مجدى يعقوب بروفيسور القلب العالمى، لم يدرك الكثير أنه واحداً من أبناء مركز بلبيس محافظة الشرقية، إلا أنه عاشق لمحافظة أسوان وأهلها الطيبين، ولعل طقسها الجاف صيفاً وشتاء هو ما دفعه لاختيار موقع مركزه لعلاج القلب فى محافظة أسوان أقصى جنوب مصر، والذى بدأ العمل فيه منذ عام 2009 .
وفى لافتة إنسانية طيبة، استجاب الدكتور مجدى يعقوب جراح القلب العالمى، إلى طلب مواطن نوبى بمحافظة أسوان باستضافته فى منزله بقرية بلانة أول بمركز نصر النوبة، وتناول كوب الشاى معه برفقة وفد من أطباء القلب الدوليين.
قال ناصر عادل توفيق، صاحب منزل استضافة "يعقوب"، إن الدكتور مجدى يعقوب كان فى زيارة لتفقد فرع مركز القلب بأسوان، وهو مركز خصصه لأبحاث القلب فقط بقرية بلانة أول، وتم إنشاؤه وافتتاحه منذ عام مضى، وأثناء تفقده المركز من الداخل برفقة وفد أطباء قلب دوليين من استراليا وموزمبيق، دار حديث بين الطرفين للاستفسار عن الخدمة التى يقدمها المركز فى الكشف على بعض الحالات من أهالى القرية بالمجان.
وأضاف المواطن النوبى، لـ"اليوم السابع"، أن مع بداية إنشاء مركز الأبحاث الجديد رحب أهالى القرية ترحيباً واسعاً بهذه الفكرة وتبرعوا بقطعة أرض ملاصقة لمقر مركز الأبحاث الذى تم إنشاؤه بديلاً لمقر جمعية أصدقاء المرضى بعد أن مبنى مجهز وأضيف له بعض التجهيزات اللازمة لمركز القلب الجديد، حتى أصبح شبيهاً تماماً بمركز القلب الموجود فى مدينة أسوان.
وتابع ناصر توفيق، بأنه كان برفقة أسرته زوجته وابنته داخل مركز الأبحاث والذى يقدم خدمات الكشف المجانى على بعض الحالات من أهالى نصر النوبة، وعلق قائلاً: "كان من حسن حظنا تصادف موعد الكشف مع زيارة الدكتور مجدى يعقوب"، موضحاً بأنه طلب من جراح القلب العالمى أن يزور أحد البيوت النوبية برفقة الوفد المرافق له، وهو ما استجاب له على الفور دون تردد، مشيراً إلى أنه جهز "قعدة" أمام منزله وقدم له الشاى النوبى المميز الذى طلبه الدكتور مجدى يعقوب خصيصاً ومن شدة إعجابه بـ"الشاى" تناول منه كوبين بدلاً من واحد، ثم دار حديث باسم بين الحضور، موجهاً له الشكر على الخدمات الطبية التى يقدمها مجدى يعقوب لأهالى أسوان خاصة وأهالى مصر عامة.
وكشف صاحب منزل الاستضافة، عن أن الدكتور مجدى يعقوب أعرب له عن حبه الشديد لأسوان وأبناء هذه المحافظة الطيبة واصفاً إياهم بـ"أجدع ناس"، مشيراً إلى أن الدكتور مجدى يعقوب يتمنى أن يقابل أهل أسوان جميعاً ويشكرهم على مساندته فى دعم مركز القلب، ولكن يمنعه ارتباطاته الكثيرة ووقته الذى وهبه لعلاج المرضى، بالإضافة إلى أنه لا يجيد التحدث أمام وسائل الإعلام أو عبر المنصات وأمام الجمهور "بحسب ما ذكر المواطن النوبى على لسان يعقوب".
وأشار إلى أن الدكتور مجدى يعقوب كان يرافقه وفد مكون من 4 أشخاص آخرين من بينهم أطباء دوليين من أستراليا وموزمبيق، لتفقد المركز الجديد لأبحاث القلب بالقرية والذى تم افتتاحه منذ عام ولم يأتى لزيارته منذ ذلك التوقيت.
يذكر أن السير مجدى حبيب يعقوب من مواليد 16 نوفمبر 1935 وهو بروفيسور مصرى بريطانى وجراح قلب بارز، من مواليد مدينة بلبيس محافظة الشرقية، لعائلة قبطية أرثوذكسية، وتنحدر أصولها من المنيا، درس الطب فى جامعة القاهرة، وتعلم فى شيكاغو، ثم انتقل إلى بريطانيا فى عام 1962 ليعمل فى مستشفى الصدر بلندن، ثم أصبح أخصائى جراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد ومدير قسم الأبحاث العلمية والتعليم، وعُين أستاذاً فى المعهد القومى للقلب والرئة عام 1986، واهتم بتطوير تقنيات جراحات نقل القلب، ثم قام بعملية نقل قلب للمريض دريك موريس، والذى أصبح أطول مريض نقل قلب أوروبى على قيد الحياة حتى موته فى يوليو 2005، ومن بين المشاهير الذين أجرى لهم عمليات كان الكوميدى البريطانى إريك موركامب، ومنحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس فى عام 1966، ويُطلق عليه فى الإعلام البريطانى لقب "ملك القلوب".
وحين أصبح عمره 65 سنة اعتزل إجراء العمليات الجراحية واستمر كاستشارى ومُنظر لعمليات نقل الأعضاء، وفى عام 2006 قطع الدكتور مجدى يعقوب اعتزاله العمليات ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع فى مريضة بعد شفاء قلبها الطبيعي، حيث لم يزل القلب الطبيعى للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة، والتى قام بها السير مجدى يعقوب.
وحصل على زمالة كلية الجراحين الملكية بـلندن، وحصل على ألقاب ودرجات شرفية من كلا من: جامعة برونيل، وجامعة كارديف، وجامعة لوفبرا، وجامعة ميدلسكس "جامعات بريطانية"، وكذلك من جامعة لوند بـالسويد، وله كراس شرفية فى جامعة لاهور بـباكستان، وجامعة سيينا بـإيطاليا.
وفى عام 1983 قام بعملية زرع قلب لرجل إنجليزى يُدعى جون مكافيرتى ليدخل بسبب تلك الجراحة موسوعة غينيس كأطول شخص يعيش بقلب منقول، وذلك لمدة 33 عام حتى توفى جون فى 2016، وتم منحه جائزة فخر بريطانيا فى 11 أكتوبر 2007، والمقدمة على الهواء مباشرة من قناة اى تى فى البريطانية بحضور رئيس الوزراء غوردن براون، والجائزة تمنح للأشخاص الذين ساهموا بأشكال مختلفة من الشجاعة والعطاء أو ممن ساهم فى التنمية الاجتماعية والمحلية. ارتئت لجنة التحكيم أن الدكتور يعقوب قد أنجز أكثر من 20 ألف عملية قلب فى بريطانيا، وساهم بعمل جمعية خيرية لمرضى القلب الأطفال فى دول العالم النامية، ولا يزال يعمل فى مجال البحوث الطبية، لذا تم اختياره من لجنة التحكيم ليكون الشخصية البارزة فى الحفل، وتم تسليمه الجائزة فى نهاية الحفل مع حضور عشرات الأشخاص الذين ساهم الدكتور يعقوب بإنقاذ حياتهم على خشبة المسرح.
كما حصل الدكتور مجدى يعقوب على وسام الاستحقاق البريطانى لسنة 2014 من الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، وفى القرار الجمهورى رقم 1 لعام 2011 تم التصديق من الرئيس السابق محمد حسنى مبارك يوم 6 يناير 2011 على منح الدكتور "مجدى حبيب يعقوب" وسام قلادة النيل العظمى لجهوده الوافرة والمخلصة فى مجال جراحة القلب، وقد استلمها بنفسه فى حفل خاص أقيم على شرفه.
ونجح فريق طبى بريطانى بقيادة الدكتور "مجدى يعقوب" فى تطوير صمام للقلب باستخدام الخلايا الجذعية، وهذا الاكتشاف الذى سيسمح باستخدام أجزاء من القلب تمت زراعتها صناعيا فى غضون ثلاثة أعوام. يقول الدكتور "مجدى يعقوب" أنه فى خلال عشرة أعوام سيتم التوصل إلى زراعة قلب كامل باستخدام الخلايا الجذعية، وكان الفريق الطبى نجح فى استخراج الخلايا الجذعية من العظام، وزرعها وتطويرها إلى أنسجة تحولت إلى صمامات للقلب، وبوضع هذه الخلايا فى بيئة من الكولاجين تكونت إلى صمامات للقلب بلغ طولها 3 سنتيمتر.