وعين الكاتب المسرحى محمود دياب، نائبًا بهيئة قضايا الدولة ثم تدرج في الوظائف القضائية بالهيئة حتى وصل إلى درجة المستشار بالهيئة.
واهتم محمود دياب بالأدب والفكر وقضايا وطنه منذ الصغر وقدم أول أعماله قصة "المعجزة" عام 1960 وحصلت على جائزة مؤسسة المسرح والموسيقي، تابعها بمجموعة من القصص القصيرة "خطاب من قبلى"، حصل بها على جائزة نادى القصة عام 1961، وحمل محمود دياب على عاتقه هموم المواطن العربي البسيط في كتاباته، وفي نفس الوقت كانت أعمالة تتضمن تصورات شاملة عن حال العالم العربي وتوقعات من الواقع الحاصل في ذلك الوقت، متأثرًا بالأدب الروسى، ومهتما بالقصص التاريخية وكيفية إسقاطها على الواقع العربي، وقدّم بذلك محمود دياب مجموعة من الكتابات التي تحمل أفكارًا قومية خالصة والتي لا يمكن تجاهلها على مر العصور.
وكانت بداية الكاتب المسرحى محمود دياب، مع المسرح عندما قدم مسرحية البيت القديم عام 1963 والتي حازت على جائزة المجمع اللغوي المصري وقدمت في القاهرة والأقاليم والسودان والعراق وسوريا، وتتابعت أعمالة المسرحية بمسرحية "الزوبعة" عام 1966 وحاز عليها بجائزة منظمة اليونيسكو لأحسن كاتب مسرحى عربى، وترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، ومسرحية "الغريب" ذات الفصل الواحد وقدمها المسرح القومى المصري ومسرحتا "الضيوف والبيانو" التي قدمتا في مصر وسوريا وبعض الدول العربية.
ومسرحية "ليالى الحصاد" عام 1968 ومسرحية "الهلافيت" عام 1970 ومسرحية "باب الفتوح" ومسرحية "رسول من قرية تميره" ومسرحية "اهل الكهف 74" ومسرحية "الرجل الطيب في ثلاث حكايات"، وهم "رجال لهم رؤوس"، "الغرباء لا يشربون القهوة"، " اضبطوا الساعات"، وقد قدمت "الغرباء لا يشربون القهوة" بعد أن ترجمت إلى الإنجليزية على المسرح في لندن، وقدم مسرحية "دنيا البيانولا" الغنائية على مسرح البالون ومسرحية "أرض لا تنبت الزهور" وأوبريت "موال من مصر".
وتعددت الأعمال الأدبية للكاتب المسرحى محمود دياب، حيث قدم في بداية أعماله قصة "الظلال في الجانب الآخر" التي أنتجت فيلما سينمائيًا وحازت على جائزة فيلم في دول العالم النامى، ورواية "طفل في الحى العربي" عام 1972 حيث ترجمت إلى الفرنسية وأعدت مسلسلًا إذاعيًا في مصر.
وقام الكاتب المسرحى محمود دياب، بكتابة السيناريو والحوار لأعماله المسرحية "ليالى الحصاد" و"الزوبعة" و"انتقام الملكة الزباء" كمسلسل تليفزيونى في مصر وسوريا، كما قدم "دموع الملائكة" و"إلا الدمعة الحزينة" حيث أخرجها للتليفزيون المخرج حسام الدين مصطفى.
ومن أعمال محمود دياب السينمائية، "سونيا والمجنون"، عن قصة الجريمة والعقاب، إخراج حسام الدين المصطفى وحازت على جائزة أحسن حوار في مصر عام 1977، ومن موسكو على جائزة أحسن فيلم نفذ عن قصة الجريمة والعقاب منافسة مع الفيلم الأمريكى والبريطانى لذات القصة، و"الأخوة الأعداء"، وقد تنازل عن وضع اسمه في مقدمة الفيلم بعد خلافات مع المخرج، وحصلت على جائزة أحسن فيلم في مصر، و"الشياطين"، و"ابليس في المدينة".
وكرّم الكاتب المسرحى محمود دياب، في اليوبيل الفضى للتليفزيون عام 1985 وحصل على وسام اليوبيل، كما حصل على وسام القضاء بصفته مستشارًا بهيئة قضايا الدولة وشهادة تقدير من الرئيس محمد أنور السادات، ورشحته مصر مندوبًا عنها لمؤتمر المسرح العربي الذي عقد في بغداد لتحتفظ مصر بمركز المسرح العربي ومقره الدائم بالقاهرة، كما حاز على جائزة أحسن كاتب عربى من بغداد.
وتوفى الكاتب المسرحى محمود دياب، في أكتوبر 1983 عن عمرًا يناهز الخمسين عامًا.