عمرو عزت حجاج

تاريخ الإخوان بأقلام الإخوان (٥)

الأحد، 20 أكتوبر 2019 08:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وأعود للكتابة بعد انقطاع.. أعود بالعديد من التساؤلات.. تساؤلات شغلت عقلى وذهنى أيام ليست بقليلة جعلتنى أنهمك بحثا ومطالعة كى أجد لها إجابات واضحة ومحددة لا تحتاج الى لبس أو تأويل.
 
- هل الإخوان الإرهابيون المطالبون دائما بالديمقراطية، والمهاجمون دائما للأنظمة الحاكمة لأنها لا تطبق مفاهيم الديمقراطية.. هل يطبقونها داخل تنظيمهم؟!
 
- هل الإخوان الإرهابيون يحرصون داخل تنظيمهم، وفى صناعة القرار داخل الجماعة، على تدوير آليات التنظيم فيما يحكم العلاقة بين الفرد العضو والجماعة ؟!
- هل الإخوان الإرهابيون يحرصون داخل تنظيمهم على العلاقة بين المستويات القاعدية والمستويات القيادية ؟!
- هل الإخوان الإرهابيون يحرصون على إعمال وتنفيذ وترسيخ مفاهيم وآليات الديمقراطية داخل الجماعة؟!
 
عزيزى القارئ سأحاول جاهدا خلال السطور القليلة القادمة أن أقدم لك إجابات وافية عن هذه الأسئلة، ولكن لا تعتمد على اجتهادى أو تحليلى أو رؤيتى الخاصة لتاريخ وحاضر جماعة الإخوان المسلمين، وذلك حتى لا يتهمنى أحد بالتحيز لوجهة نظرى، وإنما سأقدم إجابات مستندة على آراء، وشهادات، وكتابات رموز إخوانية من أجيال مختلفة، وذلك من جيل التأسيس الأول الذى عايش المرشد الإمام حسن البنا، مرورا بكل التجارب ومسارات الصعود والهبوط التى شهدتها الجماعة وأيضا من خلال تعاقب المرشدين من المرشد الأول.
 
ولنبدأ معا الرحلة
يطالعنا الأستاذ فريد عبد الخالق، أحد رواد جيل المؤسسين عضو مكتب الإرشاد فى عهد المرشدين البنا والهضيبى، فى دراسته والتى تحمل عنوان "رؤية مستقبلية – فريد عبد الخالق" – مكتبة مدبولى – الطبعة الأولى ١٩٨٩. "خرجت من التنظيم مطالبا بمراجعة المقولات والآليات، حيث لا يوجد التزام بمبادئ الشورى، والعدل والمساواة وحرية الرأى والنقد، فضلا عن فرض السيطرة على الآخرين، وما يتبع ذلك من نزعة تقديس أشخاص القيادة، وتصنيف المسلمين حسب درجات الولاء للتنظيم أو قياداته".
 
ويحدثنا الطبيب حسان حتحوت أحد تلاميذ المرشد البنا والمقربين منه، وله يدين بصياغة شخصيته فى دراسته والتى تحمل عنوان "الإخوان المسلمين - دراسة حسان حتحوت": "ولهذا وجدنا لدى الجمعيات الإسلامية أفرادا أو جماعة – يقصد جماعة الإخوان المسلمين – ضيفا بالرأى الآخر، وتضييقا عليه، فضلا عن قيامهم بحشد الأتباع والأنصار آخذين منهم العهد فى السمع والطاعة، لا على تكريم الإنسان والمطالبة بحريته". 
 
ويلتقط طرف الحديث الأخ صالح عشماوى أحد قادة التنظيم الخاص، إذ يكتب فى ذكرى وفاة المرشد البنا فى صحيفة الدعوة الصادرة فى الثانى عشر من فبراير عام ١٩٥٢م قائلا: "عند أول عهدى بعضوية مكتب الإرشاد ثار البحث لدى، هل الشورى فى الإسلام ملزمة أم غير ملزمة؟ هل يتقيد فضيلة المرشد العام برأى مكتب الإرشاد أم المكتب هيئة استشارية يأخذ المرشد برأيها أو يخالفه إذا شاء؟. وقد كان رأى الإمام الشهيد أن الشورى ليست ملزمة له فمن الممكن أن يأخذ برأى المكتب ويجوز له أن يخالفه".
 
ويؤكد على شهادات الرواد والمؤسسين جيل الوسط
فيروى لنا الأخ سامح عيد أحد كوادر الجيل الوسيط لجماعة الإخوان المسلمين فيما أسماه "النقد الذاتى لفكر وتجربة الإخوان المسلمين" على لسان المرشد السابق مصطفى مشهور والذى أكد له نصا فى إحدى الجلسات "ولن تحقق الجماعة أهدافا، ولن تنجز أعمالا، الا إذا كان أفرادها يسمعون ويطيعون لقيادتهم تعبدا".
 
ويؤكد على رواية الأخ سامح عيد الدكتور ثروت الخرباوى المحامى والقيادى السابق بجماعة الإخوان، وذلك فى مقابلة مع قناة سى بى سى، مع الإعلامى عماد الدين أديب فى برنامج " بهدوء" إذ يقول "إن أعضاء جماعة الإخوان نشأوا على مبدأ السمع والطاعة، وتنفيذ الأوامر بلا نقاش أو تفكير، وإن ترقياتهم إلى مرتبة أعلى داخل الجماعة تعتمد على السمع والطاعة، وتطبيق الأوامر بحذافيرها حتى ولو دفع الإخوانى حياته ثمنا لهذه الطاعة. وفى نفس الوقت القيادات الإخوانية ترى نفسها فى مرتبة الرسول الذى حصل على توكيل رسمى لتبليغ الرسالة إلى البشرية، وأن طاعتهم وشرعيتهم مستمدة من التعاليم السماوية والسنة النبوية. إن محاور تشكيل التربية الفكرية للإخوان تبدأ بمدرسة حسن البنا، حيث يتم تضخيم الذات ويتدرج الأمر إلى صحابة رسول الله، ثم يرتقى حتى يوصف بأنه قرآن يمشى على الأرض، حتى يرسخ فى ذهن الإخوانى أن قياداته تحمل رسالة الدعوة إلى دين الإسلام وعداهم ليسوا بمسلمين".
 
والآن عزيزى القارئ وبعد نهاية رحلتنا
- هل تيقنت أن تنظيم الإخوان الإرهابى عبر تاريخه نموذج للكيان الذى يسير خلف رجل واحد - المرشد - فما يقوله هو الصواب وما يفعله هو الحق، وأنه لا قيمة لتعدد الأراء داخل الجماعة؟
- هل تيقنت أن داخل تنظيم الإخوان الإرهابى لا يوجد معنى للاختلاف الذى حث عليه الإسلام الحنيف باعتباره الضمانة الأساسية لتحقيق العدل والاستقرا؟
- هل تيقنت أن تنظيم الإخوان الإرهابى ما هو إلا عصابة من المتطرفين تأتمر بأمر مرشدها كأى عصابة من قطاع الطرق؟
 
 "الإخوان الارهابيون.. ذئاب فى الخفاء.. نعام فى العلن".. وللحديث بقية..
 
عمرو عزت حجاج
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة