الجريمة الإلكترونية باتت هى الأخطر على المجتمع، لاسيما أن بعض الخارجين عن القانون يستغلون العالم الافتراضى فى ارتكاب جرائمهم وتطويع التكنولوجيا لصالح أعمالهم الإجرامية، حيث يتميز المجرم المعلوماتى بقدر من العلم وقدرة على استعمال تلك التقنيات، وبعضهم لديه مهارة فائقة، وهم من يطلق عليهم أصحاب الياقات البيضاء، حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون فى أماكنهم، والجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، ويتم استخدام التقنيات الحديثة فيها، وهناك دوافع مختلفة لارتكاب هذه الجرائم، "انتقام، إثبات ذات، ظهور فى دور البطل"، ويصعب الإثبات فى هذه الجرائم لسهولة محو الأدلة، ويتم استخدام تقنيات وفنيات عالية لضبط هذه الجرائم، وهناك سرعة فى الضبط وإقامة للأدلة.
ويلجأ البعض لجرائم سرقة صفحات الفيس بوك لابتزاز أصحابها بالأموال، خاصة عندما تكون الضحايا سيدات وفتيات، حيث ينجح المتهمون فى التسلل لـ"الشات" الشخصى بينها وأصدقائها والحصول على صور خاصة يساومها بها.
هذه الجرائم الإلكترونية التى يحقق من ورائها المتهمون مبالغ مالية كبيرة بسهولة ويسر، تكافحها أجهزة الأمن، والتى نجحت مؤخراً فى ضبط شخص بالبحيرة لاشتراكه مع آخر فى ارتكاب 23 واقعة نصب واحتيال على المواطنين واختراق حساباتهم الشخصية على موقع الفيس بوك بقصد ابتزازهم، ولم تك هذه القضية هى الأولى، حيث نجحت الشرطة قبل عدة سنوات من الآن فى ضبط شاب فى الإسكندرية يعمل مهندس اخترق الحواسب الشخصية لنحو 1270 أسرة وصورهم داخل منازلهم فى أوضاع مختلفة دون علمهم ثم ساومهم على الأموال، فضلاً عن ضبط مهندس آخر فى الشرقية اخترق 360 حاسبا شخصيا للمواطنين، وصورهم فى أوضاع مختلفة وطالب الفتيات بإقامة علاقات غير شرعية.
لك أن تتخيل أنه لدى إنشاء قسم الحاسبات ومكافحة جرائم الإنترنت فى 2002، كانت البلاغات طوال العام لا تتخطى 7 بلاغات، فيما وصلت الآن لعشرات مئات البلاغات فى العام، ومن المتوقع أن تزيد نسبة البلاغات، وضبط المتهمين المتورطين فى الجرائم الإلكترونية، طالما لدينا ثقافة إساءة استخدام الأشياء، وطالما غابت الأسرة عن دورها الرقابى، وانشغل الوالدين عن الأولاد وتركوهم فريسة للسوشيال ميديا، وطالما لا توجد أعمال درامية بشكل كبير هادفة تشجع على القيم الأصيلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة