استغل الأكراد ككارت يلعب به في الداخل والخارج، ويعتبر أن الأكراد تهديدا للأمن القومى، وعلى أساس ذلك يقول لشعبه أن الأحزاب الكردية داخل بلاده تهديد محتمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة