كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أن تناول الكثير من الطعام يؤدي لزيادة الوزن، لكن اكتساب المزيد من الكثير من الدهون، وخاصة حول الوسط أو البطن، مرتبط بالسرطان، وهو أمر ما زال يفاجئ الكثير من الناس.
وقالت الصحيفة، إذا كنت تعانى من السمنة حول بطنك، فربما يكون لديك أيضًا الكثير من الدهون الحشوية، أو الداخلية، وهو اسم الدهون التي تتراكم داخل البطن وحول الأعضاء، إنها مشكلة كبيرة، لأنها لا تستقر فى هذا المكان فهى تتحرك لأنها نشطة، وترسل إشارات الى بقية الجسم.
وأكدت أن بعض هذه الإشارات تجعل خلاياك تنقسم بسرعة أكبر، مما يزيد من خطر إصابتك بالسرطان، في حين أن البعض الآخر يسبب الإلتهاب، وهو محرك كبير آخر للسرطان.
ووفقا لأبحاث السرطان في بريطانيا، فإن زيادة الوزن أو السمنة تؤدي إلى حوالي 22800 حالة جديدة من السرطان كل عام، موضحة أن السرطانات التي ترتبط بشكل خاص بالدهون الزائدة هي الثدي والأمعاء، وهما من أكثر أشكال المرض شيوعًا لدينا، موضحة إن سرطان البنكرياس، والمريء والمرارة، والتي يصعب علاجهم، ترتبط أيضًا بالسمنة.
أجرى العلماء البريطانيون الدكتور ميشيل هارفي والبروفيسور توني هاول، دراسات أظهرت أن الصيام المتقطع ساعد في تحسين مقاومة الجسم للإنسولين لدى مجموعة من النساء، حيث أن مقاومة الإنسولين هي مقياس لمقدار هرمون جسمك على إنتاجه لخفض نسبة السكر في الدم بعد الوجبة الغذائية، وفقدت مجموعة أخرى من النساء اللواتي يتناولن نظام غذائي يوميًا وزنهن ، لكنهن لم يلاحظن نفس التحسن في الإنسولين، هذا أمر مهم لأن وجود مستويات عالية من الإنسولين يزيد من خطر الإصابة بالسرطان، لذلك يمكن أن يكون مزيج من فقدان الوزن، وتحسين حساسية الأنسولين مفيدًا للغاية.
في دراسة أخرى حديثة، طلب الدكتور هارفي من 23 امرأة تعاني من زيادة الوزن، قبل انقطاع الطمث، والمعرضات بشكل كبير لخطر الإصابة بسرطان الثدي، تخفيض السعرات الحرارية، يومين في الأسبوع، لذا فإن المحافظة على وزن صحي والحفاظ على التخلص من دهون بطنك، من الأفضل أن يكون خصرك أقل من نصف طولك، هي طرق رائعة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
الصيام المتقطع يفيد فى التخلص من سمنة البطن
وقالت الصحيفة، إن واحدة من أفضل الطرق للقيام بذلك هي من خلال الصوم المتقطع، لا يمكن أن يقلل خطر إصابتك بالسرطان فحسب، بل قد يزيد من فعالية العلاجات مثل العلاج الكيميائي.
منذ سبع سنوات، تم تأليف كتاب بعنوان "الحمية السريعة"، مع الصحفية ميمي سبنسر، أوجزنا فيه الفوائد المحتملة لاتباع نظام غذائي للصيام المتقطع، والذى يمكنك تخفيض السعرات الحرارية إلى حوالي 600 سعر حرارى مرتين في الأسبوع.
لقد اقترحت أن ذلك لن يساعدك فقط على إنقاص وزنك، لكن وفقًا للدراسات التي أجريت على الحيوانات، قد يساعد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
الصيام المتقطع واهميته
منذ ذلك الحين، أشارت الدراسات التي أجريت على البشر إلى نفس الشيء، هذه المرة، وكذلك الاختبارات القياسية، حيث تم أخذ عينات من الثدى لدى السيدات على مدار شهر واحد، فقدت النساء ما معدله 3 كيلوجرامات معظمها من دهون الجسم، في معظم النساء، كانت هناك تغييرات كبيرة في نشاط الجينات المرتبطة بسرطان الثدي، ستكون هناك حاجة لدراسات أكبر لإثبات أن الصيام المتقطع، لا يساعد فقط فى فقدان الوزن بشكل عام، ولكن يحمى أيضا من الإصابة بالسرطان.
ستكون هناك حاجة لدراسات أكبر لإثبات أن الصيام المتقطع، وليس فقدان الوزن بشكل عام، هو المسئول، لكن النتائج مثيرة للاهتمام، في كتاب "الحمية السريعة"، كتبت أيضًا عن شكل مختلف من الصيام المتقطع، يسمى تناول الطعام بتقييد الوقت، ولا تقلق بشأن السعرات الحرارية عند تنفيذ هذه الخطة، حيث يمكنك تحديد الساعات التي تتناول فيها وجباتك، لا ينتهي الكثير منا أخيرًا بتناول الطعام والشراب حتى الساعة 10 مساءً تقريبًا بفضل وجبة خفيفة في وقت متأخر من الليل، ثم نبدأ في تناول الطعام مرة أخرى عند الاستيقاظ، هذا يعني أننا نستمر بدون طعام لمدة 9 ساعات.
الصيام المتقطع
وأوضحت الصحيفة، أن الفكرة في تناول الطعام هي تمديد فترة الصوم إلى 12 أو 14 أو حتى 16 ساعة من خلال الانتهاء من تناول الطعام في وقت مبكر من المساء، والبدء من جديد في وقت لاحق بعد ذلك بكثير بشكل أساسي، تخطي وجبة الإفطار في اليوم التالي.
وقد ثبت أنها تساعد الناس على فقدان الوزن، ولكن هل يمكنها أيضًا تقليل خطر الإصابة بالسرطان؟
في دراسة كبيرة، تم تخصيص 2400 امرأة أمريكية مصابة بسرطان الثدي بشكل عشوائي إما لاتباع نظام غذائي قليل الدسم أو لتقديم المشورة الصحية العامة.
ثم تم متابعتهن على مدى 7 سنوات لمعرفة ما إذا كان اتباع نظام غذائي قليل الدسم قد أحدث أي فرق لخطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي، كانت الإجابة "لا" مدوية.
على الرغم من تقليل تناولهن للدهون بنسبة 19%، فإن أخصائيو الحميات قليلة الدسم لم تكن أفضل حالًا من أولئك الذين كانوا في المجموعة الضابطة.
ولكن الشيء العظيم في هذه الدراسة، من وجهة نظر الباحثين الذين يبحثون عن الأكل المقيد زمنياً، هو أنه طُلب من النساء الاحتفاظ بسجلات مفصلة عن وقت تناولهن، فالنساء اللاتي أظهرن مذكراتهن أنهن صمن أكثر من 13 ساعة في الليلة لديهن فرصة أقل بنسبة 36 % لتكرار الإصابة بسرطان الثدي من أولئك اللاتي كن صائمات لمدة تقل عن 13 ساعة.