أزمات كبرى يعانيها الاقتصاد القطرى فى الآونة الأخيرة بعد قرابة عامين ونصف العام من المقاطعة العربية، فمع اقتراب مونديال 2022 الذى أنققت عليه الإمارة مليارات الدولارات لتهيئة البنية التحتية لتمريره دون عواقب، يتعرى اقتصاد قطر يوماً تلو الآخر وتسقط عنه الهالة التى حاول أن يرسمها إعلام قناة الجزيرة وفلول الإخوان وقنواتهم المشبوهة.
وحول هذا الأمر، كشف استطلاع ولكالة رويترز عن انخفاض توقعات النمو الاقتصادى فى قطر فى ظل تراجع القطاعين النفطى وغير النفطى.
وقالت الوكالة فى تقرير لها، الأربعاء، أن استطلاع أجرته لـ 25 من خبراء الاقتصاد فى الفترة من 8 إلى 21 أكتوبر قد وجد أنهم يتوقعون أن ينمو الناتج المحلى لقطر بنسبة 2% فى عام 2019، و2.4% فى عام 2020، و2.3% فى عام 2021. وقبل ثلاثة أشهر، كانت توقعات النمو لقطر 2.5% فى عام 2.019، و2.9% لعام 2020، و3.2% فى 2021.
وقالت رويترز، إن البيانات الحكومية هذا الشهر أظهرت تقلص اقتصاد قطر بنسبة 1.4% فى النصف الثانى من العام مقارنة بما كان عليه الوضع فى العام الماضى، وتأثرت بتراجع قطاعى التصنيع والبناء.
وقال جيمس سوانستون، من كابيتال كوميكس أن التقلص كان أضعف من المتوقع، مضيفا أنه نابع من التراجع فى الدخل النفطى وغير النفطى أيضا.
وتابع الخبير الاقتصادى، قائلا، إن الحكومة قد نفذت الكثير من مشروعات البينية التحتية لـ كأس العالم 2022 ، وأغلبها الآن يقترب من الانتهاء، مضيفا أنه من المستبعد أن يستمر الارتفاع الذى تحقق مؤخرا فى نمو القطاع الخاص، وتوقعت كابيتال إيكونوميكس أن التقلص سيكون بنسبة 0.3% فى العام الحالى، قبل أن يتعافى فى عام 2021 ليصل على 2.5%.
قطر.. بذخ يفاقم جراح الاقتصاد
الخسائر القطرية لم تكن رادعاً لحالة البزخ التى تقدم عليها إمارة الإرهاب، وسياسات تميم بن حمد التى تتسم بالتخبط، فبحسب ما نشرته صحيفة فينانشيال تايمز ، افتتحت الدوحة مؤخراً خط مترو لنقل جماهير المونديال المرتقب، إلا أن ما تم إنفاقه على هذا المشروع يعكس حالة مبالغ فيها من البذخ.
ووصف التقرير محطات المترو القطرية بـ"الكهوف الخاوية" ، مشيراً إلى أنها خالية من الركاب، بما يعكس صورة حية على إنفاق هائل من البلد الذى بدأ اقتصاده يعانى بالفعل.
ونقلت فينانشيال تايمز عن مصرفي قطري: "إن القطاع الخاص يعاني وكذلك تجارة التجزئة"، مضيفا أن "تحمس الجميع لمواصلة البناء من أجل استضافة كأس العالم - ثم جاءت المقاطعة".
وتعاني قطر من الحظر التجارى وقطع للعلاقات مع دول الرباعى العربي في يونيو 2017، نتيجة إصرار الدوحة على الاستمرار في دعم الإرهاب والتطرف والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
تحملت قطر تكلفة تحويل طرق الشحن للسلع المستوردة عن دبي من خلال عقد روابط أعمق مع تركيا، وأصبحت الحليف الجديد لإيران، حيث زادت الواردات من إيران 5 أضعاف بين عامي 2017 و2018، وفقًا للإحصاءات.
كما يتطرق تقرير "فايننشال تايمز" إلى أزمة انخفاض أسعار العقارات بنحو 30% مقارنة بمستويات الذروة في أعقاب انهيار أسعار النفط في عام 2014، وفقاً لشركة ValuStrat الاستشارية.
ويرجع التقرير إلى أن خفض الإنفاق ونزوح الموظفين الأجانب أدى إلى تأثير غير مباشر على مبيعات التجزئة وكذلك خفض الإيجارات.
فيما كشف تقرير "فايننشال تايمز" عن توقع الخبراء للمزيد من الانخفاض لأسعار البيع والإيجارات في قطر، حيث ذكر التقرير نقلا عن ValuStrat أن هناك توقعاً بالمزيد من الضغوط على معدلات التأجير للأغراض التجارية، حيث يزداد المعروض من المكاتب بنسبة 25% من هذا العام حتى عام 2020، بافتراض عدم حدوث أي تأخير في الإنشاءات.
وتقول الشركة الاستشارية ValuStrat إنه من المتوقع أن يزداد المعروض من منافذ تجارة التجزئة بنسبة 28% العام المقبل إذا تم الوفاء بالجداول الزمنية الحالية للإنشاءات.
وينتقد تقرير "فايننشال تايمز" مدى التخبط وسوء التخطيط وإهدار الموارد ، موضحاً أنه "في إحدى ضواحي الدوحة، تم إقامة 4 مراكز تجارية تبعد عن بعضها بعضا مسافة كيلومتر مربع واحد"، وغير ذلك الكثير من الأمثلة.