أحمد التايب

بين الماء والنار.. هذه حقيقة المؤامرة الكبرى

الجمعة، 25 أكتوبر 2019 01:10 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن التضحية فى سبيل الوطن من أعلى درجات الشهادة فى سبيل الله، إلا أن البعض لا يعرف قيمة ومقدار نعمة الوطن، ولا يرى إلا أوضاعه التى تمس حياته المعيشية الخاصة، ويتجاهل ما يدور فى المنطقة من مخاطر وأحداث، وهنا وجب الخروج من نظرة الحياة الضيقة المتطلبة رخاء العيش ورفاهية النفس، والتذكر دائما أن الخطر الأكبر الذى يواجه حالياً العرب أجمع، هو انشغال الكثير من شعوب المنطقة بصراعاتها وأزماتها الداخلية، وهنا يجد المتآمرون فرصة عظيمة للتخطيط لضرب قلب العروبة بأكملها.
 
فعليك أن تعلم بداية، عزيزى القارىء، أن كل ما يحدث فى الوطن العربى ابتداءً من حرب العراق إلى اليوم ما هو إلا تنفيذ لنظرية الشرق الأوسط الجديد التى جاهرت بها كوندا ليزا رايس 2005، والتى من أهم ركائزها صناعة الفوضى الخلاقة به، من خلال سعى القوى الداعمة للإرهاب على تفكيك الدول المحورية فى المنطقة، تحت شعار الديمقراطية، وهى فى الأصل ديمقراطية زائفة هدفها إحداث حرية فوضوية فى المجتمع، وتصل فى النهاية بإدخال ميليشيات إرهابية لهذه الدول لتحقيق الهدف المسموم وهو ضرب الوحدة وتمزيقها ثم الانقضاض عليها.
 
وعلينا أن نعلم أيضا، أنهم لن يتركوننا أحرار لاستعادة أمجاد آباءنا وأجدادنا وقيادة العالم من جديد، - ربما هذا يدعوك للاستهزاء- فأقول لك بل هذا هو المؤكد والواضح، لأنك أمام وطن يعلمون عظمته وحال اتحاده واستقراره، يضيع ملكهم وتنتهى حضاراتهم، وهذه العظمة تتمثل فى عدد دوله التى تبلغ 22 دولة، ومساحته نحو 14 مليون كيلو متر، ويسكنه قرابة الـ412 مليونا، إضافة إلى أنه يمتلك أراضى زراعية وموارد طبيعية، تمكنه من تحقيق الاكتفاء الذاتي وكذلك سيطرته على الاحتياطى العالمى للنفط والغاز، وكذلك أن لهذا الوطن قيمة روحانية كبيرة وعراقة تاريخية عظيمة لأنه مهبط للأديان السماوية، ومنبع للحضارات.
 
وهذا يقودنا لسؤال أخر، وما علاقة مصر بهذا، أنسيت، إن مصر بمثابة عمود الخيمة العربية، وإذا سقط هذا العمود وقعت الخيمة، أنسيت أيضا أن مصر هى من وقفت ضد مشروعات الفوضى الخلاقة، التى حاولت تقسيم لبنان، ثم ضد غزو الكويت، وضد أطماع شاه إيران فى العراق والأطماع التركية فى سوريا والوقوف أمام طموح دويلة قطر فى الريادة.
 
فكيف الحياة الآن فى سوريا والعراق واليمن والجزائر والسودان وليبيا ولبنان، وما هى طبيعة المؤامرات التى تحاك الآن ضد مصر فى إثيوبيا من قبل أعدائها بشأن سد النهضة التى يصرون أن يدخلوا الدولة المصرية فى أزمة متوهمين وحالمين أن الرحى ستدور عليها لكنها أضغاث أحلام، ألم ترى أنه عندما يحتد النقاش ويشتعل بشأن سد النهضة، فإنك تسمع كلاما عن التهديد باستخدام القوة والتلويح باستخدام «القوة الصلبة»، كما يطالب البعض، الأمر الذى يعد تقويضا لمصالح مصر بل ومصدر تهديد لها.
 
وأخيرا.. فليس لدينا كوطن عربى، إلا حل وحيد هو أن تعود مصر للقيادة؛ لأنه كما يقول المفكر المصرى جمال حمدان إن بالشرق ثلاث قوى عظمى بحكم الجغرافيا والتاريخ والسكان، وهم مصر وإيران وتركيا، وتراجع دور وقوة أى منهم يكون لمصلحة الأخريين.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة