كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن الخروج من المكان الدافئ إلي البارد يمكن أن يصيبك بالمرض، لقد حذرتك والدتك ومن قبلها جدتك لهذا، وبالفعل كن على صواب، حيث أكد الباحثين إن التعرض لفترات طويلة للبرد يقتل 40 ألف شخص في المملكة المتحدة كل شتاء.
الخروج فى الطقس البارد يعرضك للمرض
وقالت الصحيفة، تتكاثر فيروسات الأنف أكثرعندما تنخفض درجات الحرارة في تجويف الأنف، وقد يكون للخروج في الأجواء الباردة دون معطف أوبشعر مبلل في طقس الشتاء البارد، فرصة للإصابة بالأنفلونزا القاتلة.
مع عودة الرياخ الخريفية، يتوقع بعض الخبراء أسوأ فصل شتاء منذ 30 عامًا، فإن تأثير الطقس البارد على الصحة هو سؤال مهم.
الخروج الى البرد يجعلك مريضا
إن التعرض لفترات طويلة للبرد عادة من خلال البيوت التي يتم تسخينها بشكل سيئ، يقتل حوالي 40 ألف شخص في المملكة المتحدة كل شتاء. وقالت الصحيفة، يتوفى الكثيرون من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، الناجمة عن التعرض المستمر لدرجات حرارة منخفضة في الأماكن المغلقة (18 درجة مئوية أو أقل)، مما يجعل الأوعية الدموية الخاصة بهم متوقفة، حيث يحاول الجسم الحفاظ على درجة حرارة الجسم الأساسية من حوالي 36 إلى 37 درجة مئوية، هذا يعني أن على القلب ضخ الدم بقوة أكبر عبر الأوعية الدموية الضيقة، مما يزيد من ضغط الدم، ويزيد من فرص الوفاة لدى من يعانون من مشاكل قلبية حالية، وخاصة عند عدم ارتداء معطف أو بشعر مبلل أثناء الطقس البارد،حيث يعرض الأشخاص الأصحاء للخطر.
وجدت دراسة تاريخية في جامعة ييل بالولايات المتحدة أن فيروسات الأنف التي تسبب نزلات البرد تتكاثر بشكل أكثر فعالية عندما تنخفض درجات الحرارة في تجويف الأنف فجأة (في هذه الحالة إلى حوالي 33 درجة مئوية من درجة حرارة الجسم المعتادة البالغة 37 درجة مئوية).
يحدث هذا الانخفاض في درجة الحرارة في الأطراف مثل الأنف، عند الانتقال من المنزل الدافئ، إلى الخارج البارد.
وكشفت الدراسة التي أجريت عام 2015 على الفئران، أن الفيروسات تزدهر في درجات حرارة منخفضة جزئياً لأن جهاز المناعة في الجسم أقل قدرة على إنتاج البروتينات اللازمة لتدمير الكائنات الغازية عندما تكون الظروف أكثر برودة.
وقال الباحثون: " كلما انخفضت درجة الحرارة، انخفضت الاستجابة المناعية للفيروسات، وبعبارة أخرى، فإن "حكايات الجدات " حول أهمية الدفء خاصة حول الرأس لتجنب المرض كانت صحيحة طوال الوقت.
يقول البروفيسور رون اكليس، من مركز Common Cold في جامعة كارديف: "نعلم أنه عندما يقضي الناس مزيدًا من الوقت في منازلهم معًا، تنتشر العدوى". ‘لكنني لا أعتقد أن هذا هو السبب الوحيد لزيادة مرض الشتاء، حيث أن الهواء البارد يجعل الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك مئات الأوعية الصغيرة في تجويف الأنف تضيق، مما يقلل من كمية الدم التي تنقل الخلايا المناعية المضادة للعدوى التي تتدفق إلى المنطقة، قد يكون هذا سببًا آخر لأن تعرضك للبرد والخطر أكثر، على افتراض أنك تحمل بالفعل فيروس البرد بالفعل.
كما أن انخفاض درجة الحرارة يؤدي إلى إبطاء حركة الأهداب، والخلايا الصغيرة التي تشبه الشعر في تجويف الأنف، الذي ينقل المخاط، والبكتيريا والفيروسات التي يصيدها إلى خارج الأنف، حيث تزدهر الفيروسات والبكتيريا في هذه البيئة الرطبة، وإذا لم يتم "تحريكها" بسرعة عن طريق التأثير في الأهداب، فيمكنها ان تتمكن منك، وتسبب العدوى.
أن هناك سبب وجيه للنصيحة القديمة، لأن أسلافنا كانوا أكثر تعرضًا لهذه المشاكل مما نحن عليه اليوم، لأنهم سافروا سيرًا على الأقدام أو بالحصان، وكانوا على دراية تامة بتأثير الطقس البارد على صحتهم.
ينصح البروفيسور إكليس بضرورة تغطية أنفك وفمك عند الدخول الى مكان بارد، خاصة إذا كنت عرضة للربو أو التهابات الصدر، هذا يسخن الهواء عندما يتم استنشاقه.
يقول البروفيسور إيان بافورد، المتخصص في طب الجهاز التنفسي بجامعة أكسفورد، إن التعرض للهواء البارد هو سبب شائع للصفير وضيق التنفس لدى الأشخاص المصابين بالربو، بسبب شيء يسمى الاستجابة المفرطة، ببساطة، رئتيهم أكثر حساسية للتغير المفاجئ في درجة الحرارة من الشعب الهوائية.
يحذر من أن الخروج بالشعر المبلل في فصل الشتاء، أو عدم ارتداء غطاء للرأس، لأنها معرضه لفقدان الحرارة بسرعة، يبدأ الجسم أيضًا في فقدان الحرارة، مما يجعل الرأس أكثر برودة، وقد وجد أيضًا أنه يسبب الجيوب الأنفية المؤلمة، وكذلك ألم العين الخلفي، وهو نوع من الصداع يتضمن ألما حادًا مؤقتًا خلف العين.
الطقس البارد يعرضك للخطر
وجدت دراسة أجريت عام 2017 في جامعة ماستريخت بهولندا، أن الانتقال بشكل متكرر من الجو الساخن إلى البارد، يزيد من سرعة التمثيل الغذائي في الجسم، وهو المعدل الذي يحرق به السعرات الحرارية. حيث يكون الجسم أقل حساسية للإنسولين، أو إذا كان ينتج كمية أقل من الهرمون، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم الجلوكوز في مجرى الدم ومرض السكري من النوع الثاني، في الاختبارات، وجد العلماء أن التعرض المفاجئ لدرجات الحرارة الباردة لمدة عشرة أيام متتالية، كان له تأثير قوي على مرضى السكري من النوع 2 مثل بعض الأدوية الشائعة الاستخدام.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة