لا يمكن لأحد أن يسبح في نهر أو في بحر أو في أية مياه دون أن يبتل. ولا مجال للمحاولة بالطبع في هذا المجال. وبالمثل، إذا كنت تسعى إلى بدء عمل ناجح في أفريقيا، وتنمية ما لديك من قدرات وما تمتلك من مقدرات مادية وعينية، فربما كان من الأفضل ألا تضيع وقتك عدوًا وراء فرصة تكاد خيالية، من أجل ألا تتحمل مسئولية مادية خاصة، وتجنى أرباحًا، بينما يسهم آخرون بمقدراتهم المادية والعينية من معدات وأدوات وسيارات ومراكب صيد وغير ذلك.
فالبعض يسعى إلى بدء عمل لا يتحمل من تبعاته شيئًا، ربما في إطار شراكة مع آخر أو آخرين، ويقضى وقته وينفق ماله وهو يسعى الى العثور على فرصة السباحة في عالم الأعمال دون أن يبتل ماله، وهو في الحقيقة ينفق ماله ووقته وجهده هباء. وإذا عثر الحالم بعمل لا مسئولية فيه، فربما يكون قد وقع في شراكة خاطئة، أو سقط في شراك لاجتذاب الحالمين أمثاله. فالنصاب لا يخدع إلا طماعًا عادة. وعندما يفيق الحالم من أحلامه غير الواقعية، يكون الشريك أو الشركاء قد تمكنوا منه بالفعل، وتبدأ محاولات الخلاص والفكاك من مشاكل مالية ودعاوى قضائية وسمعة متواضعة في سوق العمل.
وقد حدث هذا التصور مع رجال أعمال مصريين وغير مصريين، كانوا يحلمون بأن يجدوا من يستخدمون ماله وامكاناته هو بشكل أساسي واقتسام الأرباح، والنأي بأموالهم عن المخاطرة في السوق الأفريقية والاستمتاع بالقدرة على الخروج من تلك السوق - وقتما يحبون - دون خسارة تذكر ربما. ولكن ما حدث أنهم خسروا سنوات كثيرة من الانتظار، وأضاعوا سنوات كثيرة في المناورات غير المجدية ، وفاتتهم مكاسب كثيرة وكبيرة كان من الممكن أن تكون في حوزتهم -فضلا عن خبرات ثمينة- منذ سنوات طويلة.
واليوم يسعون فقط إلى محاولة بدء عمل في أفريقيا على أسس سليمة: بالتركيز على قدراتهم هم واستغلال مقدراتهم هم -بشكل أساسي- ليصبح العمل كله -تقريبًا- ملكا لهم، وليس ملكًا للغير ولا رهنًا لسلطة الغير وتسلطه القانوني.
ليس من العيب ولا من الخطأ أن تحاول -ككل رجال الأعمال وككل الناس- أن تحمى مالك ومقدراتك، ولكن أحم مقدراتك بالطريقة الصحيحة، فلا داعي لأن تضخ كل مع معك في خطوة واحدة أو عمل واحد، اذا كنت غير متأكد من سيطرتك وتمكنك من المهارات والمعارف والاتصالات والخبرات التي يتطلبها مجال العمل الذي تشرع فيه، أو اذا كنت غير واثق من بيئة العمل وظروف الاستثمار، وابدأ بخطوات محسوبة بدقة ولو كانت بطيئة، لتكون أمورك لها في يدك وفي أمان، وتطور أنت خبراتك الخاصة في هذا الفرع من العمل وفي تلك المنطقة الجديدة عليك، ولا داعي للسرعة أو التسرع واللجوء الى شراكة آخرين قد يسلبوك ما تعبت من أجله لسنوات عدة ويجروك الى متاهات لا رابح فيها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة