صدرت مؤخرا، عن دار الساقى، الطبعة الرابعة من كتاب السنة الرسولية والسنة المحمدية للدكتور محمد شحرور، والذى يعد مرجعاً أساسياً فى العلوم القرآنية.
يناقش كتاب السنة الرسولية والسنة المحمدية ما يطرح حديثا من مصطلحات "الإسلام الوسطي، والوسطية والإسلام هو الحل، ويرى الكتاب إنها مجرد شعارات ضبابية وعاطفية، يعمد أصحابها إلى توظيف الدين والسنّة النبوية خاصةً بما يخدم أغراضهم وأهدافهم.
ويرى محمد شحرور أنه بهذه الشعارات تقدّمت الحركات الإسلامية إلى الأمام فى التغلغل داخل المجتمع، وبالتالى فإن كل فشل يصيب هذه الحركات سوف ينظر إليه على أساس أنه فشل للإسلام، لأنهم منذ البداية فكروا خطأ وربطوا وجودهم السياسى بالإسلام.
ويقدّم الكتاب قراءة معاصرة للسنّة النبوية، بديلاً للمفهوم التراثى لها، الذى يفيد الاتباع والقدوة والأسوة والطاعة.
وصدرت الطبعة الأولى للكتاب فى عام 2012 ولفت "شحرور" إلى أن قيامه بتأليف هذا الكتاب جاء بشكل ملح، بعد ما تمخضت عنه ثورات الربيع العربي من صعود للقوى والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، أو ما يسمى حركات الإسلام السياسى.
ورأى محمد شحرور أن السنّة تعني لغة اليسر والجريان والاستقامة على طريقة ومثال واحد أو معين، ويكتسب معناها تجسيده، بعد أن وضع طريقة أو مثالا ما في نمط عيش يتفق عليه، ثم يجري هذا المثال أو هذه الطريقة في المجتمع، ويصبح متداولاً فيه بكل يسر وسهولة، مثله مثل أي قانون يُسن في البداية، ثم يغدو بعدها متعارفاً عليه وممارساً في المجتمع، ويستند إلى التغير والتبدل في مآل السنن، حيث التنزيل الحكيم لم يصرح أبداً بتثبيت أي سنة من السنن، بل على العكس من ذلك تماماً، في كل مرة يبيّن أنها ليست مستمرة، بل مآلها دائماً الزوال والتبدل، بدليل تعدد السنن وتعاقبها بعضها وراء بعض.
ومحمد شحرور باحث ومفكّر سوري. حائز دكتوراه فى الهندسة المدنية. بدأ فى دراسة القرآن فى العام 1970. من مؤلّفاته "الدولة والمجتمع"، "الإسلام والإيمان – منظومة القيم"، "نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي"، "تجفيف منابع الإرهاب"، وعن دار الساقى "القصص القرآني" بجزءيه الأول والثاني، و"الكتاب والقرآن: قراءة معاصرة".