ضغوط عدة تواجهها شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعى داخل الولايات المتحدة مع اقتراب انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020، وتزايد التحذيرات من دور "السوشيال ميديا" فى التأثير على الرأى العام وتغيير توجهات الناخبين والتضليل وبث الشائعات.
وتلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا الآن فى التأثير على قرارات مستخدميها بدءً من من التسوق عبر الإنترنت وحتى اختيار مرشحهم المثالى فى الانتخابات، اعتمادا على المعلومات المتوافرة من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.
هناك خلاف متزايد حول ما إذا كان من المقبول لهذه المنصات أن تقف إلى جانب شخص أو كيان أو تدعم فكرة محددة ففي نهاية الأمر تدار هذه المنصات من قبل أشخاص لديهم رأي أو يدعمون فكرة ما وهذا قد يؤثر على مصداقيتهم في حجب أو نشر المعلومات المتاحة.
وبحسب تقارير أمريكية، تخضع شركات المنصات التكنولوجية مثل فيس بوك وجوجل وأمازون وابل للتدقيق من قبل الكونجرس لتقييم ما إذا كانت تنتهك قواعد مكافحة الاحتكار.
الدور الخطير الذى تلعبه السوشيال ميديا ، دفع رئيس شركة وادى السليكون، مارك بينوف، للدعوة إلى حل موقع فيس بوك وتفكيكه مشيراً في تصريحات له على شبكة "سي ان ان" الامريكية إلى أنه يؤيد فكرة السيطرة على محتوى مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب بينوف كذلك بتعديل قوانين الاتصالات فى الولايات المتحدة الأمريكية التى مكنت الانترنت والشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي من عدم تحمل القدر الكافى من المسئوليات تجاه المحتوى المعروض على مواقعهم.
وهاجم رئيس شركة سيليكون فالي قرار فيس بوك الأخير بنشر إعلانات سياسية من حملة ترامب التي تحتوي على ادعاءات خاطئة. قائلا إنه لن ينشر مثل هذه الإعلانات إذا كان رئيسًا لفيس بوك، ودعا الكونجرس إلى إصدار تشريع يتطلب التأكد من دقة الاعلانات على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي المقابل دافع مارك زوكربرج مؤسس موقع فيس بوك عن الاسس الديموقراطية التي يعتمدها في إدارة شركته ـ على حد وصفه ـ حيث قال في تصريحات له في قناة فوكس نيوز إنه يؤمن بالديموقراطية ولا يعتقد ان الشركات الخاصة يجب ان تراقب اخبار وتحركات السياسيين.
كما دعم قرار تويتر بعدم حجب حساب الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعد الطلب الذي قدمته مرشحة الحزب الديموقراطي للرئاسة كاميلا هاريس فائلا ان في اعتقاده يجب أن يقرر الأشخاص ما هي المصداقية، وما الذي يريدون تصديقه ومن يريدون التصويت لصالحه دون تدخل او تأثير من أي طرف واضاف انه شئ لا يجب ان تؤثر به أي من الشركات التقنية.
وقال زوكربرج في مقابلته مع فوكس نيوز انه يعتقد ان في ظل الديموقراطية من المهم ان يرى الناس ما يقوله السياسيون في الحقيقة حيث ان الخطاب السياسي يتعرض للتدقيق الكثيف وهو الامر الطبيعي ويحدث بالفعل، واضاف ان موقف فيس بوك ليس غريبا حيث يتخذ الديموقراطية اساسا للسياسات الشركة المتبعة.
وقبل 4 سنوات ، وأثناء الانتخابات الرئاسية الماضية ، اتهم قيادات فى الحزب الديمقراطي حملة الرئيس الحالى دونالد ترامب، الذى كان يخوض الانتخابات فى ذلك الحين، بالاستعانة مع قراصنة روس لتضليل الرأى العام عبر منصات التواصل الاجتماعى فيس بوك وتويتر وغيرها، ولا يزال ملف دور السوشيال ميديا وتأثيرها على الرأى العام محل جدل داخل الولايات المتحدة منذ ذلك الحين، وتزايد مؤخراً مع اقتراب الانتخابات المقررة 2020.