وأكد باحثون متخصصون فى تاريخ الحركات الإرهابية أن هناك 4 سيناريوهات محتملة تحدد مصير التنظيم، مع وجود 3 مرشحين محتملين لقيادته في حالة استمراره.
ولفت الباحثون إلى أن مقر القيادة لن يبقي من خلال مقار التنظيم فيما سماها بـ "دولة الشام والعراق"، بل سينتقل إلى إفريقيا.
ويؤكد عمرو فاروق الباحث في تاريخ الحركات الإرهابية أن هناك مقومات مالية وعسكرية قد تدفع لبقاء التنظيم وعدم تفككه عقب رحيل البغدادي، وهو ما يؤكده أيضا وجود دول راعية وداعمة للإرهاب قد تتدخل للإبقاء على التنظيم حتى لو بمسمى آخر حفاظا عليه واستخدامه في تنفيذ أجنداتها.
وأوضح فاروق أن استمرار تنظيم داعش أمر بات، مؤكداً في ظل وجود قيادة مؤثرة تمسك بأوراق التنظيم وبنيته، وهو ما انتبه له البغدادي قبل رحيله، حيث سارع باختيار عبد الله قرداش نائبا له، كي يدير التنظيم في حالة غياب الزعيم، أو هروبه، أو اختفائه لأي سبب، مضيفاً أن السيناريو الثاني الذي قد ينتظر داعش هو اختفاء القيادة هربا من الملاحقات الأمنية، بالتالي سيتحول التنظيم لخلايا عنقودية تختفي في أماكن متباعدة وتشن عمليات إرهابية من حين لآخر وفق استراتيجية حرب العصابات لإثبات الذات وإعلان تحدي البقاء.
وفق ما يقول فاروق فإن السيناريو الثالث هو استقلال الفروع وانفصالها كل في دولته وإقليمه، وتحويلها لكيانات مستقلة تحت مسميات جديدة تحمل نفس الأفكار والتوجهات، مشيراً إلى أن السيناريو الرابع هو التفكك الكامل للتنظيم وتحويل عناصره لتنظيم جديد باسم جديد وتحت قيادة جديدة.
فاروق أشار إلى أن السيناريو الأقرب للحدوث هو بقاء داعش وتحت قيادة نائب البغدادي، خاصة أن التنظيم يمتلك ثروة مالية تتجاوز الـ400 مليون دولار، و40 طناً من الذهب وهي ثروات تضمن بقاءه واستمرار نشاطه.
وقال أحمد عطا الباحث في منتدى الشرق الأوسط للدراسات في لندن إن عبد الله قرداش هو المرشح الأول لقيادة التنظيم، بعد أن اختير نائبا بواسطة البغدادي نفسه، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي إبان عهد الرئيس الراحل صدام حسين، وكان مرجعا شرعيا سابقا لتنظيم القاعدة قبل أن ينضم لداعش.
عبد الله قرداش
أما الخليفة الآخر المحتمل فهو الصومالي عبد القادر مؤمن وهو زعيم تنظيم داعش في إفريقيا،وقد كان عضواً بحركة الشباب الإرهابية، وقد بايع البغدادي في أكتوبر من العام 2015 ، وهو يبلغ من العمر 52 عاما، ويمتلك خريطة كاملة بكافة نقاط تمركز داعش بالشرق الأوسط.
عبد القادر مؤمن
وأكد عطا أن الخليفة الثالث المحتمل والذى يظل بعيدا نوعا ما هو عبد الإله حميش، وهو مغربي حاصل على الجنسية الفرنسية ويتولى قيادة تشكيلات داعشية خلفا لصلاح عبد السلام منفذ تفجيرات مسرح باتكلان في فرنسا عام 2015، مشيرا إلى أن رغم قوة عبد القادر مؤمن وحميش إلا أن فرص تولي قرداش القيادة فعليا هي الأقوى لكونه الوحيد بعد البغدادي الذي يمتلك قاعدة بيانات التنظيم والخاصة بأسماء عناصره وموارده المالية.