كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن التعايش لسنوات طويلة مع الشعور بالحموضة، يمكن أن يؤدي إلى السرطان عن طريق تعريض الخلايا في المريء إلى حمض المعدة.
حرقة المعدة والحموضة المستمرة تسبب سرطان المرىء
وقالت الصحيفة، إن هناك حوالى 650 ألف شخص في بريطانيا يعانون من مرض "باريت"، ويتم تشخيص 150 ألف منهم فقط، بسبب عدم معرفة كيف يمكن أن يؤدى الحمض أو حرقة المعدة على المدى الطويل لسرطان المرىء، حيث إن الخلايا الموجودة في بطانة المريء، تبدأ في التصرف بشكل غير طبيعي، مؤدية لسرطان المرىء.
وتحدثت الصحيفة عن حالة مريض يسمى بيتر دينسون، موضحة أنه بعد 20 عامًا من التجشؤ وحرقة المعدة، صدم بيتر بتشخيصه بسرطان المريء، فقد تطور السرطان لديه من حالة ما قبل السرطانية تسمى "مريء باريت"، بحيث تبدأ الخلايا الموجودة في بطانة المريء في التصرف بشكل غير طبيعي يؤدى لتلف خلايا المرىء.
وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من أن ملايين الأشخاص الذين يعانون من حرقة أو ارتداد الحمض ليسوا معرضين لخطر الإصابة بالسرطان، إلا أن الأطباء يقولون إن الذين يعانون من أعراض مستمرة لمدة 3 أسابيع، أو أكثر، يجب أن يخضعوا للرعاية الطبية، بدلاً من الاعتماد على العلاجات دون وصفة طبية.
قال بيتر الذى أصيب مؤخرا بسرطان المرىء، 66 عاماً: "تحدث الهجمات عدة مرات في الأسبوع ، عادة عندما أذهب للنوم والاستلقاء"، حيث تستمر لمدة 15 دقيقة، أو في بعض الأحيان لفترة أطول، لم أستطع النوم عندما كنت أقطع كل بضع ثوان، أصبحت لعنة حياتي، لكنني لم أكن أعتقد أنها كانت تسبب مضاعفات اكثر من ذلك.
الحموضة او حرقة الفؤاد
واعتقد بيتر، وهو مهندس مدرب متقاعد من جيلينغهام، إن عسر الهضم لديه أمر تافه للغاية ، وألقى باللوم في حبه للكباب، والضفادع في الفطور، ووجبات الإفطار الإنجليزية الكاملة، مشيرا إلى أنه كان يتناول الطعام الدهنى السريع غير الصحى، موضحا أنه كان يتناول أقراص لعلاج حرقة المعدة بسبب عاداته الغذائية السيئة، وبعد ما يقرب من عقدين من المعاناة، زار بيتر أخيرًا عام 2016 طبيبه العام، الذي نصحه بتجنب الأطعمة الدهنية.
ارتجاع المرىء
وقال إنه قام بإجراء منظار للمعدة، وبعض اختبارات الدم التي أعقبتها، اكتشف أنه مصاب بسرطان المريء في مرحلة مبكرة، يؤثر على بضعة سنتيمترات من بطانة المريء.
ويقول الدكتور جاسون دان، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جويز وسانت توماس، في لندن، أن هناك أيضا نقص في الوعي بأنه في بعض الحالات يمكن أن يؤدي ارتداد الحمض المستمر إلى باريت، والذي يمكن أن يؤدي للسرطان، رغم أن هناك خطرًا منخفضًا للإصابة بسرطان المريء مع باريت، ولكن إذا بدأت الخلايا التي تبطن المريء في التصرف بشكل غير طبيعي، فإن خطر السرطان يرتفع من 0.5% سنويًا إلى 15%.
وأضاف، إنه بالنظر إلى كاميرا المنظار، يبدو المريء أحمرًا وملتهبًا، كل عام، يتم تشخيص حوالي 9000 شخص بسرطان المريء، ويودي بحياة 8000 شخص منهم.