أمر رائع ظهور الصعيد فى المشهد الرياضى مجدداً، من خلال فريق أسوان الذي يلتقي الأهلى، حيث تتوجه عيون وقلوب الساحرة المستديرة نحو الجنوب مجدداً.
الصعيد الذى طالما صدر للمشهد الرياضى عددا كبيرا من الرموز الرياضية بينهم مارادونا النيل طاهر أبو زيد ومجدى عبد الغنى وعميد لاعبى العالم أحمد حسن، وهادى خشبة وعادل هيكل الحارس الأسطورى، وغيرهم الكثيرون.
بالتأكيد الأرياف وبالأخص فى الجنوب بصعيدنا الطيب يوجد الكثير من المواهب التي تحتاج لجهد للتفتيش والبحث والتنقيب، هذه الكنوز التي تمثل ثروة ضخمة لبلادنا على غرار النجم العالمى محمد صلاح، يتحتم علينا البحث عنها وتقديمها للمشهد ومنحها الفرصة لإثبات الذات.
للأسف، يغض الكثيرون الطرف عن هذه المواهب، ولا يتم النظر إليها، إلا من خلال عمل روتيني يتمثل في إيفاد مسئولي قطاع الناشئين في الأندية الكبيرة للصعيد، لإجراء اختبارات تتسم بالجفاء والروتين وعدم البحث بعين التدقيق عن المواهب.
لدينا نماذج عديدة من لاعبين موهبين في قرى ونجوع لم تتاح لهم أنصاف الفرص، ومازالوا يمارسون الرياضة في الملاعب الترابية، يعانون سوء الظروف المادية وتجاهل الإعلام الرياضي لهم.
هؤلاء الموهبون تجدهم في كل محافظات الصعيد، بينهم شباب صغار السن يخطفون العقول والقلوب عندما تشاهدهم في ملاعب مراكز الشباب بالقرى، مثل قرية "شطورة" بشمال سوهاج التي تموج بالعديد من المواهب الرياضية.
نتمنى الاهتمام بصغار السن والموهوبين في القرى، فهم الأمل في الساحة الرياضية، وبأقدامهم تستطيع مصر تحقيق مكاسب مادية كبيرة، فهم ثروات اقتصادية نحن في غفلة عنها.
ما أعجبني في هذا الصدد، ما كتبه صديقى العقيد عماد حماد على صفحته بالفيس بوك، "عندما وجد الأسطورة بيليه والده يبكي عندما خسرت البرازيل نهائي كأس العالم أقسم هذا الطفل لوالده بأنه سوف يأخذ له كأس العالم، وبالفعل حقق الطفل ما وعد به والده، وفازت البرازيل الدولة الفقيرة بأول كأس عالم لها سنة 1958، بفضل الفتى الفقير وأصغر لاعب فى كأس العالم فى هذا الوقت، وتحول الفتى الفقير لصانع المجد لدولة كانت فقيرة تبحث عن اللاعبين بالشوارع والحارات لأطفال تلعب الكرة حفاة القدمين لدولة صاحبة الترتيب العاشر اقتصاديا على مستوى العالم، بفضل هذا الفتى صاحب الحلم الذى أصبح واقعا.
يا سادة اتركوا المهاترات وابحثوا فى الشوارع عن الأطفال صاحبة الحلم لترفع من شأن كرة القدم وترفع من شأن الدولة.
نتمنى عودة أندية الصعيد بقوة للدوري الممتاز، وعدم اقتصارها على "أسوان"، نتمنى في العام المقبل نرى "سوهاج وتليفونات بني سويف والألومنيوم وسكر نجع حمادي والمنيا" وغيرهم من الأندية تعود للمشهد الرياضي مجدداً.
نعم.. أتفق معه فيما ذهب إليه بأننا إذا فتشنا فى هؤلاء الأطفال سنجد فيهم المبدع والمجتهد والمبتكر، سنجد فيهم حلماً لغدٍ مشرق، وأملاً لمستقبل أفضل.. لا تتركوهم يرحمكم الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة