توجد لقاحات تمنع الإصابة بالإنفلونزا، ولكن يتعين على المتخصصين الحفاظ على إنتاج لقاحات تستهدف سلالات معينة من الإنفلونزا إذا أرادوا أن تكون هذه الاستراتيجية الوقائية فعالة، ولكن هل يمكن للعلماء ابتكار لقاح واحد ضد السلالات الفيروسية المسببة للإنفلونزا؟
تعد الإنفلونزا واحدة من أكثر الأمراض انتشارًا في جميع أنحاء العالم، ووفقا لتقرير موقع "medicalnewstoday"، هناك نوعان من السلالات الفيروسية - سلالة A B – " وهى المسئولة عن الإنفلونزا.
ونظرًا لوجود سلالات فيروسية مختلفة فيجب على الأطباء إعطاء اللقاح الصحيح في كل مرة، ويحتاجون إلى استخدام مصل واحد يستهدف السلالات والأنواع الفرعية المحددة التي يتم تداولها في السكان ليكون هذا النهج الوقائي ناجحًا.
هل يقترب الباحثون من تطوير لقاح واحد؟
حتى الآن، لا يوجد "لقاح عالمي" يمكن أن يستهدف جميع فيروسات الإنفلونزا بشكل فعال، ولكن توصل فريق من الباحثين من كلية إيكان للطب في مدينة نيويورك، إلى مقاربة جديدة يمكن أن تغير طريقة تفكير العلماء في استهداف الفيروسات.
وقد يوفر هذا النهج أيضًا في المستقبل طريقًا لابتكار لقاح الإنفلونزا العالمي، كما يشير الباحثون في ورقة الدراسة التي نشروها مؤخرًا في "The Lancet Infectious Diseases".
وأشار الباحثون إلى أن بروتين يسمى "هيماجلوتينين" موجود على سطح فيروسات الإنفلونزا ويوجههم نحو الخلايا المضيفة التي يصيبونها بعد ذلك، هذا البروتين يوجد به مكونان: أحدهما يسمى "الرأس"، والآخر يسمى "الساق"، والذي يختلف بدرجة أقل بين السلالات الفيروسية، على أساس هذه الخصائص، وقرر الباحثون محاولة تطوير لقاح يستهدف ساق الهيماجلوتينين.
وفي المرحلة الأولى من التجارب السريرية اختبر الباحثون العديد من نظم التطعيم المختلفة لتحديد تلك التي يمكن أن تحفز جسم الإنسان على إنتاج أجسام مضادة قادرة على الحماية من الإنفلونزا بشكل عام.
أحد هذه الأساليب لقاح واحد - باستخدام لقاح فيروس الإنفلونزا المعطل القائم على هيماجلوتينين كما وصفه الباحثون - كان ناجحًا في تنشيط الأجسام المضادة التي تحارب عدة أنواع مختلفة من فيروس الإنفلونزا .
ولاحظ الباحثون أن اللقاح أحدث استجابة واسعة من الأجسام المضادة، والتي لم تكن متفاعلة فقط لفيروس الإنفلونزا البشري المتداول حاليًا ولكن أيضًا لأنواع فرعية من فيروسات إنفلونزا الطيور والخفافيش.
وأضافوا: "كان من المفاجئ أن نجد أن التركيبة غير المعطلة بالمواد المساعدة تسببت في استجابة قوية للغاية لمكافحة الساق، مما يشير إلى أن تطعيما واحدا قد يكون كافياً للحث على الحماية من فيروسات الإنفلونزا الوبائية التي لم تظهر بعد".
وتشير النتائج إلى أننا نتحرك نحو لقاح فيروس إنفلونزا عالمى لكن هذه النتائج لا تزال مؤقتة، وستتاح نتائج إضافية عند الانتهاء من الدراسة في نهاية عام 2019.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة