و بعد أن رأينا بأم أعيننا دولاً بعينها كتركيا و قطر تسخر منابرها الإعلامية لنشر الفوضي بمصر و تأجيج الفتن بها ،
كما تدعم سياسياً و مادياً ببذخ شديد لا يتناسب و الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تمر بها إحداها (كتركيا )،
تلك التي أُغلقت بها مصانع كبيرة و تراكمت عليها الديون الغير قابلة للسداد و بات وشيكاً أن تشهر إفلاسها، و ما ترتب علي ذلك من معاناة كبيرة للشعب التركي الذي تحمل وحده تبعات سياسات أردوغان المعوجة المشبوهة و تبديدة لأموال طائلة في دعم الجماعات الإرهابية و علي رأسها إخوانه المتأسلمين بالتنظيم الدولي في محاولات فاشلة غير منقطعة لإسقاط مصر التي تعد شوكه قاسية بحلقه !
فهل بعد أن تكشفت لنا جميعاً تلك الحقائق من تروقه و من تؤرقه الأحوال الإقتصادية القاسية ، ما زال هناك من يسمح لهؤلاء الخونة باستغلال أية خلافات سياسية بيننا و إتخاذها ذريعة للتدخل و التطاول و التهويل ؟
إذ أصبح كل قطاع منا يخوِن الآخر مسيئًا به الظنون متصيدًا له الأخطاء.. فبعد أن توحدنا على قلب رجل واحد فى رفض الحكم الإخوانى، ونجحنا فى إسقاطه بجموعنا الغفيرة التى عجزت كل قوى الشر المتربصة بمصر عن صدها أو بث الفرقة بينها، نظرًا للتوافق الكامل على تحقيق الهدف وقوة اللُحمة التى جمعت بين كل فئات وطبقات الشعب المصرى، سرعان ما أصابها هذا الزلزال الذى كانت له أسوء الآثار من الشقاقات والتصدعات التى باتت متصدرة المشهد بشكل فج.
فكم من محنة مرت بها مصر وكم من ملمة أحاطت بها، لكنها بعناية الله الذى اختصها بالذكر فى كتابه الكريم لا تركع لمذلة ولا تستسلم بل تنهض من غفلتها وتصلب قامتها لتقف شامخة مرفوعة الرأس فى وجه كل عدو خسيس يحاول النيل من كبريائها.
وبما أنها مصر المؤمنة الآمنة، التى تحول المحن إلى منح وتؤمن بأن بعد العسر يسر، فلن تنال منها تلك الزوبعة المتعمدة والمؤامرة المرسومة الباحثة عن أية ثغرة لتدخل حيز التنفيذ !
لكنها كما دخلت سرعان ما ستخرج من الأبواب الخلفية غير مأسوف عليها .
ومصر كما ذكرتُ بأهلها الذين يتركون الغالى والنفيس وينبذون أية خلافات فارغة وينتفضون على قلب رجلٍ واحد إذا ما استشعروا خطراً محيطاً، تجدهم لحمة واحدة غنى وفقير، متعلم وأمى، مؤيد و معارض، كبير وصغير، مكشرين عن أنيابهم التى لا تراها إلا فى أوقات الشدائد، ليتخطوا المحنة كما تخطوا غيرها من المحن على مر الأزمان .
هذا هو الطابع المصرى الأصيل فى الجينات المصرية العريقة اللهم باستثناء بعض الذين يجب أن نبحث جيداً فى جيناتهم الوراثية المستغربة والتى لا تتسق جملة وتفصيلاً مع كونهم مصريين !
فهؤلاء الشامتون فى الملمات، المنتظرون بشغف لوقوع البلاء، المنحازون لكل من له غرض خبيث فى بلادهم، المستهزئون بما تنفطر له قلوب المصريين حزناً وتستشيط به صدورهم غضبا !
هؤلاء الذين يحملون الجنسية المصرية فى بطاقات الرقم القومى، لكنهم لا يحملون فى أنفسهم الانتماء والوطنية !
هؤلاء الذين يبكون على أطلال الثورة ويكيلون الانتقادات اللاذعة للنظام بلا منطق، فى حين تعمى أبصارهم وتُصم آذانهم عن أى إنجاز تحقق على أرض الواقع بخطوات سريعة غير مسبوقة على طريق الاستقرار والتغيير لم نكن أبداً لنحلم بتحقيقها إذ كانت درباً من دروب الخيال !
(طاقم المحبطين دائماً وأبداً، الباحثين عن الهجرة وترك الوطن، الذين يستكثرون على أنفسهم مد يد العون للنهوض بأوطانهم ويكرسون جهودهم للانتقادات والتريقة على من غرق فى مياه الأمطار ومن صُعق من الكهرباء و من اختفي قسرياً كما يزعمون على مواقع التواصل الوهمى الافتراضى)!
إذن فالحل الأمثل من وجهة نظرى المتواضعة، هو أن يستوعب كل طرف الآخر، فالشباب يجب عليه أن يستفيد من خبرات الأجيال التى سبقته ويستمع لصوت الخبرة والعقل،
أما الطرف الآخر فعليه أن يستوعب الحماس والاندفاع وقلة الخبرة الحياتية للأجيال الجديدة.
نحن الآن أمام صورة غير مكتملة، تشوبها نقيصة ليست بهينة،
فيا أيها الشباب الغاضب:
إن كنتم ترون ما لا يراه غالبية الشعب، فعليكم أن تقنعوا الآخرين برؤيتكم للمستقبل التى تخالف آراء الجموع ، فإن كانت لديكم القدرة و نجحتم فى ذلك، ، فأنتم إذًا على حق، وإن لم يحدث الآن فربما تتلاقى الأفكار وتتوحد الأهداف يوماً ما ولكن بعدما نتخلص جميعاً من إرهابا محيطًا وعدوًا متربصًا بنا جميعا .
أيها المصريون:
على اختلاف مذاهبكم وانتماءاتكم الفكرية و السياسية ، انبذوا خلافاتكم ونقوا صدوركم ووحدوا أهدافكم جميعاً لتعبر مصر أزمتها وتقف على أقداما أقوى وأصلب من ذى قبل .
و بالنهاية سأطرح عليكم نفس السؤال دون انقطاع
أنا مع مصر إنت مع مين ؟