نسمع دائما عن صكوك الغفران فى تاريخ الكنيسة الأوروبية ، وذلك عندما كان الأغنياء يدفعون أموالهم إلى الكنيسة كى يشتروا منها "صكا" يسقط عنهم ذنوبهم، ويدخلهم إلى النعيم الإلهى، وربما لولا إصلاحات مارت لوثر فى القرن السادس عشر، كانت ستظل هذه الصكوك منتشرة بيننا بشكلها القديم.
فكرت فى هذه الصكوك، بمناسبة مرور 502 سنة على الوثيقة التى علقها مارتن لوثر، على أبواب إحدى الكنائس سنة 1517 وطرح فيها 95 رسالة وجهها إلى المسؤلين عن الكنيسة، مناقشا مفهومها على منح المغفرة وخلطها بين الشخصى والإلهي فى التعامل مع فقراء أوروبا والعالم.
وهناك قصة لطيفة عن نشأة هذه الصكوك، تقول إن البابا أوربانوس الثانى الذى توفى فى عام 1099 وعاش قبل مارتن لوثر بنحو 500 سنة والمسئول عن إشعال الحرب بين الغرب والشرق تحت لواء المسيح وحماية الدين، بعد دعوته لحملة صليبية كبرى على أرض الشرق، لاستعادة بيت المقدس (القدس)، هو الذى اخترع صكوك الغفران من أجل بث الحماس فى القلوب ودفع الناس خاصة الفقراء للذهاب إلى الحروب.
وبحسب كتاب "عقيدة الخلاص بالإيمان والأعمال في ضوء الكتاب المقدس" ، فإن الكنيسة الكاثوليكية أصدرت صكوك الغفران فى القرن العاشر، بناء على مجلس راتس سنة 934م، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون الصكوك، لكن تلك الصكوك لم تظهر بشكلها الشامل إلا عندما قامت الحروب الصليبية، عندما أصدر البابا أوربان غفرانا شاملا لكل الذين يخرجون إلى هذه الحرب بدافع الرغبة فى خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية بحسب زعم أوربانوس، لكل العاملين فى هذه الحرب بغض عن النظر عن حياتهم الروحية.
ومما يذكره التاريخ أن مندوبى البابا كانوا يستخدمون أساليب متنوعة فى بيع تلك الصكوك، ووصل الأمر إلى وجود سوق سوداء لهذه الصكوك.
وبالطبع انتهى هذا الشكل المباشر لصكوك الغفران، لكن أعتقد أنه لا يزال موجودا فى جميع الديانات بصورة أو بأخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة